اقرأ في هذا المقال
- نبذة عن بعض سمات شخصية الملك عبد العزيز
- صحة المعتقد في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
- أبرز صفات الملك عبد العزيز
نبذة عن بعض سمات شخصية الملك عبد العزيز:
عرف عن الملك عبد العزيز بالكثير من سمات وصفات الشخصية التي تميز بها في جميع مراحل حياته، والتي تساعدت مع بعض من العوامل الأخرى فكان لها أثر كبير في تشكيل شخصيته، حيث برزت على مختلف المستويات الرسمية والشعبية في الداخل وفي الخارج، وبالتالي كان لها أثر كبير في ظهور عمل الخير على يديه.
لقد عرف عن الملك عبد العزيز رحمه الله بصحة المعتقد بناء على مبادئ وقواعد الدين الإسلامي، حيث كان يحث ويذكر الشعب بالشكل العام والخاص بوجوب الالتزام في هذه القواعد، ومعاقبة المخالفين بعد إقامة الحجة عليهم، فيقول الملك عبد العزيز في رسالة وجهها إلى عامة الشعب يبين فيها المعتقد الإسلامي الصحيح الذي هو عليه.
فقد أوضح الملك وقال إنّ بعضكم يصعب عليه الأمر في بعض أئمة المسلمين ومعتقداتهم فيقوم بتميز واحداً دون أحد بالتفضيل، فأحببت أن أشرح أمر الاعتقاد الذي ذكره المشايخ في خطتهم، وهو ذكر بأنّ معتقد المسلمين واحد، فإنّ أصل المعتقد هو کتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم السلف الصالح من بعدهم، ثم من بعدهم أئمة المسلمين الأربعة: الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام أبو حنيفة، وهؤلاء أصل معتقداتهم واحده.
صحة المعتقد في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
كما كان من أهم شواهد صحة المعتقد عند الملك عبد العزيز مناصرته لقواعد العقدية، التي قامت عليها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حيث قام بالتعهد على الالتزام بها ونصرتها كل من الشيخ محمد والإمام محمد بن سعود، وكان ذلك يما عرف باتفاق الدرعية الذي وقع عام 1158 ميلادي.
وكانت تلك الدعوة مباركة، حيث انتشرت قواعدها ومبادئها الإصلاحية في المجتمع، وكان من سماتها الإصلاحات الدينية الواضحة كل الوضوح في المجتمع، خاصة تعديل بعض المعتقدات التي شملت بعض أنواع الشرك والبدع والخرافات التي كانت تلوث البلاد، وما تركته تلك الدعوة من آثار عظيمة فيما بعد ليس داخل الجزيرة العربية فحسب بل في داخلها وخارجها، وقد توارث الأئمة من آل سعود ذلك الإيمان والنصرة لتلك المبادئ والقواعد، حيث كان الملك عبد العزيز يعلن بين وقت وآخر التزامه بها في شتّى المجالات ومختلف الظروف.
لم يكتفي ذلك الأمر بهذا الحد فحسب، فنتيجة لإيمان الملك عبد العزيز العام بهذه المبادئ العقدية العظيمة نراه قد ألزم نفسه وأتباعه بها وعمل إلى وضعها موضع التطبيق حين تمكنه الظروف من ذلك في مختلف مراحل حياته، ومثال على ذلك الرسالة التي بعثها في عام 1339 هجري إلى علماء المسلمين، يكلف بها الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف.
وهكذا أثّرت تلك الميزة الجيدة في الالتزام بالعقيدة الإسلامية على مبادئها وقواعدها الصحيحة في طريق الملك عبد العزيز وانعكست آثارها في مجالات حياته ودينه، وظهر أثرها بكل وضوح في مسيرته في الدولة العربية السعودية التي أصبحت القدوة العظمى بين بلدان العالم الإسلامي في هذا الشأن.
فقد قام الملك عبد العزيز بالتصرف الحسن عندما طلبت الأمم المتحدة منه إرسال الدستور التي كانت البلاد تسير عليه، فأرسل إليهم بنسخة من القرآن الكريم مبيناً لهم إنّ ذلك الكتاب بما فيه من قواعد مبادئ هو دستور البلاد ومنهجها الذي تسير عليه، فإنّ الالتزام بذلك عند الملك عبد العزيز كان له أثر كبير في طرح تلك الأمور التي ظهرت من خلال ما قدمه الملك عبد العزيز من صور مختلفة في عدد من جوانب عمل الخبر الخاص والعام في داخل وفي خارج المملكة.
أبرز صفات الملك عبد العزيز:
لقد تمتع الملك عبد العزيز في مجموعة كبيرة من الصفات الجيدة التي جعلت محبته في نفوس الشعب السعودي تتعاظم وتتزايد، ومنها ما يلي:
- العفو المستمر، فقد وكان الملك عبد العزيز متمسكاً به، حيث يعفو ويصفح عن أعدائه، وكان دائماً يردد أمام الناس عاهدوني على الإخلاص لله والعمل على سعادة المسلمين.
- قوة إيمانه وتقواه، فهو يرى أنَّ الحياة الصحيحة تستند على الدين.
- كان ملك إنساني بشكل ملحوظ، فالكل يشهد على مواقفه الإنسانية مع الفقراء والمحتاجين وغيرهم من أبناء الشعب السعودي خاصة والعربي عامة.
لقد كانت شخصية الملك عبد العزيز من الشخصيات الخالدة، والتي ستستمر كذلك لمدة طويلة؛ لأنّ شخصية الملك عبد العزيز تمكنت من تأسيس دولة عظيمة على جميع المستويات، وفي الوقت الحاضر تتمتع بموقع متميز في جميع المحافل العربية والإقليمية والدولية، كل هذا يدل على المكانة الكبيرة للدولة السعودية التي أسسها الملك عبد العزيز ورعاها أبناؤه من بعده، وما زالت هذه الدولة تسير على الأسس والمبادئ والقواعد التي وضعها.
وعندما قام الملك عبد العزيز بالدخول إلى الرياض استجابت له العديد من المناطق حول نجد؛ بسبب ما يتمتع به الملك عبد العزيز من صفات حسنه وما انتشر عنه من حكمه وخبرة وذكاء، حيث أجمعت الناس على أنّ الملك عبد العزيز هو الشخص المناسب لتولي الحكم في هذه المرحلة.
وتواجدت في شخصية الملك عبد العزيز قوة الإرادة والعقل الرزين، ويوجد بشخصيته العديد من الفضائل، بالإضافة إلى تطبيق ميزان العدل والحق، ولم يقم الملك عبد العزيز تنصيب غيره وإنّما أخلص واجتهد من أجل الأمّة في هدي الكتاب، والسنة النبوية المشرفة.
كذلك اتصف الملك بصفة الثبات؛ لذلك أطلقوا عليه صفة الجبل، ممّا يشير على ثباته في مواقفه ولا يمكن أن يتزحزح عن موقفه مهما واجهه من المخاطر، لذلك نرى نجاحاته الكبيرة في جميع المعارك التي خاضها، ليؤسّس الدولة العربية السعودية على أساس التوحيد.
وإنّ أهم ما تميز به الملك عبد العزيز هو حفظه للقرآن الكريم والعديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وكان على علم واسع بالأحكام والقواعد الشرعية، ولم يكتفِ بحفظها، بل وضعها موضع التطبيق وظل طوال حياته يجتمع كل ليلة مع العلماء والفقهاء، ليقوموا في قراءة الكتب والعلوم الدينية، وبعدها يدور نقاش بين الطريفين على ما تمّ قرأته، وهذا يشير على الأهمية الكبيرة للملك عبد العزيز في تطبيق شرع وقواعد الله، والعودة للكتاب والسنة النبوية المشرفة، وهذه الصفة مميزة كثيراً عند الملك عبد العزيز، حيث إنّ قليلاً من الحكام ممن يتجهون هذا الاتجاه، ولا يتجه مثل هذا من لم يكن على علم تام بالعلوم الدينية والفقهية.
بالإضافة إلى وجود العديد من السمات التي ميزت الملك عبد العزيز عن غيره من الحكام وكان منها تمسكه الكبير بتطبيق قواعد الدين الإسلامي. إنّ الشجاعة من الصفات التي جعلت شخصية الملك عبد العزيز ذات أهمية بالغة، حيث كان شجاعاً إلى درجة كبيرة، فلا يتردد في دخول المعارك إذا اضطر لها مهما كانت قوة عدوه وعدده وعدته، وكان الملك عبد العزيز قائداً عسكرياً موهوباً، يجيد وضع الخطط الحربية وتنفيذها.