ظاهرة الإساءة القائمة على الصور

اقرأ في هذا المقال


العنف وسوء المعاملة وإساءة استخدام الصور هي من المواضيع المهمة وخاصة لعلماء الاجتماع، وتحتل ظاهرة الإساءة القائمة على الصورة أهمية حيوية لما لها من تأثير مباشر وغير مباشر على الفرد والمجتمع، لذا سيتم التحدث عنها في هذا المقال.

ظاهرة الإساءة القائمة على الصور

تحدث ظاهرة الإساءة القائمة على الصور عندما تتم مشاركة صورة شخصية عارية أو شبه عاريه لشخص ما دون موافقته أو إذنه، ويمكن أن تحدث ظاهرة الإساءة القائمة على الصور لأي شخص، وكغيرها من أشكال الإساءة يتعلق الأمر عادة بالسلطة والتحكم.

كما أن ظاهرة إساءة استخدام الصور أمر غير مقبول ومخالف للقانون، وهناك طرق للحصول على الدعم في حالة حدوث إساءة بسبب الصور للإنسان نفسه أو لشخص يعرفه.

ما هي إساءة استخدام الصور؟

تحدث الإساءة القائمة على الصور عندما يتم قيام شخص ما بالتقاط صور غير أخلاقيه لشخص أخر والعمل على مشاركتها دون إخذ إذن من ذلك الشخص، وتشمل ظاهرة الإساءة القائمة على الصور أيضًا موضوع التهديد بالتقاط صورة عارية أو غير لائقة لشخص آخر أو مشاركتها، ويمكن أن يكون المعتدون شركاء حميمين أو شركاء سابقين أو أفراد من العائلة أو أصدقاء أو أشخاص يتم العمل معهم أو غرباء.

ويمكن أيضًا تسمية ظاهرة الإساءة القائمة على الصور بمواد انتقامية، وهذه هي الطريقة التي يمكن الحديث عنها في الأخبار أو وسائل الإعلام، لكن الانتقام ليس دائمًا السبب وراء الإساءة القائمة على الصور، فقد يستخدم الأشخاص هذا النوع من الإساءة لأسباب عديدة مختلفة، بما في ذلك من أجل المال أو لإحراج شخص آخر أو السيطرة عليه.

كيف تبدو الإساءة القائمة على الصور

ويمكن أن تكون ظاهرة الإساءة القائمة على الصور أشياء مختلفة، إذ قد يشارك شخص ما أو يهدد بالمشاركة صورًا أو مقاطع فيديو حميمة لشخص ما دون إذنه حتى يتمكن الآخرون، بما في ذلك أصدقاء الشخص وعائلته من رؤيتها، وقد يكون هذا على الإنترنت بما في ذلك موقع ويب أو مدونة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل (Facebook) أو (Instagram)، أو باستخدام الهاتف المحمول من خلال الرسائل النصية أو تطبيقات الرسائل الأخرى.

وسيتضمن بعض المسيئين معلومات لتحديد هوية الشخص الموجود في الصورة، وقد يشجعون أيضًا الآخرين على الاتصال بالشخص ونشر تعليقات مسيئة حول الصورة، وفي بعض الحالات يتم التقاط صور شخص ما أو مشاركتها في أماكن خاصة دون علم الشخص، وقد يحاول المعتدون أيضًا الابتزاز أو طلب المال من خلال التهديد بمشاركة صور الشخص الحميمة.

وقد يتم التقاط بعض الصور بإذن على سبيل المثال الصور المشتركة أثناء تواجدهم معاً، وتصبح إساءة في حالة عدم الموافقة على التقاط الصور أو مشاركتها أو عندما يهدد المعتدي بمشاركة الصور مع الآخرين، ويمكن للمسيء أيضًا الحصول على صور شخصية عن طريق الوصول إلى جهاز كمبيوتر أو جهاز رقمي آخر أو باستخدام التهديدات لجعل الشخص يرسل صورة عن نفسه إلى المعتدي.

وتتضمن بعض أمثلة إساءة الاستخدام القائمة على الصور ما يلي:

1- التقاط صورة عارية أو شبه عارية لشخص آخر دون إذنه.

2- مشاركة صورة عارية أو شبه عارية لشخص آخر دون إذنه.

3- نشر صورة عارية أو شبه عارية لشخص آخر على الإنترنت دون إذنه.

4- التقاط صورة شخص ما على صورة أو مقطع فيديو غير أخلاقي صريح.

5- تصوير اعتداء جنسي.

6- مشاركة صور اعتداء جنسي.

7- التهديد بنشر صور عارية أو شبه عارية لشخص آخر، حتى لو لم تكن هذه الصور موجودة بالفعل.

8- الوصول إلى ملفات الكمبيوتر الشخصي لشخص آخر وسرقة صوره.

حقائق حول ظاهرة إساءة استخدام الصور

1- وجد علماء الاجتماع أن 1 من كل 5 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و 49 عامًا قد تعرضوا لشكل من أشكال الإساءة القائمة على الصور في حياتهم.

2- النساء أكثر عرضة من الرجال لتجربة بعض أشكال سوء المعاملة القائمة على الصورة.

3- من المرجح أن يكون المعتدون من الذكور.

4- تكون إساءة استخدام الصور أكثر شيوعًا من خلال:

أ- السكان الأصليين وسكان الجزر.

ب- الأشخاص ذوو الإعاقة.

ج- الأشخاص الذين يُعرفون باسم (LGBTI).

د- الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عامًا.

5- الأشخاص الذين يتعرضون للإساءة القائمة على الصور هم تقريبًا أكثر عرضة بمرتين من أولئك الذين لم يتعرضوا للإساءة القائمة على الصور للإبلاغ عن مستويات عالية من الضيق النفسي، بما في ذلك أعراض الاكتئاب والقلق المعتدل إلى الشديد، والشعور بالخوف الشديد على سلامتهم.

6- إساءة استخدام الصور ليست خطأ الشخص صاحب الصورة.

7- إساءة استخدام الصور غير مقبولة، حيث إنه شكل من أشكال الإساءة ومخالف للقانون.

8- لا يهم ما إذا كان الشخص صاحب الصورة قد منح الإذن لمشاركة صورة لنفسه مع شخص آخر أم لا، فإذا شارك هذا الشخص أو هدد بمشاركتها لتلك الصورة مع آخرين دون إذنه، فإنهم يتحملون اللوم، فلقد خانوا الثقة وخرقوا القانون، لذلك إذا قد تعرض شخص ما لإساءة استخدام الصور فهذا ليس خطئه.

ظاهرة إساءة استخدام الصور مخالف للقانون

يوجد في العديد من دول العالم قوانين محددة بشأن ظاهرة إساءة الاستخدام القائمة على الصور، كما تدرس بعض الدول والأقاليم الأخرى حاليًا إدخال قوانين إساءة استخدام الصور، وتعني القوانين في هذه الظاهرة بسجل أو التقط صورًا حميمة بدون إذن، وتوزيع الصور الحميمة بدون إذن، والتهديد بتسجيل أو توزيع الصور الحميمة، ويختلف قانون كل دولة أو إقليم قليلاًًعن بعض، وذلك اعتمادًا على الدولة التي تحدث فيها الإساءة، حيث من الممكن أن يواجه المعتدون ما يصل إلى سنتين أو ثلاث سنوات في السجن.

وبموجب القانون في بعض الدول يعتبر استخدام خدمة النقل مثل الإنترنت أو الهاتف المحمول جريمة جنائية للتهديد أو المضايقة أو التسبب في جريمة، وهذا يعني إنه حتى إذا حدثت الإساءة خارج الدولة والأقاليم التي لديها قوانين محددة لإساءة استخدام الصور فقد يستمر محاكمة المنتهكين بموجب هذا القانون ويمكن أن يواجهوا ما يصل إلى ثلاث سنوات في السجن، وفي الدول أو الأقاليم التي ليس لديها قوانين محددة قد يكون من الممكن أيضًا توجيه الاتهام إلى المعتدين بالمطاردة أو استخدام أجهزة المراقبة أو الابتزاز أو ارتكاب جرائم مخلة بالآداب.

ويمكن أيضًا استخدام القوانين المدنية المتعلقة بمكافحة التمييز وحقوق النشر وخرق الثقة وأوامر التدخل للتعامل مع الإساءة القائمة على الصور، ومن المهم تذكر أن مقاضاة شخص ما قد تكون باهظة الثمن وقد تستغرق وقتًا طويلاً وقد لا تنطبق القوانين الحالية في جميع الحالات.

الاستراتيجيات التي يمكن القيام بها في حال التعرض لظاهرة الإساءة القائمة على الصورة

وقد قام علماء الاجتماع بتحديد بعض الاستراتيجيات التي يمكن القيام بها في حال التعرض لظاهرة الإساءة القائمة على الصورة، وهي:

1- كيفية الإبلاغ عن صورة إلى خدمة وسائط اجتماعية أو موقع ويب لطلب إزالة الصورة.

2- معلومات عن جمع الأدلة على الإساءة للشرطة.

3- كيفية البحث عن الصور وحذفها من الإنترنت.

4- يمكن أيضًا الإبلاغ عن إساءة استخدام الصور إلى مكتب مفوض السلامة الإلكترونية، ويمكنهم تقديم المساعدة والدعم فيما يتعلق بما يلي:

أ- إزالة الصورة من مواقع التواصل الاجتماعي أو أحد التطبيقات.

ب- إزالة الصورة من موقع على شبكة الإنترنت.

ج- المساعدة في المواقف التي تتم فيها مشاركة صورة حميمة عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية دون إذن.

د- إرشادات حول كيفية التواصل مع شخص قد يكون لديه صورة حميمة للمطالبة بإزالتها.

إبلاغ الشرطة في حالة وجود ظاهرة الإساءة القائمة على الصورة

تعد إساءة استخدام الصور جريمة ويمكن إبلاغ الشرطة بها، فلدى كل أو معظم الدول قوانين بشأن إساءة استخدام الصور، ويمكن أيضًا اتهام المعتدين بموجب قانون الاتصالات، وقد يكون من الممكن أيضًا توجيه الاتهام إلى المعتدين بالمطاردة أو المراقبة أو الابتزاز أو مخالفات الحياء، وتُعد الإساءة القائمة على الصور التي تنطوي على قاصر جريمة في جميع دول العالم، ويمكن توجيه الاتهام إلى الأشخاص لتلقي العقاب.

المشورة القانونية في ظاهرة الإساءة القائمة على الصورة

قد يرغب المرء في الحصول على بعض النصائح من محامٍ حول الخيارات المتاحة له، كما أن المشورة القانونية المجانية متاحة من مراكز الشؤون القانونية المجتمعية والخدمات القانونية للمرأة، وقد يكون المرء مؤهلاً أيضًا للحصول على مشورة قانونية من المساعدة القانونية، فإذا كان عمره أقل من 18 عامًا فإن المشورة القانونية المجانية متاحة من المركز الوطني لقانون الأطفال والشباب.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، الدكتور معن خليل، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 1998المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر،2000علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري، دار المعرفة الجامعية، القاهرة،1998الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم، طالب عبد الكريم،2012


شارك المقالة: