اقرأ في هذا المقال
صعوبات تعريف علم الاجتماع:
تعريف علم الاجتماع بالتالي ليس بالأمر الهين نظراً للصعوبات التالية، اتساع مجال بحثه، وتعدد موضوعاته، وتداخل المفاهيم المشكلة له، وتعدد المدارس التي تدخل ضمن حدوده.
ولكن عدم وجود تعريف دقيق لهذا العلم لا يقلل من أهميته، ولا يشكك في عمليته بل على العكس من ذلك فهو يزيد له قيمة وثراء ولعل هذه الصعوبات ناتجة من الطموحات الكبرى التي يسعى المجال السوسيولوجي لتحقيقها، والتي يمكن إجمالها في هدفين، أولاً الخصوصية فهو يسعى إلى أن يكون علماً قائماً بذاته، له تميزه وشخصيته المنفردة، ثانياً العمومية، وهو يحاول الجمع بين أحضانه أكبر عدد ممكن من الظواهر المتصلة بالاجتماعي سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو قانونية أو غيرها.
ونتيجة لهذين الهدفين والخاصيتين في الآن ذاته وجد نفسه يواجه تعقيدات زادت من التشكيك أكثر في مصداقيته، وأمام هذا التعدد المجالي، لا يمكن الاعتماد على تعريف واحد لعدة أسباب.
أسباب عدم الاعتماد على تعريف واحد في علم الاجتماع:
1- مغامرة من هذا النوع تحكم على علم الاجتماع بالحدّ من مجاله.
2- يحتاج التعريف الواحد إلى تعريف آخر، فإذا عرّفناه بالتجمّع أو الثقافة، أو غيرهما من المصطلحات، فنحن نحتاج إلى تعريف آخر يعرف أكثر من هذه المفاهيم ويحددها.
3- التعريف الواحد يزيد في الغموض بدل التوضيح.
رغم كل هذه التعقيدات، فمن المهم بل ومن الضروري الأكيد على الباحث المبتدئ، الاطلاع على أهم التعاريف المقدمة لعلم الاجتماع بقصد تشكيل رؤية واضحة عنه.
تطور مصطلح علم الاجتماع:
أدرك سان سيمون ومن بعده أوجست كونت، ضرورة إيجاد علم جديد يدرس الظواهر الاجتماعية بطريقة علمية دقيقة، أسماه الأول الفسيولوجيا الاجتماعية، وأسماه الثاني في بداية تشكيله الفيزياء الاجتماعية، وهي تسمية استخدمها توماس هوبز من قبله بكثير.
وقد كتب أوجست كونت نحن الآن نملك فيزياء فلكية، وفيزياء أرضية، وفيزياء آلية أو كيميائية، كما أن لدينا فيزياء نباتية وفيزياء حيوانية، لكننا ما زلنا في احتياج إلى فيزياء أخرى وأخيرة تتصل بالمجال الاجتماعي ليتمم نظام معرفتنا بالطبيعة وأقصد الفيزياء الاجتماعية.
إنه العلم الذي يدرس الظاهرة الاجتماعية بطريقة موضوعية، وبنفس الروح التي ينظر بها لظواهر الفلك أو الفيزياء أو الكيمياء أو الفسيولوجيا، أي أن تخضع الظواهر الاجتماعية لقوانين ثابتة.