عادات وتقاليد الزواج في إربد شمال الأردن

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد الزواج في إربد:

اختيار شريكة الحياة:

إن عملية الزواج في محافظة إربد شمال الأردن تبدأ عندما يقرر الشاب في إتمام عملية الارتباط بإحدى الفتيات، وتتم عملية اختيار هذه الفتاة بطرق مختلفة تقليدية، وتكون إما عن طريق الأهل الذين يقومون بسؤال الأقارب والمعارف، أو بأي طريقة أخرى.

تَمرّ عملية الزواج بعدة مراحل تبدأ بزيارة الأم وبعض النسوة لمنزل أهل العروس لرؤيتها ومعرفة مواصفاتها، وبعد ذلك يذهب العريس لزيارة بيت أهل العروس، فإذا نالت الإعجاب تذهب النسوة مرة أخرى لطلب يد العروس، ويُطلب منهن أن يَعُدن بعد أيام قليلة لمعرفة موقفهم من العريس المتقدم إليهم، فإذا تم الاتفاق وكان هناك رضا وقبول، يتم الاتفاق على موعد يرى فيه العريس عروسته، فإذا تمت الموافقة من الطرفين تنطلق الجاهة من عائلة العريس إلى بيت العروس.

اتفاق عائلتي العريس والعروس في إربد:

بعد القبول من كلا الطرفين تنطلق جاهة العريس التي تتكون من كبار أقاربه من الرجال، إلى منزل أهل العروس الذي يكون بانتظرهم كبار الرجال من عائلتها وبعض الأقارب ممن اختارهم والد الفتاة؛ ليكونوا في انتظار جاهة الشاب، وعند وصول الرجال لمنزل والد العروس يتم وضع فنجان من القهوة أمام كبير الضيوف، والذي يبدأ بقراءة بعض من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة الخاصة بالزواج.

بعد ذلك يتقدم أحد كبار الحضور متحدثاً باسم الجاهة المتواجدة، بطلب العروس للعريس، ويقوم بالرد عليه كبير رجال الجاهة من أهل العروس بالقبول بقوله: “قهوة الأجواد ما تبرد، أجاك طلبك ومبروك عليكم بنتكم”، ويطلب منه أن يشرب القهوة، ويعلن رسمياً الموافقة، وبعدها تبدأ النساء بالزغاريت والرجال بالتسليم على العريس وتقديم التهنئة، وتصب القهوة لكل الضيوف؛ تعبيراً عن كرم أهل العروس وترحيباً بكل من حضر للمشاركة في هذه الجاهة.

الفحص الطبي قبل الزواج:

أقِر في دولة الأردن منذ عدة سنوات قانون يفرض على أي اثنين يرغبان بالزواج أن يقوما بإجراء فحص طبي؛لمعرفة مدى التطابق الجيني بين هذين الشخصين وخلوهما من أمراض جينية قد ينتج عنها نتائج سلبية على الأطفال في حال الارتباط.

عقد الزواج “كتب الكتاب” في إربد:

في حال التأكد من نتيجة الفحص الطبي الإيجابية، يتم كتب كتاب العروسين حسب الموعد المحدد بين الطرفين بحضور الشيخ وشاهدين، ويتم هذا العقد يوم الخطوبة أو قبلها بأيام قليلة، وتتم الدعوة لحفلة الخطوبة أقارب ومعارف العروسين، وتقام هذه الحفلة عادة في بيت العروس أو في صالة للأفراح، ويقوم العريس بتلبيس الذهب للعروس وتقوم النساء بترديد بعض الأهازيج مثل ” لبس لبس يا عريس مالك زعلان خطبنا لك هالمزيونة عود الريحان” وغيرها من الأهازيج المعروفة في قرى إربد وغيرها من القرى الأردنية.

سهرة الشباب وليلة الحناء في إربد:

إن من أشهر العادات المتبعة في الزواج داخل محافظة إربد، إقامة أهل العروسين حفل خاص بهم قبل موعد الزواج بيوم، فيدعو كل من العروسين أصحابه المقربين، وتكون الحفلة الخاصة بالشباب في منزل والد العريس و تسمى “سهرة الشباب” أو “سهرة الحنة”، ويكون هناك ما يعرف بالدبكة الشعبية، وكان يستخدم فيها قديماً بعض الالات الموسيقية مثل الطبلة والشبيبة والمجوز، والآن حل مكانها ما يعرف بالفرقة الموسيقية حيث يوجد عازف الأورغ، والمطرب وعازف المجوز.

وفي آخر السهرة يتم تحنية يدي العريس، ويردد الشباب بعض الأغاني الخاصة بالحناء مثل “مد أيدك حنيها يا عريس مد أيدك حنيها يا لالا وأمك لا تجافيها يا عريس وأمك لا تجافيها يا لالا” و “حنيت أديا ولا حنيت اصابيعي يا محلا النومة بين حضين مرابيعي” و “حنا يا حنا يا ورق الليمون حنوك أولاد عمك يا عريس يا مزيون وحنا يا حنا يا ورق التفاح حنوك أولاد خالك يا عريس يا فلاح” و “سبل عيونه ومد أيده يحنونه وش هالغزال الذي راحو يصيدونه” وبعد الحناء يزف العريس الى بيته وهذا يكون بعد منتصف الليل.

وتكون الحفلة الخاصة بالعروس في منزل والدها ويطلق عليها اسم “حفلة وداع العزوبية” أو حفلة الحناء والتي يضع بها العريس الحناء على يديّ عروسه بحضور قريباتها وصديقاتها، و تردد النساء بعض الأهازيج مثل “يمة شديلي مخداتي وطلعت من البيت وما ودعت خياتي يمة شديلي قراميلي وطلعت من البيت وما ودعت أنا جيلي”.

حفل الزفاف في إربد:

يوم الزفاف في محافظة إربد عادة يكون في يوم الجمعة، يقوم العريس بتجهيز السيارة بالأزهار الملونة، كما يقيم أهل العريس وليمة غداء للمدعوين لحفل الزواج ظهر هذا اليوم، وتبدأ الزفة بعد الغداء من بيت العريس، حيث يبدأ العريس بلبس بدلة العرس بين أصدقائه المقرَّبين بعد أن يكون قد أخذ ما يسمى “حمّام العرس” فيخلع ملابسه، ثم يقومون بإحضار البدلة والعطور وما شابه ذلك ويلبسونه.

كما يتم إلباس العريس بوجود العديد من أصدقائه، ويردّد الحاضرون بعض الأغاني الخاصة مثل “طلع الزين من الحمام” و “لفوا لفوا حواليه لا يخش الهوا عليه و توه طلع من الحمّام و كل شي بيأثر عليه”، ومن ثم يقوم مجموعة من الشباب من أصدقاء وأقارب العريس والمدعوين بزفّه في شوارع البلدة سيراً على الأقدام، ويحمل أحدهم فوق العريس الشمسية المدندشة والمطرزة على شكل لوحة فنية جميلة، ويقوم أحدهم بحمل العريس على رقبته.

يقوم الشباب بترديد بعض الأغاني الخاصة بهذا التقليد في إربد، و من هذه الأناشيد “تلولحي يا دالية يا أم غصون العالية تلولحي عرضين وطول تلولحي ما أقدر أطول” و “شطبنا إسم العريس من دفتر العزوبية وسجلنا اسم العريس في الأحوال المدنية” وغيرها من الأغاني المشهورة في محافظة إربد.

ومن طقوس تقاليد الزفة إقامة الدبكة الشعبية المشهورة في محافظة إربد، ويجب أن يشارك العريس في الدبكة، وهكذا تواصل الزفة مسيرها وصولاً الى بيت أحد أصدقائه أو أقارب العريس، الذي قام بدعوة العريس على الغداء؛ لأنه من العادات في محافظة إربد أن يعزم العريس من قبل أحد أصدقائه لتناول الغداء ويبقى هناك حتى وقت المساء، وعند وصولهم يردد الحاضرون “هون واربط باب الدار تا يطلع ابن المختار” فيدخل العريس ومعه بعض الأقارب والأصدقاء لتناول الغداء.

الجميع يُظهر اهتمامه بالعريس في هذا اليوم، لذلك يجب أن يستغل ذلك لأنه لن يتكرر، وبعد ذلك يستعد المدعوون للخروج في الفاردة، و”الفاردة“: هي عبارة عن نقل العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها، ويتم ذلك في موكب كبير من السيارات، وتتقدمهم سيارة العروس المزيّنة بالأزهار بشكل رائع لتتميز ضمن الموكب، والتي جهّزها العريس منذ الصباح الباكر، وتسير الفاردة باتجاه منزل أهل العروس، وهناك يكون أهلها في استقبال أهل العريس والمدعوين بجاهة كبيرة.

بعد ذلك يتم الإعلان عن بداية الزواج وخروج العروس من بيت أهلها، وتلبس عبائة والد أو عم العريس؛ كغطاء لها من ناحية وكرمز للحماية لدى العائلة الجديدة، وعند إحضار العروس من بيتها: تسمع النساء يمدحن أهلها ويشكرنهم على كرمهم قائلات “كثر الله خيركوا ويخلف عليكم كثر الله خيركوا” و “يا ريتك مباركه علينا علينا وتبشري بالصبي يلعب حولينا ويا ريتك مباركه علينا علينا” وبعد ذلك تسير الفاردة في شوارع القرية في موكب كبير وسط أبواق السيارات المرتفعة، التي تطفي جواً من البهجة والسرور، وتستمر الفاردة بالمسير إلى أن تصل بيت العريس أو قاعة الاحتفال.

في هذا الوقت يكون العريس ما يزال مع بعض أصدقائه في بيت صديقه، وعند الوصول إلى مكان الاحتفال تدخل العروس والنساء إلى داخل القاعة وسط الأغاني والزغاريد، وبعد ذلك يذهب الرجال لإحضار العريس الذي يكون على أعصابه من بيت صديقه في موكب سيارات، ويسير الموكب في شوارع القرية وصولاً الى مكان الاحتفال، ويدخل العريس إلى القاعة، وفي هذا الوقت ستكون العروس مشغولة هي الأخرى بخجلها الواضح وهي تشاهد أهل العريس.

بعد ذلك تمسك العجوز بخاصرة العروس وتهزها برفق ثم تمسح على كتفها ورأسها قارئة آيات من القرآن الكريم، ومصلّية على النبي محمد الله صلى الله عليه وسلم، ويرتدي العريس في هذه المناسبة بدلة رسمية وترتدي العروس فستاناً أبيض اللون، وبعدها يتم الاحتفال.

بعد انتهاء الاحتفال يقوم أهل العروسين بتوصيلهما إلى منزلهما الجديد. وقبل دخول العروس الى بيتها تقوم بإلصاق “قطعة من العجين” على باب منزلها، وهي عادة كان الكثير من الناس يقومون بها والعجينة مصنوعة من الطحين الأبيض، ويحرص الحضور وخاصة أم العروس وشقيقاتها على تثبيتها جيداً؛ لأن معنى سقوطها سيء بالنسبة لهم، حيث تعني أن الزواج لن يستمر طويلاً، بعد إلصاق قطعة العجينة سيدخل العريس والعروس إلى منزلهما.


شارك المقالة: