يتراجع النشاط الجسمي والنفسي حين تحضر الشيخوخة، ويضعف السمع ويقل البصر وتلتهب المفاصل والذاكرة ليست كما كانت، والاكتئاب وضيق الصدر يحضر دون استئذان أو سماح، وللعلم التقدم في السن ليس مرضاً، إنما هو وصف لمرحلة عمرية يجتازها إنسان يعيشها والشيخوخة تختلف حسب ما يحمله العجوز من تاريخ مرضي ﻷمراض أزمنت معه أو أمراض جدّت عليه.
سيكولوجية الملل وسياسته لدى المسنين
الملل شعور يتسرب إلى حياتنا بين الحين والآخر، يجعل الدنيا أضيق من ثقب إبرة ويكاد الملل أن يتحول إلى أحد المتاعب النفسية التي نطلق عليها أسم أمراض العصر، وسببه المباشر هو الجمود والرتابة التي يعيشها الشخص البائس، فمثلاً أحد المسنين يعيش برنامجاً يومياً روتينيات من إفطار وقراءة جريدة وغذاء راحة وعشاء، إضافة إلى مشاكل حياته التي تشكل عبثاً على نفسيته، وإذا لم يكن لدى المسن المقدرة على التحكم في وضعه فيكسر الملل ولا يستسلم له، فلن ينجح في الخروج من هذه الدائرة الملل.
الانفعالات عند كبار السن
الانفعال عند المسن قد يكون ظاهرة صحيحة لة كان انفعالاً لسبب وعلى قدر المسبب وقد يكون ظاهرة مرضية لو أنه جديد عليه ومظهره شديد والاستجابة للمؤثر أكبر منه، الحياة بلا انفعالات لا يمكن تصويرها، ذلك ﻷن الانفعالات تعطي لوناً وطعماً للوجود الإنساني، والانفعالات الدائمة قد تكون مظهراً للمرض العقلي أو النفسي أو العقلي، والغضب أمر عادي وضروري إذا واجه الفرد موقفاً يستحق الغضب، ولكن الشخص الغضوب الذي يواجه جميع المواقف بغضب هو شخص مريض يحتاج إلى رعاية نفسية.
والانفعالات لها خصائص فهناك صعوبة كبيرة في الوصول إلى تعريف شامل للانفعالات ولكن من الممكن أن توضح ما هي الانفعالات، وذلك خلال دراسة لها خصائصها والآثار المترتبة عليها، ومن أهم خصائص الانفعالات، الانفعال حالة تحوّل مفاجئ واستجابة عامة تتضمن الشخص كله دون أن يختص بها جزء محددة من بدنه، والانفعال عادة ما يحدث بسرعة كبيرة، والانفعال يشكل حالة شعورية يحس بها الشخص ويمكنه وصفها في معظم الأحوال، وعلى ذلك فإنه من الممكن تمييز كل انفعال عن غيره، فهناك انفعال بغضب وبفرح وبحزن وبقلق وبارتياح وقد تظهر ملامح خارجية لانفعال معين وقد يتمكن المنفعل من مداراة انفعاله.