دور المعالجين الشعبيين في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


لم يقتصر دور المعالجين الشعبين في الدول السالفة على القيام بأعمال المعالجة والتطبيب فقط، إنما ابتعد ليتضمن أدواراً أخرى اجتماعية ودينية، فقد اتصلت صحة الإنسان ومسببات الأمراض وتكوّنها في هذه الدول بنواحي خرافية تنسب المرض إلى الأرواح الشريرة أو غضب الآلهة حسب اعتقادهم، ولذلك كان السحرة هم الذين يقومون بأدوار العلاج وشفاء المرض ثم أصبح الكهنة هم الذين يمارسون هذا الدور وباتت مهام العلاج والشفاء حكراً عليهم.

دور المعالجين الشعبيين في علم الاجتماع الطبي

أهم ما يجب الاهتمام به بالنسبة لدور المعالجين الشعبين هو تخصصهم في مهنة العلاج والتطبيب، والتدريب وامتلاك الخبرة والمعرفة واعتقاد المواطنين في قدراتهم العلاجية ومكانتهم الاجتماعية والمقابل المادي الذي يأخذونه مقابل قيامهم بعملية التطبيب والشفاء.

1- التخصص في مهنة العلاج والتطبيب

إن ظاهرة التخصص بين المعالجين الشعبين ليست نتيجة دراسة مختصة أو أي نوع من التدريب المتخصص بقدر ما هي نتيجة شهرة تحققت بصورة تدريجية لبعض هؤلاء المعالجين بسبب تكنيك علاجي محدد تخصصوا فيه أو براعة ومهارة في علاج مرض محدد، كما قد تعود إلى وراثة أسم الأب الذي كان يوماً شهيراً في ميدان محدد ثم انتقل التخصص والشهرة إلى الإبن، وهنا قد لا يميز المريض أو أسرته بين الأب والإبن.

2- التدريب واكتساب الخبرة والمعرفة

يكوّن المعالجون الشعبيون جماعة متنوعة الخواص ذات فوارق فردية عديدة في طريقة التعبير وفي وجهات النظر والاستشراف، كما ينتظمون في بعض الأحيان في جمعيات للمعالجين طبقاً لنظم الاشتراك فيها وطبقاً لقواعد التعامل والمشاركة في المعلومات، وفي بعض الأحيان يحصل المعالجون الشعبيون على تدريب رسمي قليل ويمتلكون المهارات عن طريق التدريب من خلال المعالجين القدامى أو عن طريق الخبرة بتقنيات أو حالات مرضية محددة تعرضوا لها سواء بالإصابة أو بالمعالجة.

وهم لا يحملون إجازات رسمية ترخص لهم القيام بأعمال العلاج والتطبيب، ولكنهم ليسوا بالضرورة غير مؤهلين على هذه الأعمال، فهم يتابعون تخصصهم وتعليمهم بالمحاكاة والملاحظة، كما أن موهبة المعالجة والتطبيب تسري في العائلة وتنتقل في غالبية الأحوال من الأم إلى الإبنة ومن الأب إلى الإبن، فالقدرة على تجبير العظام والقدرة على وقف النزف تعد شيئاً وراثياً.


شارك المقالة: