عادات وتقاليد الزواج في أذربيجان:
تُعد عادات الزواج عند أبناء الشعب الأذربيجاني، نوعاً من الأفراح والمناسبات التي تمتد إلى مدة طويلة، دون أن تكون أي نوع من الضغوطات والمشاكل المادية عليهم، فلا العريس يتعرض لمشكلة أو أي ضائقة مادية، ولا أهل العروس يقعون تحت طائلة من الضغوط المالية.
ذلك أن العائلات من الطرفين يقدمون الهدايا النقدية وكذلك العيّنية لمساعدة العروسين في مراسم زواجهم، فضلاً عن أن أهل العروس عادة لا يشترطون الكثير على العريس، ويكتفون بالرضا والحب بين الطرفين، مبتغين من وراء ذلك بناء عائلة سليمة.
يتكون الزفاف في في أذربيجان، من ثلاثة مستويات: الفترة التي تسبق حفل الزفاف، “واسطات الزواج وفترة الخطوبة وعقد القران”، وفترة الزواج والفترة التي تأتي بعدها.
يتم الزواج على أساس الاتفاق المتبادل، ويكون الزواج تحت حماية الدولة، وحقوق الزوجين تكون متساوية، وبموجب القانون، يعتبر السن القانوني للزواج 18 عام.
عادات غربية للزواج في أذربيجان:
لا سكر لا زفاف:
يعتبر هذا التقليد ملزم بمرحلة طلب الزواج لدى الشعب الأذربيجاني، وهو من أكثر التقاليد المعروفة لديهم. ويتم ذلك عن طريق تقديم الشاي مع قطع السكر، كدليل للموافقة على الزواج، وعند ذهاب أهل العريس لزيارة منزل العروس لتقديم طلب الزواج، يُعد عدم القبول في الزيارة الأولى من التقاليد الأذربيجانية، وبعد ذلك يستطيع أهل العريس الزيارة والمحاولة من جديد مع أهل العروس، وشرحهم أن زيارتهم وإصرارهم يدل على نواياهم الجدية في طلب يد العروس.
وبعد ذلك، يوافق أهل العروس على الزواج عادةً، ولا ننسى أن الشعب الأذربيجاني هو شعب مضياف للغاية، وهم شعوب دائماً يقومون بتحضير المائدة عندما يأتي الضيوف إلى منزلهم، والحالة الوحيدة التي لا يقدمون فيها الشاي هي مرحلة البحث عن الشريك المناسب، وإذا تم إعطاء الموافقة، يُقدم الشاي الحلو وعندما تتم الموافقة، ينادي الوالد العروس إلى الغرفة ليطلب منها تقديم الشاي الحلو إلى الضيوف، ويرمز السكر عندهم إلى الرغبة في الزواج، و”الشاي الحلو” له اسم تقليدي في أذربيجان، وهو “شاي بلون مزدوج”.
يُقدم الشاي عندهم بطريقة خاصة، يبقى فيها الماء في أسفل كأس الشاي التقليدي على شكل فاكهة الكمثرى، والذي يُدعى “أرمودو“، بينما يبقى الخليط في الأعلى، وهما لا يمتزجان أبداً وبعد الموافقة على الزواج، يتم خلط الشاي ويمتزج اللونان مع بعضهما البعض، ويرمز ذلك إلى “اتحاد عائلتين”، وفقاً لتقاليدهم وترمز حلاوة المشروب إلى المستقبل “الحلو” الذي ينتظر العروس والعريس.
بعد شرب الشاي، يقدم العريس المهر إلى العروس أو إلى أهلها وعلى وجه التحديد، إلى والدها أو الشخص الذي قدمها للعروس للزواج، يدفع المهر نقدًا أو على شكل ماشية أو غيرها من الثروة المادية قبل الزفاف، حيث يتواجد هذا التقليد في أذربيجان الإيرانية وجمهورية أذربيجان، وقد تم حظره في جمهورية أذربيجان خلال الحقبة السوفيتية.
تهتم مهرجانات الأعراس في دولة أذربيجان بشكل كبير في التقاليد الشعبية القديمة والأثرية. على الرغم من التنوع والعِرق السكاني في بعض أجزاء البلاد، فإن مهرجانات الزفاف تشبه إلى حد كبير بعضها البعض. طقوس الزفاف مثل الإيماءات والمشاركة والحناء لها جذور عميقة.
الخطف هو الحل:
في حالة مرور أكثر من أسبوع على زيارتهم بدون سماع أي خبر من أهل الفتاة، فذلك يعني أن الطلب قد رفض منهم، أمّا إذا حدث الاتصال الهاتفي خلال أسبوع يكون أمر الزواج قد بدأ يأخذ منحاه الطبيعي نحو التنفيذ، وهنا نذكر أن الرفض في المرة الأولى لا يعني أن يستسلم أهل الشاب للأمر الواقع، بلّ يحاولون أكثر من مرة لنيل موافقة أهل العروس، لعلهم يقتنعون أو يعبرون عن أسباب رفضهم، لكي يتم تلافيها ما أمكن من قبل أهل العريس، وفي كثير من الأحيان، إذا كانت وشائج الحب قد امتدت بين الفتى والفتاة، فإن ذوي الشاب يشجعون فتاهم على خطف الفتاة للزواج منها رغم أنف أهلها.
الشعب الأذربيجاني يرون في فكرة الخطف فرصة ذهبية للبعد من تكاليف تجهيز العروس، وتتم عملية الخطف، بالاتفاق مع العروس وليس بالإجبار، بعد ذلك تذهب إلى منزل العريس وتمكث هناك لفترة زمنية، فإذا تراجع أهلها وقبلوا معالجة الأمر بالتي هي أحسن تم الزواج بالمحبة بينهم، ولكن في استمرارهم وفي اصرارهم فإن ذلك يعني أنهم قد تخلّوا عن ابنتهم وليس لديهم أي رغبة في معالجة أمر خطفها.
بعد ذلك يقوم أهل العريس بإتمام مراسم الزواج على أكمل وجه، ويدعون بعض الأشخاص كوسطاء وإرسالهم لأهل العروس لإقناعهم، فإذا تواجدوا في مراسم العرس كان ذلك أمراً مرموقاً بالصلح والسلام بين العائلتين، وإذا رفضوا الحضور أكملت مراسم الزواج، وفي العادة يوافق أهل العروس ولا يلجؤون إلى الشرطة بأي حال من الأحوال؛ خوفاً على سمعتهم ودرءً الفضيحة بين القبيلة، ويدخلون في مفاوضات الصلح.
ويجب أن نعلم أنَّ عادة خطف الفتاة لإتمام مراسم الزواج لا تتوقف على دولة أذربيجان لوحدها، لأن هذه العادة معروفة في دول آسيا الوسطى والقوقاز، وتعتبر موروث هاماً من تراثهم الثقافي وتكوينهم الاجتماعي.