اقرأ في هذا المقال
- وصف معاصري الملك عبد العزيز من غير العرب له
- نبذة عن بعض شهادات غير العرب في وصف الملك عبد العزيز
- تسلسل أحداث شهادات معاصري الملك عبد العزيز من غير العرب
وصف معاصري الملك عبد العزيز من غير العرب له:
إنّ الصورة التي رسـمها العرب والمسـلمون للملك عبد العزيز رحمه الله تلفت أنظار غير العرب إلى صفات عربية كانت تخفى على الكثير من الأمريكيين والأوربيين؛ ولذلك نجد كثيراً منهم ممن التقوا الملك أو تابعوا أعماله أو أسعدهم الحظ بصحبته ومعرفة حياته الشخصية، لقد عرفوا العروبة والإِسلام من خلاله.
فقد كانت صورة الملك العربي المسلم ظاهرة أشد الظهور في أقوال غير العرب وغير المسلمين ممن عرفوا الملك أو عاصروه، وشهاداتهم. ونختار من تلك الشهادات والأقوال أيضاً ما يوزن قبل أن يعد، لقد تحدث الكثير من الساسة والمفكرين والمهتمين بشبه الجزيرة العربية، ورجال الإِعلام عن الملك وإِنجازاته في العصر الحديث.
نبذة عن بعض شهادات غير العرب في وصف الملك عبد العزيز:
كان البريطاني فيلبي قريباً من الملك وأحداث حياته منذ مطلع شبابه، وألف مما رآه وسمعه وفهمه عن الملك عبد العزيز كتابه الذي أطلق عليه اسم “العربية السعودية” يقول عن الملك: مصلح أصيل تقي كل التقى صريح حازم، وجندي ناجح ذكي متواضع، ولا أعتقد أن في العالم حاكماً غيره تتحدث معه رعيته بمثل الحرية التي تتحدث بها رعية عبد العزيز معه، وذلك إِلى جزء مما تكن له من إخلاص
كان الملك يرمز لعنصر إِسلامي عربي في العصر الحديث، لفتت أنظار المستشرقين خاصة،فقد ظلت شبه الجزيرة العربية مئات السنين لا تكاد تذكر إِلا في مواسم الحج، ولكنها ذكرت في عهد الملك عبد العزيز؛ ولذلك كان بسبب اهتمام الملك عبد العزيز بها عرفت جغرافياً وسياسياً من جانب علماء ومفكرين ومستشرقين ورجال إِعلام، أعظم بكثير مما يلقاه، أو يسعى إِليه ملوك عرب ومسلمون، ورؤساء دول إِسلامية عاشوا عهد الملك عبد العزيز، ولكنهم لم يتفردوا مثله بإِقامة دولة، ولم يتميزوا بخصال الإِسلام وخصائص العروبة.
إنّ كوافيه ذي هوت ملوك، ذكر أنّ الملك فاز في مكانته بناء إِلى الرئاسة الحربية والدينية، . وهو قول له نصيب كبير من الصدق في الملك عبد العزيز، وكان الملك يمثل كل الصدق إِذا وسعت الزعامة الدينية كل خصال الإِسلام التي كان يتمتع بها الملك ووسعت الزعامة الحربية مواصفات العروبة التي كان منها: الشجاعة والحرص على الكرامة والشرف. وكذلك وافقه الرأي بنو ميشان.
جرمانوس يقول عن الملك: إِنه بطل بما تسعه الكلمة القصيرة من معان، وإِن الملك كان شديد التأثير فيمن يعرفه أو يلقاه. ويصف جرمانوس تأثر شخصية فيلبي بالملك، وأن هذا التأثر وصل إلى درجة الإِعجاب والتقدير الكبيرين من جانب فيلبي، وكان له أثره في مواقفه التي أيد فيها الملك وانحاز إِليه ضد حكومته البريطانية، ويضيف جرمانوس: الملك الذي جرد السيف في سبيل دينه وعقيدته، يجمع بين روح الحرب وروح السلم، لا يقاتل الناس، ولا يعتدي عليهم، وإنما يحارب الجهل ويقاتل الجمود.
تأثر جرمانوس تأثير شديد في أثناء مجالسته الملك، حتى إِنه يقول: ” ذهبت في أحاديثه للمشاعر التي تصدر عن أب يحيط ابنه بجليل سجاياه، حتى يتأثر بها ويحتذيها، وكانت هذه الأحاديث دلالة قوية على أنني أجلس إِلى رجل عربي التفكير، مع ما هو مفطور عليه من إِغراق في رعاية الجانب الديني، وتسويده على مشاعره جميعها، وهكذا مستني وأنا أصافحه تلك الرهبة التي تمس العارف بأقدار الأبطال حين كون يده ملء يد البطل هكذا يتحدث المستشرق عن الملك، وهو حديث عن ملك فريد بين الملوك، يجمع بين أجمل خصال الإِنسان، وأكمل خصال الملوك، ولذلك اكتسب حديث المستشرق نبرة عاطفية، فيها الحب إِلى جانب التقدير والإِكبار.
تسلسل أحداث شهادات معاصري الملك عبد العزيز من غير العرب:
لقد قام في وصفة الزعيم الهندي جواهر كما تم ذكره في كتابه (رسائل إِلى ابنتي) فقال: أثبت ابن سعود أنه أذكى من الحسين، فقد استطاع أن يجعل الإِنجليز تعترف في استقلاله، وأن يبقى على الحياد، وبعد أن نجح ابن سعود كجندي ومحـارب كرس كل جـهوده لبناء بلاده على أسس عصرية حديثة، لقد أراد القفز بها من حياة القبلية إِلى حياة العصر الحديث، ويظهر أن ابن سعود نجح في ذلك إِلى حد كبير، وأثبت أنه رجل سياسي قدير بعيد النظر.
وقد اجتمع ثلاث من الكتاب غير المسلمين على رأي بأن الملك عبد العزيز أسس الحكم في دولته وإمارته التي أنشأها، على أساس القرآن الكريم والسنة النبوية، وجعل أساس الحكم فيها الشريعة الإِسلامية، فيقول كي إِس تويتشل: إِنّ القرآن هو مصدر التشـريع والقـانون في البـلاد العـربيـة السعودية.
يذكر موريس جارنو: إِذا كان ابن سعود قد تمكن في لم تشتت الجزيرة العربية تحت لوائه، فإِن مرد ذلك إلى أرقى عوامل التوحد والتماسك، أي التقيد الكبير في أحكام القرآن. ويقول جورج أنطونيوس: في نواحيها بدل ابن سعود شكل الحياة في غرب الجزيرة تبديلاً أساسي الخاصة والعامة بما أوجده من نظام للحكم، وما ذهب إِليه من فهم الواجبات المدنية، فقضى على العادات الشائعة منذ قرون، كما أنه جعل الشرع الإِسلامي له المقام الأول في تسيير أمور الدولة.
وكان الأمل أن هذا التطور لعله كان أفضل حدث في الجزيرة منذ الدعوة إِلى الإسلام. لقد جاءت توقعات الكاتب صحيحة الذي لا يدين بالإِسلام، لقد كان تحكيم الملك عبد العزيز آل سعود للشريعة الإِسلامية في شبه الجزيرة العربية، أهم تطور حدث فيها، وأنفعه منذ الكثير من السنين، ولقد أصبح ذلك العمل الجليل من السقوط في التغريب الذي لم تفلت منه دولة إِسلامية في المشرق أو في المغرب، ولقد جنب تجربة التنمية في المملكة في حياته من الفشل، نتيجة التقليد والخضوع لأيديولوجيات واردة من الشرق أو الغرب، وكان لهذا العمل أثره في شعب المملكة وأسلوب حياته.
لقد عرف الجمـيع أن الشريعة هي المرجع الوحـيد، والأساس للشعب وللحكومة وللمواطنين، وعندما يتوِحد المرجع، ويكون التمسك به صادراً من القلب يصبح موحداً في أهدافه وطاقاته، وهو مـا بقي حـتى الآن، وسـيظل بإِذن الله أعظم ما قـدمـه الملك عبد العزيز آل سعود لشعبه ولأمته بالاضافة إلى ترسيخ حكم الشريعة في المملكة وإِقامة الدولة على أساسه، يعد أعظم تجربة سياسية للإِسلام في العصر الحديث الذي نشأت وسادت فيه النظم السياسية العلمانية.
لقد وجد الكثير ممن كتب عن الملك عبد العزيز رحمه الله من العرب ومن غيرهم من الغرب ومن المسلمين وغير المسلمين، يرجع إِلى اتساع جوانب حياته وتعدد مواهبه، وظهورها في عصره بين ملوك العصر وقادته، فهو ليس من القادة أو الملوك أو الزعماء فحسب، ولكنه ممن أقاموا الدول وأنشأوا الممالك، وغيروا قواعدها، وهو ممن أجادوا استخدام السيف، ووضعوه في موضعه، إِلى جانب الحكمة التي ميزت تصرفاته سواء في ميدان المعركة أو في الحوار مع حلفائه أو خصومه.
لقد كان لتعدد مواهب الملك وثراء حياته بالأعمال الكبيرة منذ مطلع شبابه وطيلة فترة حكمه في المملكة أثر كبير في إِقبال عشرات الكتاب والمفكرين والساسة ورجال الإِعلام على الكتابة عنه.
يقول برنارد لويس في بحثه المعنون: الزعماء السياسيون في الشرق الأوسط المعاصر وشمال أفريقيا، إن خلفية الملك عبد العزيز السياسية جعلته يفهم أن الدول الكبيرة القوية المنظمة هي وحدها التي سوف تبقى بعد الحرب؛ ولذلك بدأ بتغيير الأسس والتنظيمات في المملكة، واكتسب صورة من يبنون الإِمبراطوريات بسيوفهم.
ويقول كنت وليمز عن الملك عبد العزيز الرجل الصالح، فيقول: إِنه كان رجل يتمتع بحس ديني، عميق الورع ويصف كرمه بأنه غير محدود، كما يصف ما قام به في تحويل المجتمع إِلى مجتمع مستقر، بأنه من أعظم إِصلاحاته كما أنه قاد إِصلاح التعليم، وعين وزيراً له وطلب المدرسين من الدول المجاورة التي تتكلم العربية مثل مصر وسوريا، كما أنه اهتم أشد الاهتمام بصحة الحجاج إِلى بيت الله.
وقد ذكر الباحث عن إقامة الإدارة في عهد الملك على أساس الأحكام الإسلامية، فقال: إِن الأمر الذي قاد إِلى ذلك كله، هو تحقيقه للأمن التام، والنظام في المملكة. ويتحدث ليزلي ماك لوغلن في بحثه” ابن سعود مؤسس مملكة عن كرم الملك، وأن وهو أحد أتباعه، وكان أميناً على المخازن التي يعطي الملك منها هداياه ويكرم ضيوفـه.
قال عن الملك وقـد ظن شلهوب أن الملك وضع نفسه في مأزق بسبب كرمه: كل ملك في العـالم يمده شـعبـه بالمال، ولكن أهالي نجـد يمدهم الملك ويصف الملك بأنه كان متقدما عن مواطنيه، بحيث كان يدفعهم إلى ما يجب أن يكون في دائرة اهتماماتهم، وكان عدد من يعاونونه في تسيير أمور الحكومة قليلا من السوريين، وبعض المصريين، ومن نجد والحجاز.