صفات الظاهرة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يرى دور كايم ضرورة ملاحظة ومشاهدة الظواهر الاجتماعية وذلك، من خلال صفات نوعية بشكل خاص تختلف عن الظواهر الفردية سواء كانت الحيوية أو اجتماعية أو النفسية، ومن أجل توضيح هذه الطبيعة الخاصة من أجل الظاهرة الاجتماعية أو الصفات الخاصة التي تميزها عن غيرها من الظواهر.

صفات الظاهرة الاجتماعية:

الموضوعية : الظاهرة الاجتماعية هي حالة تتكون وتوجد في المجتمع والبيئة بصورة مستقلة ومنفردة عن الأفراد الذين أوجدوها وصنعوها في المجتمع، وهم يتفاعلون ويشاركون في حياتهم اليومية، وذلك من أجل إشباع حاجاتهم الأساسية المتعددة والمختلفة، كما أنّ الظاهرة الاجتماعية يُعد لها وجود مستقل بذاته ولها قوانين خاصة بها، تخضع في تطورها وتغيرها لقوانين مثل ظاهرة الدين واللغة والعادات توجد بشكل مستمر من جيل إلى جيل ولا تتأثر بتغير الأفراد الذين يولّدون هذه الظواهر.
فلا يرون متى بدأت، ويبدأون بالتعود عليها ويتم تشكيل سلوكهم ونشاطاتهم حسب المقتضيات التي توجد فيها الظاهرة، ويعني أنّ الوجود الاجتماعي سابق للوجود الفردي، الأفراد منذ ولادتهم يخضعون لنظم قواعد وضوابط وظواهر سابقة على وجودهم في حياة مستقلة عن ذواتهم الفردية التي تتحقق خارج شعورهم الفردي حقائق شيئية واقعية.
وهذا الوجود المتصف بالاستقلالية يمنح الظاهرة الاجتماعية شكل وصفة الموضوعية، وتعمل الموضوعية من خلال اشتراك الأفراد فيها، والموضوعية ليست موضوعية من الناحية المادية بشكل كامل، بل هي موضوعية اجتماعية وسوسيولوجية، وبالأغلب كان دور كايم يؤكد أن الظاهرة الاجتماعية ليست شيئا ولكنها شيء من حيث تأثيرها على سلوك الأفراد.
العمومية: الظاهرة الاجتماعية سواء كانت قواعد أو اتفاقات مشتركة أو شكل أو نمط من السلوك المنظم والمكرر، تتصف بأنها عامة بين أغلب أفراد المجتمع الواحد وجماعته متنوعة، هناك معاني أخرى للعمومية تبرز من خلال كتابات دوركايم التي يشير إلى وجود الظاهرة الاجتماعية في المجتمعات الإنسانية الاجتماعية العامة، وتعتبر الأسرة ظاهرة توجد في جميع المجتمعات الإنسانية بشكل عام، ولكن بصيغ متعددة وأشكال متعددة مختلفة فقد تأخذ الأسرة شكل أبوي في بعض المجتمعات، وقد تأخذ الشكل الأمومي في مجتمعات أخرى، وتأخذ شكل جماعي في مجتمعات مختلفة.
كما يشير إلى وجود الظاهرة الاجتماعية، والتي تكتسب أهميتها من خلال القهر أو القصر الاجتماعي، الظاهرة الاجتماعية تصبح عامة من خلال كونِها تفرض نفسها على الأفراد في الجماعات المختلفة في المجتمع وفي أوساط بعض الشرائح الخاصة.
وتستمد الظاهرة الاجتماعية وجودها ومظاهرها من المعتقدات والممارسات المستمرة من خلال الالتزام والقهر، هذه الخاصية توجد عن طريق الضغط الاجتماعي، والتي تحتاج في تفسيرها إلى دراسات اجتماعية مماثلة لها مستقلة بذاتها.
الظاهرة الاجتماعية ملزمة ومجبرة، ويتم النظر إليها الأفراد من خلال نظرتهم إلى ضرورة أو سُلطة لها هيبتها ولا بد من احترامها وتستمد سلطتها وحكمها عليهم من خلال قوة قاهرة تبدأ في تحقيق فوائد لهم، كما أنّ جميع الظواهر الاجتماعية مختلفة سواء من حيث القوة والقهر، غير أنّ هذا القهر موجود دائماً ويختلف من حيث الشِدة.
شعور الأفراد بالأغلب أنّ هذه السلطة مفرطة عندما يحاولون مخالفة هذه الظواهر في حين أن يتعرض الأفراد لعقوبات كالجزاء المادي أو الأدبي أو السخرية، من خلال الرأي العام واستنكار الجماعات واستهجان التصرفات أو الخروج عن هذه الظواهر.

خاصية القهر والالتزام
: التي لا يقتصر وجودها على الظواهر الاجتماعية من أجل التكوين فحسب، بل توجد أيضاً في الظواهر الاجتماعية التي لم تستقر بعد، والتي يُطلق عليها اسم التيارات الاجتماعية مثل الموجات الحماسية التي تحتاج ظروف عارضة، ومن هذه التيارات تكون ليست وليدة التفكير أو الذاكرة.
كما أنها تنطوي على تأثير قهري غير ظاهر، ويكفي التأكد من وجود هذا التأثير في أن يحاول الفرد مقاومة مثل هذه التيارات لكي لا يشعر فعلاً بوجوده وتأثيره، ويرجع السبب في عدم شعور أفراد المجتمع بالضغط والالتزام من خلال الظاهرة الاجتماعية إلى عوامل التربية الاجتماعية التي ولد فيها، وهذه العوامل كفيلة بالترويج الطبيعي الإنساني الحيوي من أجل تنشئة الفرد تنشئة اجتماعية.
يتمثل في القواعد وأنماط الحياة، حيث تستقر هذه الظواهر في نفسية الأفراد عن الرضا والاطمئنان فلا يجدون صعوبة في تقبل الظاهرة واحترامها بل والعمل على صيانتها، وبهذا يتهيأ يكون الفرد منذ الولادة لقبول الظواهر الاجتماعية.
ويكون مهيأ في التكوين الجسمي للفرد من أجل تحمل الضغط الجوي دون الشعور به، وتعتبر هذه القوة القاهرة كاملة طالما كان الفرد يسير وفقاً للمقتضيات، لكنها تخرج عن الفعل وتثبت وجودها كل من يحاول الفرد أنّ يتحداها أو يخرج عنها.


شارك المقالة: