يعتبر ملك الفرنجة وحاكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة والابن الأكبر للملك بيبين الثالث من سلالة كارولينجيان، بينما يعتبر بيبين القصير مؤسس السلالة الكارولنجية يعتبر ابنه شارلمان أعظم ملوك تلك السلالة وخلفه بعد موته ابنه لويس الورع.
لمحة عن شارلمان ملك الفرنجة
حكم مملكة الفرنجة بالتساوي مع أخيه كارلومان حتى موته، ثم أصبح شارلمان الملك الوحيد لشعبه وأطلق حملات مكثفة للاستيلاء على الأراضي المجاورة لمملكته والدعوة إلى المسيحية، حيث هزم اللومبارد في إيطاليا وضمهم وحاول إبعاد المسلمين من إسبانيا، لكنه فشل وتمكن من الاستيلاء على بافاريا.
حارب شارلمان السكسونيين لأعوام طويلة وانتصر عليهم وعرفهم بالمسيحية، كما أنه أخضع الأفار الذين يعيشون على نهر الدانوب واستولى على بعض البلدان السلافية، حيث تمكن من إنشاء إمبراطورية شملت العديد من المناطق المسيحية وحكم السلالة الأموية في الأندلس.
دعا شارلمان العديد من العلماء والكتاب والشعراء لمساعدته على بدء نهضة دينية وثقافية في أوروبا تعرف باسم عصر النهضة الكارولينجي، كما أنه سن القوانين ونظم الأمور الإدارية في إمبراطوريته وأدخل الكتابة في أمور الحكومة.
حياة شارلمان ملك الفرنجة
كان يحب الإدارة والأمور الحكومية أكثر مما أحب الحرب ولم يذهب إلى ساحة المعركة إلا لفرض أوروبا التي فككتها النزاعات القبلية والإيديولوجية على وحدة الحكم والمعتقد، حيث جعل الخدمة العسكرية شرطاً وطلب أن يكون كل رجل حر إذا استدعى لحمل السلاح مستعداً تماماً وكان كل عامل نبيل مسؤولاً أمامه عن كفاية وحداته.
كان بناء الدولة قائماً على هذه القوة المنظمة المدعومة بكل عامل نفسي، وكلها ركائز قداستها التي باركها رجال الدين وعظمة الاحتفالات الإمبراطورية والطاعة التقليدية للحكم القائم، حيث اجتمع حول الملك حاشية من النبلاء ورجال الدين وخدام وكتبة.
اعتاد شارلمان على عقد اجتماعات يحضرها الملاك المسلحون ويجتمعون كلما لزم الأمر؛ لأسباب عسكرية أو مسائل أخرى، حيث سيقدم شارلمان إلى مجموعات قليلة من الأعيان مقترحاته التشريعية وكانوا يفحصونها ويعيدونها إليه مع اقتراحاتهم ثم يسن القوانين ويعرضها على المجتمع للموافقة عليها بالصراخ.
كان حكم شارلمان في فترة تدهور فيها الوضع الاقتصادي في جنوب فرنسا وإيطاليا؛ بسبب سيطرة المسلمين على البحر الأبيض المتوسط، حيث كان اليهود وحدهم هم الذين ربطوا الدولة في عهد روما التي كانت العالم الاقتصادي الموحد، حيث كانت التجارة في حالة اضطراب قبل موت شارلمان، وقد غرقت في هذا الاضطراب بسبب غارات وقرصنة شعوب الشمال.