ظاهرة الإدمان على التقاط الصور

اقرأ في هذا المقال


أوضحت نتائج دراسة علماء الاجتماع فيما يتعلق بظاهرة إدمان التقاط الصور إلى أن هذه الظاهرة هي ظاهرة اجتماعية جديدة، وأن لها علاقة بين احترام الذات وصورة الجسد والتحصيل الأكاديمي، كما أوضح علماء الاجتماع أهمية دراسة هذه الظاهرة الاجتماعية.

ظاهرة الإدمان على التقاط الصور

بدايةً هذه الظاهرة تتعلق بالمبالغة في التقاط الصور الشخصية أو الذاتية أو غيرها وبالعادة ما يتم التقاطها بواسطة كاميرا رقمية أو هاتف مزود بكاميرا محمولة في اليد أو مدعومة بواسطة عصا خاصة بها، وغالبًا ما يقوم الناس بمشاركة هذه الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات الاجتماعية مثل (Facebook) و(Instagram) و(Twitter)، وتهدف هذه الدراسة التي يقوم بها علماء الاجتماع إلى تقييم تأثير ظاهرة إدمان التقاط الصور الشخصية على احترامهم للذات وصورة الجسد والتحصيل الأكاديمي.

كم أن هذه الظاهرة الاجتماعية هي طريقة سائدة للناس لتوثيق أنفسهم، مما يعكس تغيير الشخص كطريقة للتحكم في الصورة العامة أو كيف يتم عرضها على الإنترنت ومن قبل المجتمع والعمليات المستخدمة لقياس الإجراءات التي يقوم بها الفرد بما يتماشى مع البيئة المحيطة.

وتعد الصور الشخصية أو الذاتيه نوعًا من الاعتماد إذا تسبب الفرد العاجز عن نشر الصور في ظهور أعراض الانسحاب.

هل هناك ارتباط بين إدمان التقاط الصور وتقدير الذات وصورة الجسد والتحصيل الدراسي

احترام الذات

ويشير علماء الاجتماع إلى أن هناك علاقات ذات دلالة إحصائية بين مستوى السلوك المزمن لالتقاط الصور الشخصية وما شابه وأسباب التقاط هذه الصور، كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية غير معنوية بين مستويات سلوك التقاط الصور الذاتية وصورة الجسد والتحصيل الدراسي وتقدير الذات لدى الناس.

وقد أكد علماء الاجتماع أن ظاهرة إدمان التقاط الصور  هي ظاهرة اجتماعية جديدة نتجة من اضطراب عقلي، وقد وصفوها بالعديد من الدراسات على النحو التالي: الرغبة الوسواسية القهرية في التقاط صور لنفس المرء ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة لتعويض نقص احترام الذات وسد فجوة في العلاقة الحميمة.

ويذكر المتخصصون أن نقص الذات هو نوع من الاضطراب الاندفاعي المفرط  لالتقاط الصور الخاصة بهم ونشرها من خلال وسائط الشبكات القائمة على الويب، وتنقسم بشكل شامل إلى ثلاثة أنواع:

1- التهاب الذات وهو التقاط ما يشبه ثلاث صور شخصية في اليوم، مع عدم نشرها من خلال وسائط الشبكات القائمة على الويب.

2- والتهاب الذات الحاد وهو التقاط ما لا يقل عن ثلاث صور بشكل متسق ونشرها عبر وسائط الشبكات المستندة إلى الويب.

3- والتهاب الذات المزمن وهو التقاط ما لا يقل عن ست صور بشكل ثابت ونشرها عبر وسائط الشبكات القائمة على الويب.

وفي أبحاث الدماغ يستخدم مصطلح احترام الذات لتصوير الشعور العام للفرد باحترام الذات أو احترام الفرد، وعلى هذا النحو فإن مقدار الإقرار مثله، ويمكن أن يشمل احترام الذات مجموعة متنوعة من القناعات حول الذات، على سبيل المثال تقييم مظهر المرء وقناعاته ومشاعره وممارساته.

صورة الجسد

كما أظهر علماء الاجتماع وجود علاقة بين ظاهرة إدمان التقاط الصور وصورة الجسد، فصورة الجسد هي إدراك الفرد لذاته الجسدية والتأملات والعواطف التي تنشأ من هذا الإدراك، ويمكن أن تكون هذه المشاعر إيجابية أو سلبية أو كليهما، وتتأثر بالعناصر الفردية والبيئية، كما قد وجدت دراسات علماء الاجتماع أن مقدمة للزيارات عبر الإنترنت ومواقع التواصل غير الرسمية طويلة الأمد تؤدي إلى ارتفاع معدلات عدم الرضا عن الوزن، والدافع للنحافة، ومراقبة الجسم لدى الشابات.

وتشمل صورة الجسد المفاهيمية التصورات الذاتية والمواقف الذاتية المتعلقة بالجسم بما في ذلك الأفكار والمعتقدات والمشاعر والسلوكيات

التحصيل الأكاديمي

والتحصيل الأكاديمي هو إنجاز يتم تحديده من خلال التعليم والتعلم والدراسة لا سيما في المدارس والمؤسسات التعليمية العليا، وهو الدرجة التي يحقق فيها التلميذ أو المعلم أو المؤسسة أهدافه التعليمية القصيرة أو الطويلة، وعندما تحصل ظاهرة إدمان التقاط الصور عند الطلاب والمعلمين يتم شغلهم فعليًا من عمل السلطة الحتمية لديهم بكفاءة أقل وأداء ضعيف في مكان العمل والرضا الوظيفي والإجهاد ووزن الأقران والعلاقات الأسرية المؤسفة والصراعات الزوجية.

والتحصيل الأكاديمي التشغيلي هو المعرفة المكتسبة أو المهارة التي تم تطويرها في المواد المدرسية وعادة ما يتم تحديدها من خلال درجات الاختبار أو العلامات التي يحددها المعلمون، في النسبة المئوية للدراسة الحالية للعلامات التي حصل عليها الطلاب في اختباراتهم الأكاديمية التي تتعلق بالتعليم.

أهمية دراسة ظاهرة إدمان التقاط الصور

1- أصبحت ظاهرة إدمان التقاط الصور موضوعًا ساخنًا بين المجتمع وخاصة المراهقين، وهذا لأن الصور لها تأثير كبير على المستخدمين في حياتهم اليومية، حيث يمكن أن تعمل الصور أيضًا كجسر وكأدوات اتصال وتحسين التفاعل مع الآخرين.

2- وقد قدمت هذه الدراسة وجهات نظر حول الصور كعمل من أعمال الصور الذاتية من حيث إعادة تعريف معايير الجمال، وتطورت مرحلة البلوغ الناشئة إلى مرحلة أكثر معاصرة من التطور للأفراد في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات، وفي هذه المرحلة الناشئة والتي توصف بأنها تتراوح بين 18 و25 عامًا، ومزيج من مرحلة المراهقة المتأخرة ومراحل البلوغ المبكرة التي تم تحديدها مسبقًا.

وهو الوقت الذي يحاول فيه الأفراد إيجاد شعور بقيمة الذات أثناء استكشاف إمكانيات الحب والعمل ووجهات النظر العالمية، كما يحدث تكوين الهوية خلال مرحلة البلوغ الناشئة حيث يكتشف الشباب من هم كشخص، ونظرًا لأن هذا هو وقت الاستكشاف والتغيير فقد يسعى الأفراد للحصول على تعليقات الأقران للمساعدة في تعزيز هويتهم الذاتية، لذلك من المرجح أن يلتقط معظم المراهقين في الوقت الحاضر صورًا ذاتية.

3- إن التقاط الصور أثناء الحصول على الكثير من الفضل من أشخاص آخرين يكسب المرء احترامه لذاته، وهذا التقدير الذي يقدمه الآخرون سواء كان البيان الإيجابي أو السلبي قد يؤثر إلى حد ما على شعور المرء واحترامه لذاته، وقد يزيد أو يقلل من ثقة الشخص بنفسه.

4- كما وجد علماء الاجتماع أن الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات يميلون إلى المشاركة بشكل أكبر في التقاط الصور بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتوسط في تفاعلاتهم الخاصة لتلبية احتياجات احترام الذات وتقليل مخاطر الإذلال وتقليل القلق الاجتماعي.

5- وأصبحت ظاهرة إدمان التقاط الصور موضوعًا مثيرًا للاهتمام لعلماء الاجتماع لدراسته لأنه منذ عام 2012، زاد معدل استخدام الصور بنسبة 17000٪، وأفادت بعض دراسات علماء الاجتماع إلى أن إدمان التقاط الصور يرتبط بالاضطرابات العقلية مثل العظمة والنرجسية واضطراب تشوه الجسم.

6- كما أن ظاهرة إدمان التقاط الصور سلاح ذو حدين فبالنسبة إلى عدد قليل من الأشخاص يعد نشر الصور محفزًا للشجاعة وبالنسبة لأشخاص آخرين فإن الصور هي السبب الذي يجعلهم يشعرون بالفزع في حياتهم ولديهم نقاط ضعف في مظاهرهم، ويستثمر معظم الشباب قدرًا أكبر من الطاقة والمال ليبدو جذابًا للآخرين، وبالتالي يعززون تقديرهم لذاتهم.

7- يعتبر التقاط الصور الشخصية نشاطًا ممتعًا لمستخدمي الصور الشخصية، وفي الغالب يلتزم المراهقون والشباب بالصور الشخصية لأنهم يحصلون من خلال هذه العملية على نوع من المرح، ويميل المراهقون إلى بناء هويتهم، ولاكتساب الهوية والمكانة في المجتمع فإنهم يتبعون ما يفعله التجمع.

8- كما يستخدم مستخدمو الصور أيضًا الصورة الشخصية كطريقة لالتقاط لحظات من الاستمتاع، وإذا استمر القيام بذلك وعادة ما يفعلوا ذلك، في النهاية ستؤدي هذه العادة إلى سلوك مدمن للصور الشخصية والعامة، وتعتبر نسبة معينة من مستخدمي الصور أن ظاهرة إدمان التقاط الصور وسيلة لالتقاط لحظات الاستمتاع التي يقضونها مع العائلة والأصدقاء والحيوانات الأليفة وما إلى ذلك، وهذه الصور الذاتية هي رمز الحب تجاه تلك الألفة، وهناك علاقة بين التعبير عن الذات والرضا الناتج عنها.

9- ولقد وجدت دراسات علماء الاجتماع أن التعرض المتكرر للإنترنت ومواقع الشبكات الاجتماعية يؤدي إلى مستويات عالية من عدم الرضا عن الوزن والسعي وراء النحافة ومراقبة الجسم لدى الشابات بغض النظر عن العرق، بالإضافة إلى ذلك يقترح علماء الاجتماع أن النساء ذوات المستويات الأعلى نسبيًا من الاندماج اللطيف والكمال أو تدني احترام الذات من المرجح أن يقضين وقتًا في السجون الطبية التي تركز على المظهر وقد لا يستخدمن مقارنات الحماية الذاتية وتنازلي المظهر، على سبيل المثال مقارنة مظهرهم بأصدقاء أقل جاذبية.


شارك المقالة: