عادات وتقاليد الزواج في البلقاء غرب الأردن:
تبدأ احتفالات الأعراس في محافظة البلقاء، بإقامة السهرات العائلية في بيت عائلة العريس والعروس، وسهرة العروس يُطلق عليها اسم حفلة الحناء، وهي سهرة يجتمع فيها عائلة العروس وأقاربها وصديقاتها اللواتي يضعن الحناء في كفها وفي أكف المدعوات.
أثناء حفلة الحناء يتم ترديد أناشيد تقليدية مخصصة لهذه المناسبة، حيث تجتمع النساء كبيرات السن في منزل أهل العروس؛ لتقديم النقوط “مبالغ مالية” لها ووضع الحناء على يدي العروس.
يبقى طبق المنسف سيد الاحتفالات في جميع محافظات المملكة الأردنية الهاشمية، والطبق الرئيسي والوحيد في حفل الغداء يوم الزفاف، الذي يتم إعداده باستخدام لحم الخروف واللبن “الجميد” والأرز وخبز الشراك الذي تقوم بإعداده نساء الحي الذي يقام فيه حفل الزواج ويزين المنسف بالمكسرات.
يؤكل الطعام باليد ويقدم على طبق كبير، فيجتمع 5 إلى 6 رجال حول الطبق الواحد، إذّ أنَّ عدد المدعوين إلى وليمة الغداء يوم العرس يعتمد على المقدرة المالية لوالد العريس، وبعد تناول وجبة الغداء تتوجه “الفاردة”، وهي جاهة مكونة من عائلة العريس إلى بيت العروس، ويتقدم الرجال الفاردة وتسير النساء خلف الرجال.
يوم الزفاف يجري توزيع “المطبقيات” وهي عبارة عن حلويات بيتية وسكاكر ولوز مغطى بالسكر والشوكولاتة، يكون ملفوف في قطعة قماش جميلة الشكل ملونة بألوان زاهية، وحين تدخل الفاردة إلى منزل العروس، يبقى العريس خارج المنزل بانتظار خروج عروسه مع والدها أو أشقائها أو عمها أو خالها، ثم يتسلمها ويتّجهان معاً إلى منزل والد العريس للاحتفال مجدداً بحفل الزواج، فيتم تخصيص أناشيد وأهازيج معينة للأعراس، فضلاً عن الرقصات والدبكات.
في اليوم التالي لحفلة العرس، يقيم أهل العريس وليمة غداء تسمى تقليدياً “إقرا“، ويكون طبق المنسف هو الطبق الرئيسي في هذه المناسبة، ويتم تقديم النقوط للعريس أيضاً بعد تناول وجبة الغداء، كما يتم تزويد منزل العريس بالأرز والسكر إلى جانب المواشي كنقوط.
يقتصر حفل الزفاف لدى بعض العائلات في محافظة البلقاء دون إقامة وجبة الغداء في اليوم التالي لحفل الزفاف، لعل العامل الاقتصادي واحد من الأسباب المهمة لذلك، خصوصاً أنه في التقاليد الأردنية، العريس هو المسؤول عن نفقات العرس من تجهيز المنزل ومصاريف الحفل جميعها.