سلمان بن حمد آل خليفة الأول أمير البحرين

اقرأ في هذا المقال


يعتبر سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة أمير البحرين من سنة 1942 حتى سنة 1961، ولد سنة 1895 ونشأ في رعاية أباه، حيث درس القرآن والدين ثم أحضر له أباه حمد بن عيسى معلمين لعلوم مختلفة درس منهم ما يؤهله لحكم دولته بعد أباه.

لمحة عن سلمان بن حمد آل خليفة الأول

تولى الشيخ سلمان العهد في رعاية أباه وبموافقة أعيان وأهل وأقارب آل خليفة عمل نيابة عنه في العديد من المناسبات الرسمية، كما كان يؤهله لمسؤولياته الكبيرة القادمة، حيث أطلق عليه اسم حاكم البحرين بعد موت أباه حمد بن عيسى ملك البحرين سنة 1942 واحتفل بجلوسه الرسمي.

عرف بميله الكبير للعمل الجاد وولعه للتعريف بمقومات الحضارة الغربية والاستفادة منها في تنمية البلاد وقراءة الصحف التي صدرت في عهده، حيث يلاحظ أنه طوال فترة ولايته ثابر على متابعة التقدم والتوسع الحضري في العالم ونقله إلى البحرين.

حياة سلمان بن حمد آل خليفة الأول

شهدت البحرين في عهده تدشين مشاريع كبيرة بعضها لا يزال يشهد على الرعاية والاهتمام اللذين حظيا بهما وتؤخذ في الاعتبار عند إنشائها، حيث يشعر المتابع لمدى التقدم الذي وصلت إليه البحرين في عهده بمدى وعي هذا الأمير الذي لم يترك الصغير أو الكبير دون المضي فيه بنفسه.

إذ اهتم بعلاقاته الخارجية اهتماماً كبيراً وكان يستقبل رؤساء وملوك البلاد والجزيرة العربية بنفسه ويودعهم نفسه بكرم ضيافته، مما يدل على كرمه المعروف وصداقته الكبيرة مع من أحاط به بحمايته كانت سخية للغاية، وهذا ما ورثه عن أباه الشيخ حمد.

في نهاية سنة 1948 سيطرت قضية محلية مهمة على اهتمام المواطنين وشهدت شوارع المنامة وصلات لم نشهدها من قبل، بالإضافة إلى تجمع الناس حول المهندسين والعمال الذين يعملون على ربط مواسير المياه من خلال شبكة مياه صحية.

كانت الحكومة قد أصدرت إعلانا أثلج صدري قلوب المواطنين الراغبين في إيصال المياه النظيفة إلى منازلهم وكان الحدث المميز الآخر في ذلك المشروع هو العدادات التي تشهدها البلاد لأول مرة، حيث لا شك أن وجود عدادات المياه في ذلك الوقت كان موضوعاً مهماً للحديث عنه في المجالس والمنازل.

الأحداث التي جرت في عهد سلمان بن حمد آل خليفة الأول

  • شهدت البحرين حدثاً مميزاً آخر وهو عقد المؤتمر الطبي الأول في البحرين وحضر هذا المؤتمر 27 طبيباً من بريطانيا وأمريكا وإيران والعراق والكويت لبحث القضايا المتعلقة بالشؤون الصحية، حي تمث تنظيم مؤتمر حضره أطباء من هذه الدول وكان بلا شك في ذلك الوقت إنجازاً عظيماً للقيادة في البحرين.
  • لقد شكلت خلال هذا المؤتمر لجنة من 6 أطباء لإعداد تقرير عن الوضع الصحي في دول الخليج وتم تقديم هذا التقرير للجهات العليا في تلك الدول، حيث في ذلك بادرة انطلقت من البحرين وكانت الأولى من نوعها التي عكست جزءاً من مصالح حاكم البحرين آنذاك.
  • كان الشيخ سلمان محقاً في العديد من الجوانب المهمة جداً، وهو ما يتضح من قراءة فهمه الطبيعي للقضايا الاقتصادية، حيث كان دائماً يدقق في الميزانية السنوية بنفسه ويتابع النفقات والإيرادات وكان له إحساس طبيعي بالفرص الاقتصادية القادمة.
  • كان يدرك أهمية الاتصالات الجوية والبحرية للبحرين ورأى إمكانية إنشاء شركات طيران خليجية وهو ما تم تأسيسه بالفعل فيما سخر آخرون من الفكرة ووصفها بأنها غير معقولة، حيث استمر في المطالبة بشدة بإنشاء ميناء وحمل الميناء اسمه وسمح للبحرين بالدخول إلى تجارة بحرية أكبر وأوسع.

يمكن العثور على مصدر اهتمامات الشيخ سلمان العميقة في القضايا الصحية عندما حاول وضع لوائح جديدة لغواصي اللؤلؤ في البحرين، حيث تعرف عن كثب عن الظروف السيئة والمتدهورة التي يعمل فيها هؤلاء الغواصون والأمراض التي تفترسهم بسبب الظروف التي يعيشون فيها أثناء عمليات الغوص.

  • بعد ذلك اهتم بشكل خاص بظروف صيادي اللؤلؤ وبذل جهوداً واسعة لتحسين حياتهم ولم يكن هذا مقبولاً لدى الجميع، حيث كان هناك من استفاد من بقاء النظام القديم، لكن الشيخ سلمان ألقى بثقله ووظف هيبته في سبيل الإصلاح وتحقق ذلك له في إطار الإصلاح بالتخصيص.
  • كانت البحرين قد بدأت تذوق طعم الاستقرار المبكر عندما بدأت المشاكل الصحية تشق طريقها إلى جسد الشيخ سلمان، حيث مات في سنة 1961 عن عمر يناهز 67 سنة بعد حوالي 20 عام قضاها في السلطة.

شارك المقالة: