دولة الكويت في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح

اقرأ في هذا المقال


حدود دولة الكويت والجماعات التي استقرت بها:

تقع دولة الكويت على القسم الغربي الشمالي للخليج العربي الذي يحدها من الشرق، وتقع على جنوبها المملكة العربية السعودية، وتحدها العراق من الجهة الشمالية الغربية، ومن الناحية الجغرافية تتكون دولة الكويت في أغلبها من سهول رملية تنحدر بشكل تدريجي من الغرب إلى الشرق، وتوجد في دولة الكويت العديد من التلال التي تمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بالقرب من الجهراء، ويوجد تلال أخرى أطول وأكثر مساحة من غيرها من التلال، ويوجد بها الكثير من التلال التي تتميز بكثرة الحصون بها ذات الأحجام المختلفة، وتوجد بعض الوديان منها وادي الباطن، الذي يمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي عند الحدود مع العراق، واوادي الشقايا الذي يوجد في الجنوب الغربي.

لقد كانت دولة الكويت عامرة بالسكان على مرور الأزمان، حيث تم ذكر العديد من الأماكن المنتشرة على أرضها في كتب التاريخ، وفي دواوين الشعر، وشهدت الكثير من الأحداث، حيث مر على تاريخها الكثير من الرجال المعروفين منهم الصحابي سعد بن الياس والشاعر الفرزدق والراوية الأصمعي، ولم يسكن الكويت فقط أفراد شعبها، بل كانت تضم العديد من القبائل منها قبيلة بني تميم، وبكر بن وائل وغيرهما من القبائل الأخرى.

فقد استمر استقرار تلك المجموعات التي عاشت على أرض الكويت زمناً طويلاً، فقد أصبحت مجموعة واحدة تمثل شعب كامل، يتمتع بالاستقلال التام عن بقية الأقسام الأخرى في جزيرة العرب، وفي عام 1613 ميلادي تحول ذلك الشعب إلى نظام يتصف بالوضوح، بحيث يتخذ شكل الإمارة، فقد أتخذوا صباح الأول أميرة لهم.

فقد قام الشيخ مبارك الصباح بذكر صباح الأول في رسالته المشهورة بقوله: الكويت البلد القفراء نزلها جدنا صباح في عام 1022/ 1613 ميلادي، وبعد مرور وقت من الزمن تحولت أرض القفراء إلى شعب متطور تجوب سفنه البحار، ويملك حق الدفاع عن نفسه، وله علاقات قوية مع عدد من الدول، بحيث كانوا أهله يعملون في قطاع التجارة والغوص للبحث عن اللؤلؤ، بحيث كانوا يقضون حاجتهم من دون مساعدة أحد.

استمرت البلاد في مرحلة الاستقرار فترة طويلة ممتدة إلى عام 1613 ميلادي، حيث تولى الحكم بعد صباح الحاكم الأول أبنائه، حيث استمروا في حكم البلاد حتى هذا اليوم، وفي عام 1961 ميلادي حصلت الكويت على استقلالها بالشكل التام، بحيث أصبحت عضواً في جميع المؤسسات الدولية، وكذلك أنشأت علاقات وثيقة تجارية ودبلوماسية مع عدد كبير من أقطار العالم، فقد ساروا أبناء صباح الأول على نهج أجدادهم من خلال حرصهم على كيان هذا الوطن، وكانوا على استعداد دائم للدفاع عنه وحمايته كلما ظهرت الحاجة إلى ذلك.

وفي عام 1921 ميلادي توفى الشيخ سالم المبارك الصباح، فقد تولّى الحكم بعده ابن أخيه الشيخ أحمد الجابر الصباح واستمر بذلك حتى وفاته في عام 1950 ميلادي، حيث عرف عن الشيخ أحمد الجابر الصباح بأنّه رجل متواضع، فقد تعرضت البلاد في عهده إلى العديد من المشاكل والقضايا ولكنّه تصدى لها بكل جد وحزم، وهو الحاكم العاشر في مجموعة حكام دولة الكويت، فقد تشير المصادر التاريخية أنّ أول حاكم للكويت هو صباح بن جابر الذي تولى الحكم في عام 1718 ميلادي، وهو الحاكم الثالث عشر بناء على ما تمّ ذكره من قبل المؤرخين.

إنّ مسألة الحدود الكويتية من أهم الأمور التي واجهت الحكام في تلك الدولة، فقد أخذوا هؤلاء الحكام على أنفسهم مسؤولية العمل المتواصل من أجل حل هذه القضية، دون أن تأثر على عملية سير الحياة السياسية أو الاقتصادية أو التنموية في البلاد، بل عملوا بكل جد على الحرص للمحافظة على مستقبل الوطن وعلى حفظ کرامته وكرامة شعبه وحمايته من الأعداء والسير به في مسيرة التطور والتقدم.

تولي الشيخ أحمد الجابر الصباح الحكم:

لقد تولى الشيخ أحمد الجابر الصباح الحكم في عام 1921/ 1950 ميلادي، حيث اعتبرت تلك الفترة من أبرز وأهم الفترات التي مر بها تاريخ الكويت، فقد برزت في تلك الفترة مسألة مهمة جداً وهي مسألة الحدود، فقد كانت تحتاج إلى استعداد كبير للتحاور والتناقش الذي يقوم على أساس الأدلة القوية، وكانت هناك أمور أخر ذات أهمية كبيرة مثل القضية المتعلقة بتطوير البلاد من خلال الاهتمام بالتربية والصحة والمرافق العامة والعمران وغيرها، فقد قام الشيخ أحمد بمواصلة العمل بها بكل جد، حيث كانت تلك الفترة من الفترات المهمّة ذات الإمكانيات المالية العالية؛ بسبب اكتشاف النفط والبدء بعملية تصديره إلى الدول المجاورة.


شارك المقالة: