روجيه باستيد وأطر التثاقف الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


روجيه باستيد وأطر التثاقف الاجتماعية:

ليس ممكناً الاهتمام بظواهر التثاقف في فرنسا من دون الرجوع إلى العالم روجيه باستيد الباحث في الدراسات الأفرو الأمريكية، كذلك من الممكن وإلى حد كبير من اكتشاف الأنثروبولوجيا الأمريكية التي كان موضوعها الرئيسي التثاقف.

وقد ساهم أكثر من غيره في الاعتراف بحقل البحث هذا بوصفه مجالاً رئيسياً من الاختصاص، ومع حرصه الشديد على تأكيد الفضل الكبير الذي كان للرواد الأمريكيين، حيث سعى في أعمال مختلفة إلى تجديد مقاربة التثاقف.

كيفية ربط العلاقة بين التكوين الاجتماعي والثقافي حسب نظرية روجيه باستيد:

ينطلق العالم باستيد الذي يجمع على حد سواء بين تكوينه في علم الاجتماع وفي الأنثروبولوجيا من فكرة الثقافي لا يمكن أن يدرسها بمنعزل عن الاجتماعي، حيث كان قصور الثقافة الأمريكية الأكبر بالنسبة إليه، هو عدم وصل العلاقة بين الشخص الثقافي والاجتماعي.

هناك خطر يكمن في التثاقفية، وهو اختزال الظواهر الاجتماعية إلى الظواهر الثقافية، وعلى العكس يمكن القول أن في ما يمكن أنه نسميه ظاهرة اجتماعية، ومن الممكن التقليل من من خطر انضمام الظواهر الثقافية إلى ظواهر اجتماعية.

يجب دراسة العلاقات الثقافية ضمن مختلف أطر العلاقات الاجتماعية، تلك التي يمكن أن تسّير علاقات الاندماج أو علاقات التنافس أو النزاع، ومن الواجب إعادة ظواهر التأليف الثقافي والتمازج الثقافي، بل العمل على الاستيعاب في أطر بنيتها أو العمل على إعادة بنيتها الاجتماعية.

تشكل ظواهر التثاقف “ظاهرة اجتماعية كلية”، وهي تمس جميع مستويات الواقع الثقافي والاجتماعي، لهذا لا يمكن أن يتم جمع التغير الثقافي ضمن المستوى الثقافي الفردي نفسه، ولا بشكل أفقي بين المستويات المختلفة وهذا ما يفسر بعض أوهام أعوان التطور الثقافي المعتاد.

بين الثقافات كثيراً ما تكون العلاقات ذات قوة، بأن في المستطاع لمختلف الثقافات أن توجد بمنعزل عن بعضها البعض، وفي نوع من النقاوة الأصلية، وذلك يكون من أجل إضافة قيمة إجرائية على مفهوم الإبادة الثقافية، كما يجب الوقوف على تعريف صارم والعمل على تعيين الحالات الاجتماعية التاريخية التي جرت فيها، كذلك إن التثاقف لا يمكن اختزاله أبداً، حتى وإن كان قسرياً أو مخطط له إلى مجرد حدوث عملية نزع للثقافة.


شارك المقالة: