شعب المياو: هم مجموعة من الشعوب ذات الرابط اللغوي والتي تقيم في جنوب الصين وجنوب شرق آسيا، وتم الاعتراف فيها من قِبل الحكومة الصينة كوحدة شعبية، تعيش قبيلة مياو في جبال جنوب الصين، في مقاطعات قويتشو وهونان وقوانغشى وغيرها من المقاطعات الصينية، رحلت بعض المجموعات المنفصلة والمتنقلة من شعب مياو ومنهم شعب الهمونغ من الصين إلى جنوب شرق آسيا إلى أراضي ولاوس وتايلاند وفيتنام، في عام 1975 ميلادي سيطر الشيوعيون على لاوس في عام 1975 ميلادي.
شعب المياو الصيني
مياو هو مصطلح صيني وهو عبارة عن مجموعات مكونة من الأشخاص لها أسماءهم الذاتية المختلفة، لا ينتمي جميع المتحدثين باللغات الهمونجية إلى لغة مياو، يتم تعيين المتحدثين في لغات بونو والباهنجية على أنهم ياو ، لمتحدثي اللغات الشيعية يتم تعيينهم على أنها هي وياو، شعب كيم داي مون في هاينان، على الرغم من تصنيفهم على أنّهم شعب مياو، إلا أنّهم يختلفون ثقافياً ولغوياً مع شعب مياو، في عام 1949 ميلادي تم تصنيفهم كمجموعة مينزو تضم مجموعة من الأقليات العرقية المرتبطة لغوياً في جنوب غرب الصين، أما تاريخياً يعتبر مصطلح مياو عبارة عن مجموعة متنوعة من الشعوب غير الهانية.
تستخدم الأسماء الصينية المبكرة أسماء مختلفة مثل مياو ، مياو تسي باعتبارها تحط من قدر المجموعات الفرعية التي تعيش في تلك المنطقة، في عام 1644 ميلادي وخلال عهد سلالة مينغ ظهر المصطلح من جديد وكان يشير اللفظ إلى البربري، ويعد نوع مختلف، تم استخدامه للإشارة إلى السكان الأصليين في جنوب الصين الذين لم يتم استيعابهم في ثقافة هان، خلال هذه الفترة تظهر إشارات إلى مستوى الاستيعاب والتعاون السياسي بين المجموعتين، ويساعد ذلك في عملية تصنيفها، خلال حكم سلالة تشينغ تم تمييز المجموعات العرقية.
من الممكن أنّ يكون تمييز المجموعات العرقية التي يتم تضمينها في التصنيفات المختلفة موضوع معقد، كان الهمونغ يسعون إلى الدمج والتعاون السياسي؛ وذلك من أجل تجميع جميع شعوب مياو معاً، على الرغم من أن المياو أنفسهم يستخدمون أسماء مختلفة، إلا أنّ الصينيين يصنفونها تقليداً حسب اللون الأكثر تميزاً، لو أردنا مقارنتها بالمبادئ الكونفوشيوسية التي تمارس تقليدياً معين على النساء في بعض أراضي الصين، فإنّ أنّه يمكننا القول ثقافة مياو أقل قوة في تصنيف دور المرأة في المجتمع، حيث تمارس نساء مياو نسبة أكبر في الاستقلال والتنقل والحرية الاجتماعية، بالإضافة إل أنّهم أقوياء الإرادة وذوو عقلية سياسية، كما لم دور في نشاط مجتمعاتهم الاجتماعية.
ثقافة شعب مياو
يُعرف عن نساء مياو المهارة القدرة الكبيرة في صنع الملابس التقليدية، حيث إنّهم يتفوقون في التطريز والنسيج وقطع الورق، حيث أنّ الأنماط الموجودة على ملابسهم معقدة للغاية وملونة، تبدأ الفتيات في سن السابعة تعلم التطريز من الأمهات والأخوات، كما تتميز مجوهرات مياو الفضية بتصميمها وأسلوبها المتميز، حيث يتم صناعتها يدوياً، ويتم نحتها بأنماط زخرفية رائعة، وليس من السهل صنعه ولا توجد تحفة نهائية مماثلة للثانية، تعتبر المجوهرات الفضية من الأعمال اليدوية ذات القيمة العالية لشعب مياو، بغض النظر على أنّه تقليد ثقافي،، إلا أنّه يرمز إلى ثروة نساء مياو.
كما تعد حفلات الزفاف والجنازات واحتفالات الربيع من أهم المناسبات لاستخدام المجوهرات الفضية وتعد عنصر مهم في زواج مياو، وخاصة لدى العروس، كانت عائلات مياو في توفر المجوهرات الفضية للفتيات في سن مبكرة، متمنين لبناتهن الزواج بشكل جيد مع كمية كبيرة من المجوهرات الفضية التي تمثل ثروة الأسرة، على الرغم من أن عدد سكان مياو المتزايد، إلا أنّ السكان كانوا ينتقلون من القرى إلى المدن، وكان الجيل الجديد يحترم التراث الفضي للعائلات وسعى على نقل هذه الممارسة كتقليد ثقافي أكثر من كونها عرضاّ ثروة الأسرة.
على الرغم من أن نساء مياو لا يخضعن لحكم صارم، إلا أن وضعهن الاجتماعي أقل من وضع الرجال، حيث يعد الرجال هم القوة الاقتصادية الرئيسية ويوفرون مصدر دخل ثابت للأسرة، تشارك النساء بشكل أساسي في الرعاية الاجتماعية، أصبحت السياحة نشاطاً اقتصادياً مهماً لشعب المياو، حظيت نساء مياو بالمزيد من الفرص للانضمام إلى القوى العاملة وكسب الدخل، حيث تعتبر الأعمال التي يعمل فيها شعب المياو من الأعمال التي تتطلب قوة كبيرة، وعلى الرغم من العمل الكبير الذي تقوم فيه المرأة في شعب المياو، إلا أنّ الرجل هو العنصر الفعال والأهم في الصين.
لدى شعب مياو ثقافتهم المتميزة كان الأيديولوجية الكونفوشيوسية تأثير كبير على هذه المجموعة العرقية، ومن المتوقع أن يكون الرجل هو الشخصية المهيمنة ومعيل الأسرة، هناك معايير اجتماعية صارمة على المرأة، حيث يجب أنّ تكون زوجات فاضلات وأمهات صالحات، تتمتع امرأة مياو ببعض الحرية الثقافية في الزواج من رجل من اختيارها، على الرغم من ذلك هناك العديد من الثقافات في آسيا، كما هناك ممارسات ثقافية شديدة بشأن الزواج، إحداها الزواج خارج العشيرة، من المحرمات الزواج من شخص ما من نفس اسم عشيرة العائلة، حتى عندما لا يكون الزوجان مرتبطين بالدم أو من نفس المجتمع.
أنّ ميراث مياو ينحدر إلى الابن الأصغر، يترك الأبناء الأكبر سناً الأسرة ويبنون مساكن خاصة بهم، عادة في نفس المقاطعة وبالقرب من الأسرة، أما الابن الأصغر يكون مسؤول عن العيش مع الوالدين المسنين ورعايتهم، حتى بعد زواجه يحصل على حصة أكبر من ميراث الأسرة ومجموعة المجوهرات الفضية الخاصة بوالدته، اندمج بعض زعماء قبائل الهان الصينية بتكليف إمبراطوري مع قبيلة مياو، أصبح هؤلاء أسلاف جزء من سكان مياو في قويتشو، وفي القرن السابع عشر ميلادي صبخ شعب مياو جزء من عشيرة الهان الصينية، يعود أصل شعب تومباو إلى سلالة مينغ.
في عام 1381 ميلادي أرسل الإمبراطور هونغو عدد كبير من جنود الصينيين الهان لغزو يونان، وتزوج بعض الرجال من نساء ياو ومياو، كان وجود النساء اللواتي يترأسن حفلات الزفاف وهي ميزة مهمة في جنوب شرق آسيا، وحسب الأسطورة الصينية من سلالة تانغ، تم هزيمة شعب مياو، وجرى تحالف عسكري مع هوانغ دي وقبيلة هواشي، وحسب ما تم ذكره فإنّ سان مياو هم من نسل قبيلة جيولي، ذكرت السجلات الصينية مملكة سان مياو والتي تم إقامتها حول بحيرة دونغ تينغ، تعرض يو العظيم للهزيمة، وظهرت مملكة مياو في عام 704 قبل الميلاد وسيطرت عليها الصين في القرن الثالث قبل الميلاد، وتم تحديد اللغة والثقافة الخاصة بالشعب خلال تلك الفترة.