يعتبر ثالث ملوك سلطنة دلهي وثالث الملوك، وهو خليفة لقطب الدين أيبك، حيث كان مملوكاً للسلطان قطب الدين أيبك ثم أطلق سراحه وتزوج ابنته قبل موته بمدة، حيث نال استقلاله في سلطنة دلهي بعد موت قطب الدين سنة 1211 بعد أن عرض على الأعيان والقضاة وثيقة الإفراج عنه، حيث مات في سنة 1229 وتولى العرش بعده ابنه ركن الدين.
لمحة عن شمس الدين التتمش
أرسى الأسس لصعود ملك قوي، حيث إنه أقسم ألا يظلم أحداً في زمنه فأصدر قراراً يقضي بوجوب وقوف كل من يرتكب جريمة أمام الجامع الكبير في المدينة بعد صلاة الجمعة، حيث كان يرتدي ملابس ملونة على عكس أهل دلهي، وفي ذلك الوقت الذين كانوا يرتدون ملابس بيضاء عادة يوم الجمعة؛ حتى يتمكن من رؤيته ومعرفة أنه تعرض للظلم.
أمر شمس الدين التتمش ببناء تمثالين رخاميين لأسدين عند بوابة قصره وربطهما بسلسلة مليئة بالأجراس؛ حتى يأتي من كان عنده ظلمة لا يتحملها ويهزها حتى يحل السلطان ويخرج وينصت إليه، حيث بمجرد توليه مقاليد الأمور في الدولة كشف عن كفاءة نادرة وقدرة على الإدارة والتنسيق ورغبة في إقامة العدل للمظلوم.
حياة شمس الدين التتمش
تعرض شمس الدين لمشاكل داخلية بعد توليه الحكم، لكنه تمكن من التغلب عليها وخرج ضده تاج الدين يلدز، واستقل بحكم مدينة غزنة، كما أن غياث الدين عواج الخلجي حاكم البنغال قبله ضده أكثر من مرة، حيث أعلن استقلاله عن دلهي كما فعل ناصر الدين قباجة لكن شمس الدين نجح في القضاء عليهم.
اكتسب حكمه الصفة القانونية عندما أرسله الخليفة العباسي المنتصر بالله تقليد حكم الدولة الإسلامية في الهند، حيث كان لهذا الإجراء أثر كبير في تقوية دولته، فخرج ليقضي على خصومه من راجات الهند الذين استغلوا انشغاله بمشاكله الداخلية فاستقلوا في بلادهم وانتصر عليهم وأعاد ما سرقوه منه.
مات التتمش بعد أن عزز نفوذه وسلطته في دولة المماليك في الهند وترك تنظيماً إدارياً قوياً وأرسى مبادئ العدالة، حيث أنفق أموالاً طائلة في كتابة العديد من نسخ القرآن الكريم وأسس العديد من المدارس وجعل عاصمته مركزاً للعلم والأدب وأعطى اهتماماً واسعاً بالعمارة.