إن عملية التغير الاجتماعي لها عدة أشكال وصور، وذلك حسب درجة ومستوى تأثير عملية التغير في البناء الاجتماعي، وذلك حسب مدى صمود وثبات العناصر الاجتماعية مقابل عملية التغير الاجتماعي، ودرجة حدوث التغير وليس من الممكن أن نجد مجتمع ثابت وذلك لأن المجتمع الثابت هو مجتمع جامد وغير قابل لتبدل والتغير.
التغير الاجتماعي البطيء:
يحدث التغير الاجتماعي في داخل المجتمعات بشكل بطيء جداً مثل التغير الاجتماعي في المجتمعات البدائية والبسيطة أو المجتمعات المتأخرة خضارياً، وهذه المجتمعات في الأغلب تعاني من الجمود وتعد شعوب مغلقة على نفسها ولا يتم فيها تبادل الثقافات مع المجتمعات الأخرى.
كما أن هذه المجتمعات تحاول الحفاظ على مقوماتها من خلال دورة روتينية معتادة دون حدوث أي نوع من أنواع التجديد أو التحديث أو التطور، وتكون هذه المجتمعات بعيدة عن التفاعل مع الحضارات والثقافات والمجتمعات الأخرى، وهذه المجتمعات موجودة في المجتمعات البدائية التي قامت الدراسات الأنثروبولوجية بدراستها.
يقول العالم مالينوفسكي أسرعوا إلى دراسة المجتمعات فإنها في مرحلة الانقراض في وقت لا يوجد مجتمع استاتيكي ثابت بشكل مطلق دون وجود حركة فيه.
التغير الاجتماعي المتدرج:
هو التغير الاجتماعي الذي يحدث بشكل مرحلي ويكون هذا التغير نتيجة مجموعة من التراكمات الجزئية والمتنوعة والمتعددة، ولا يمكن إدراك التغير خلال فترة زمنية قصيرة ولكن هذا التغير مستمر ومنظم ومتسارع وهذه التغيرات على الأغلب تكون كمية لا يكون لها تأثير على طريقة وكيفية العيش في المجتمع.
وهذه التغيرات الاجتماعية الكمية وتحدث بشكل متدرج ولكن يكون لها تأثير على المدى البعيد في طريقة وكيفية العيش في داخل المجتمعات، ولكن لا يمكن مراقبة وملاحظة بشكل واضح إلا من طرف وجهة المتخصصين أو القائمين على عملية التغير الاجتماعي.
التغير الاجتماعي السريع:
التغير الاجتماعي السريع هو التغير الذي يحدث بشكل سريع وسهل وميسر ومن الممكن ومراقبته وملاحظته، وهذا التغير ملموس في الحياة اليومية وذلك دون جهد أو تعب وعناء، وهذا النوع من التغير الاجتماعي يمر ببعض مراحل التغير، وهذا النوع من التغير يحدث في المجتمعات المتقدمة والحديثة والغربية ومنها أمريكا والدول الأوروبية والاتحاد السوفيتي.