عادات الخطوبة في البحرين

حفلة الخطوبة في البحرين:

لم تُعرّف في السابق حفلة الخِطبة، ولكن بدأت في بني جمرة في بداية السبعينيات في البحرين، ولم يطبقها الجميع بل كانت مقتصرة على الأسر التي تتمتع بدخل جيد وميسورة الحال، وتقام بين الأهل فقط، حيث يُلبّس العريس العروس “الدبلة” وهو خاتم الزواج، ويكون لباسها “المشمر الزري الأخضر”، حيث تكون مستورة الوجه، ومن ثم يخرج الزوج ولا يلتقي بها إلّا ليلة الزفاف، حيث لا يُسمح للزوج أن يقابل مخطوبته أو يتحدث معها.

ولكن تم تغيير هذه العادة في السبعينيات، وبدأت هذه الظاهرة تختفي، حيث يقوم الزوج بزيارة بيت العروس ويجد أي عذر ويختلق الحجج لزيارتها، ومن ثم بدأ الناس التعود على هذه العادة، وأصبحت زيارة الزوج لمخطوبته مألوفةً بين الجميع تقريباً كل ليلة، وإذا لم يذهب لزيارة مخطوبته يصفونه بالمتعقد والمريض النفسي.

أما في الوقت الحالي فتكون الخطبة واسعة وعامة، حيث يقوم أهل العروسين معًا بدعوة جميع الأهل والأصدقاء تقريباً لحضور حفلة الخِطبة، وفي بداية الأمر كانت حفلة الخطبة مقتصرة على الأهل وتكون داخل المنزل، أما بعد ذلك توسعت إلى إقامتها في قاعات الأفراح أو الصالات أو الفنادق.

تحديد موعد ليلة الدخلة في البحرين:

يتم الاجتماع بين أهل العروسين على تحديد ليلة الدخلة بأن يختاروا هذه الليلة بكل دقة، وأن لا تكون من الليالي البيض، ولا في أول الشهر ولا في آخره ولا في شهر محرم، ولا في شهر صفر، وإنما يختارون ليلة مولد من موالد الأئمة “عليهم السلام”، وتكون أكثر ليالي الزواج هي ليلة الجمعة لدى الشعب البحريني، وهذا التقليد ما زال مستمرًا إلى يومنا هذا. أما الآن فيتم تحديد ليلة الدخول على يد الزوج بأن يخبر مخطوبته بتحديد الموعد حتى تخبر أهلها، وهكذا.

إشهار الزواج لدى الشعب البحريني:

قبل ليلة الزفاف تقريباً بثلاثة أيام، يقوم أهل العروسين بالدعوة إلى أهل القرية والأقارب من خارج القرية جميعهم، ويقوم والد العريس بدعوة الأصدقاء من خارج البلاد، وفي داخل القرية تتم الدعوة من قبل شخص يسمى”العزَّام”، يقوم بالمرور على بيوت القرية شخصياً.

أما في وقتنا الحالي فيستخدمون بطاقات ورقية لدعوة الناس، أو إعلانات تلصق على الجدران، وأعمدة الكهرباء، أو في المساجد، أما العزام فقد انتهى أمره.

ليلة الحنَّاء في البحرين:

كانت عادة القرى البحرينية أن تقيم ثلاثة أيام متتالية للحناء أي ثلاثة طرق، ويكون هناك حفل كبير يدعون له جميع الأهل والأصدقاء، ويسمى الحناء في السابق “حنة العجين”، وهو أن تعمل الحناية أو”الخضَّابة” عجينة من الطحين، وتعملها على هيئة خطوط ونقوش مزخرفة، وتضعها على يد ورجل العروس بأشكال جميلة مزخرفة ثم تضع الحناء عليها، وهكذا إلى الليلة الثالثة كما يوزع على الحاضرات، أيضاً من الحناء.

ومن الأناشيد التي تقال في ليالي الحناء في البحرين هي:

حناك عجين يا بنية….حناك عجين

لين زفوك على المعرس …ما بال بالك تستحين

حناك ورق يا بنيه….حناك ورق

ولين دزوش على المعرس….لا تزخين عرق.

أما في وقتنا الحالي فقد اقتصر الحناء على ليلة واحدة، ولا يستعملون الآن العجين بل يكون على شكل نقوشات جميلة، مع حضور الأهل والأصدقاء وقراءة المولد.

الجلسة في البحرين:

كان في السابق تقام الجلسة بعد انقضاء وقت الظهيرة قبل ليلة الزواج بيوم واحد، ذلك مع حضورالأصدقاء والأهل والأقارب جميعهم، وقراءة المولد مع وجود العروس، حيث تكون جالسة على مقعد ومرتدية أزهى ثيابها المطرزة بالزري الأخضر وغطاء أبيض تغطي به الوجه، ويسمى”الغشواية”، ويتم توزيع الحلويات، والمكسرات وفي المولد يقرأون مولد النبي “صلى الله عليه وآله وسلم”، وينشدون هذه الأغاني:

أمينة في أمانيها…مليحة في معانيها

تجلت وانجلت حقاً…سألت الله يبقيها

ظفاير شعرها حلت…على أكتافها دلت

وأملاك السماء أبهت…ونظروا في معانيها

جبين كالبدر ياضي…وذكره شافي أمراضي

لها رب السماء قاضي…فوالله خاطري فيها

لها حاجب كما لأقياس…وتتمايل كغصن الياس

وما من مثلها في الناس…أبو المختار حضى فيها

لها خد كما التفاح…روايح عطرها قد فاح.

زيّ العروس البحرينية:

في السابق كانت العروس في البحرين ترتدي في يوم زفافها “مشمرًا” من قطع القماش الأخضر وسروالاً مرصعاً بالأحجار الكريمة، وثوبًا يسمى “المفرّخ” أو الزرياني، إذ ترتدي القبقاب و”الخلاخيل” في الأرجل وتزين ببعض الحلي مثل الخواتيم والتراكي “الأقراط” والخزامة والقرنفلة، والتي تَلبس كل هذه الحلي تعتبر من العائلات الغنية. أما في الوقت الحاضر فترتدي العروس فستان الزفاف، وهو “الشنيول”، وهو عبارة عن فستان أبيض اللون، وطرحة بيضاء تضعها فوق رأسها.