عادات وتقاليد الزواج في بنزرت

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد الزواج في بنزرت:

تقاليد عروس الشمال في بنزرت:

سكان الجهة الشمالية من مدينة بنزرت بقي سكانها يتبعون تقاليد الزواج بجميع صفاتها الصغيرة؛ ولذلك لاعتقادهم بأن وجود خلل بأي من الإجراءات المخصصة بالزواج قد يقضي على حياة العروسين أو يحول حياتهما إلى جحيم دائم، وعروس الشمال لا تتمتع بهدايا ما قبل الزواج بل يدخرها العريس إلى ما بعد الزواج، كما أن مهر عروس تلك المنطقة لا يتعدى تسعة وستين مليماً وهو مبلغ أقل من زهيد.

أما بالنسبة لإجراءات حفل الزفاف في مدينة بنزرت تبدأ قبل حلول يوم الزواج بثلاثين يوماً بالتمام، حيث ترتدي العروس الحجاب الكامل، ويتم منعها بشكل كامل من الخروج من بيتها، ويتم تقديم أطباق معينة من الطعام لها؛ بهدف زيادة وزنها، وقبل الزفاف بسبعة أيام يبدأ الاحتفال الحقيقي حيث تجتمع قريبات العروس وصديقاتها كل مساء لصنع الحلويات والغناء والرقص في أجواء احتفالية خاصة بالنساء فقط تلبس خلالها العروس أزياء مختلفة من اللباس التقليدي التونسي الخاص بالشمال.

كما يكون في بيت أهل العريس أجواء مشابهة لبيت أهل العروس، حيث يجتمع كافة أقاربه وأحبابه من الأصدقاء في كل ليلة وذلك لإقامة مراسم الاحتفال جميعها على أكمل وجه، وصولاً إلى ليلة الزفاف التي تكون تقليدية وتشهد حفلاً كبيراً في بيت العريس أو في صالة أفراح، وتلبس العروس فستانها الأبيض وتتزين بالحلي والمجوهرات الثمينة، أما العريس فيلبس بدلة الزفاف ويغطي عروسه بباقات كبيرة من الورود والياسمين، وبعد الزفاف يحتجب العريس عن كبار العائلة ويتجنب رؤية والده وأعمامه لسبعة أيام.

أما بالنسبة للفتاة “العروس” فإنها تأخذ الهدايا في صباح اليوم التالي من الزواج وفي اليوم الثالث يحضر العريس نوعاً فاخراً من أنواع السمك الكبير، حيث تقفز من فوقه العروس سبع مرات متتالية اعتقاداً بأن ذلك يبعد عنها العين والحسد. عروس الساحل تتزين بـ “الباروق”، يحمل عرس الساحل طابعاً خاصاً يتلخص في أن فعاليات الزواج تدوم أربعة أيام آخرها هو يوم الزفاف، وتبدأ بيوم “الدفوع” وهو اليوم الذي يقدم فيه أقارب العروسين هدايا مالية كمساعدة لهما.

ثم بعد ذلك تأتي “ليلة الحناء” وهي تسري على الرجل والمرأة فيقيم كل منهما احتفاله الخاص به وبعائلته في بيته، واليوم الثالث هو “يوم الوطية” وهو خاص بالعروس فقط، وتلبس فيه مجموعة من الألبسة التقليدية الخاصة بمنطقة الساحل ولا تتزين بمساحيق التجميل المتعارف عليها بل بمادة تسمى “الباروق”، وهي تحمل نفس ألوان المساحيق العادية إلا أنها تتميز بأنها فاقعة اللون.

كما ترسم بعض الزخارف على وجه العروس بنفس المادة بهدف التجميل والتزيين، وتشارك في هذا اليوم فرقة موسيقية عناصرها جميعاً من النساء، أما مهر العروس فيكون عبارة عن بعض قطع الحلي الثمينة وخروف وكيس من الدقيق وزيت اليقطين.

وللعريس في بنزرت طقوسه الخاصة في الزواج، إذ يلبس قبل الزفاف بيومين ثوباً تقليدياً، وهو عبارة عن رداء خاص بالرجال فقط، يتم صناعته من الصوف أو الحرير حسب الفصل الذي يقام في حفل الزفاف، ويعتلي صهوة جواده يرافقه قرع الطبول، ويتوجه وسط أجواء احتفالية خاصة يحيط به أصدقاؤه إلى الحمام العربي وهو المكان المخصص للاستحمام الجماعي في تونس.

في حلول اليوم الرابع من أيام الاحتفالات المستمرة وهو اليوم الذي تتم فيه إتمام مراسم حفل الزواج بشكل نهائي، حيث يذهب العريس برفقة جميع أفراد عائلته عائلته وسط أجواء ومراسم احتفالية إلى بيت العروس ويأخذها للمكان الذي سيقام فيه حفلة الزفاف، وفي نهاية السهرة تدخل العروس إلى غرفتها فيما يجتمع أهل العروسين أمام باب الغرفة في انتظار خروج العريس وفي يده شمعة مضاءة؛ دلالة على عذرية العروس، ويحمل أيضاً قارورة من أجود أنواع العطور يعطيها للحاضرين ليتعطروا بها.

تتميز تقاليد الزواج في بنزرت ببساطتها عن باقي المناطق المجاورة لها، حيث تستمر طقوس الزواج سبعة أيام متتالية، فيما تبدأ هذه المراسم بحفل الحناء حيث يقوم الشاب بتضحية جمل كبير بعد صلاة الفجر مباشرةً، بينما تقوم نساء العائلة بتحضير وليمة لكل أهل المنطقة، ثم يجتمع أهل العريس في احدى المناطق المخصصة للخيل ويركب العريس صهوة جواد مرتدياً اللباس التقليدي التونسي ويقدم استعراضاً مميزاً أمام بيت العروس ثم يعود ليجهز نفسه لليلة الزفاف التي عادةً ما تكون تقليدية.


شارك المقالة: