ضوابط النظرية الطوعية عند بارسونز:
- إن فئة الزمن أساسية بالنسبة للمخطط، فالفعل هو عملية مستمرة في الزمن، إن مفهوم الغاية يبيّن الإطار المرجعي المستقبلي، الذي لن يتحقق إلا إذا قام الفاعل بعمل شيء ما من أجل إنجازه، وبذلك فإن الغاية ليست موجودة في موقف الفاعل، وإن وجدت فإنها لن تبقى دون تغيير.
- إن حقيقة مدى الاختيار المفتوح للفاعل، بالرجوع إلى الغايات والوسائل، وارتباط كل منها مع مفهوم التوجيه المعياري، يبيّن معرفة الخطأ، والفشل في تحقيق الغايات أو الاختيار السليم للوسائل، قد يحمل هذا الخطأ معاني متنوعة.
- إن مرجعية هذا المخطط ذاتية، بمعنى أن هذا المخطط يتعامل مع الظاهرة والأشياء والأحداث، كما تظهر من وجهة نظر الفاعل، وهنا لا بدّ الإشارة إلى أن بارسونز لا يجهل العالم الخارجي، حيث يميز بين الذاتي والموضوعي، باعتبار أن الموضوعي يتضمن موضوعات البيئة الموجودة في موقف الفعل، والخارجة عن تصور الفاعل.
بينما الذاتي يشمل تعريف الفاعل للموقف من وجهة نظر الفاعل، يحتوي موقف الفعل عناصر طبيعية وبيولوجية، والباحث لا يختزلها إلى عناصرها الدقيقة، فهو لا يعني بها إلا بموجب اتصالها بعناصر وحدة الفعل.
إن الفاعل الموجّه معيارياً يتحرك في الإطار الزمني ﻹنجاز غاية معرفية أصلاً في منظومة المعايير الثقافية، ومن أجل بلوغ غايته عليه أن يتجاوز الظروف الموضوعية، التي لا يتمكن من السيطرة عليها في موقف التفاعل، وأن يختار بين وسائل منوعة في ضوء المعايير الثقافية، وعند بلوغ الهدف يكون الفعل قد تحقق، وهنا تبدأ عملية تقدير للخطأ والصواب في الفعل الناتج، من خلال المعايير الثقافية، التي تحدد مستوى الالتزام ومواءمة الوسائل.
ويبيّن بارسونز أن الإطار المرجعي للفعل، يمكن أن يجزّء إلى مستويين:
الأول: هو المستوى العيني أو المحسوس، ويشير إلى وجود فعل عيني محسوس، وعناصره تمثل كيانات عينية محسوسة، وهكذا فإن الغاية المحسوسة، تمثل جملة الشؤون المستقبلية المتوقعة، والتي تعكس غاية معينة، تنتمي إلى اﻹطار المرجعي للفعل، ولكن ﻷغراض التفسير. ولا بدّ من التجريد لتعميم المخطط المفاهيمي، بحيث يستحضر العلاقات الوظيفية التي تتصل بالحقائق المرتبة بطريقة وصفية، وهذه المسألة تمثل واحدة من الوظائف الهامة المتصلة بالمستوى.
الثاني: وهو المستوى التحليلي، مثل حالة مقابلة لعملية الوصف، ويتم تمايز مهام العناصر المعيارية من غير المعيارية.