عادات وتقاليد الزواج في تشاد:
من أبرز تقاليد الزواج في دولة تشاد تكرار الزوجات من العادات الشعبية عند أفراد المجتمع التشادي، وقليل ما نجد رجلاً يرتبط بإمرأة واحدة في تشاد، ويمكن أن يكون أمر تعدد الزوجات عادياً، إلا أن الأمور التابعة لهذا الأمر هي الغريبة، فالرجل الذي يتزوج بامرأة واحدة ينظر إليه رفاقه نظرة غير مناسبة، ويكون محل جدال في الجلسات الخاصة بينهم تلقى عليه النكات والإيماءات.
كما يبدو أمر تعدد الزوجات في تشاد أمراً محبوباً في العديد من المجتمعات باعتباره أمراً شرعياً، إلا أن هناك في دولة تشاد قد وجِد ما يسمى “الزواج بطريقة السرقة” يعتبر هذا النوع من الزواج أمراً غريباً وعادة بدأت تتوارى في المجتمع التشادي نفسه، خاصة بعد التطور النسبي في بنية المجتمع التشادي.
طقوس عملية الزواج بالسرقة، كانت منتشرة بين أربعة قبائل في تشاد وهي “الكرعانة والزغاوة والبلالوة والحجار” وهذه القبائل تنتشر بشكل كبير جداً بين مختلف أنحاء دولة تشاد حيث تعتبر منطقة سروج وفايا، اللتان تقعان شرق البلاد مركز قبائل الكرعان “القرعان”، بينما تتركز قبائل الزغاوة الممتدة إلى السودان في منطقتي ايرباهي وأم جراس شرق تشاد، وهاتان القبيلتان تعتبران من الصفوة، ولذلك فإن المهور تصل إلى أرقام فلكية مرتفعة جداً عند الزواج.
تصل قيمة المهر في دولة تشاد إلى ما يقارب أربعة ملايين فرانك سيفاني، أيّ ما يقارب “100 دولار تساوي 62 ألف فرنك” فيما تتركز الكثير من “قبائل البلالة” بمنطقة فتر شرقاً، وقبائل الحجار تتركز في وسط تشاد بمنطقة “مونجو”.
تدور فكرة الزواج بالسرقة حول عملية الزواج من المحبوبة أو الخطيبة إذا تأخر أهلها في الإيفاء بالمهام الموكلة لهم، وإحضار العروس إلى بيت زوجها بعد الانتهاء من اتمام مراسم الخطوبة أو كما يسمونها في تشاد “كربين راس”، حيث يقوم بالاتفاق مع أهله بترتيب عملية خطف في الشارع أو السوق، ويقوم بترتيب حفل الزفاف مع دعوة أهلها للحضور وهو ما يطلق عليه “موسكروا” باللغة التشادية وتعني حفل النهاية أو الفوز.
تتميز مراسم وطقوس الزواج بسرقة العروس بشكل كبير وواضح في قبيلة البلالية بنمط آخر أكثر تميزاً، حيث تحدث عملية السرقة بعد أن تلد الزوجة ويبلغ الطفل من العمر عام، حيث يتم التخطيط لعملية السرقة؛ ذلك حتى ترجع الزوجة برفقة مولودها إلى بيت زوجها الذي غادرته بعد الحمل مباشرة.
ومن بين أهم العادات والطقوس وأكثرها تميزاً واختلافاً أيضاً في دولة تشاد، أن يتم ذهاب أيّة أخ إلى حفل زفاف أخته فإن هذا يعد من الأمور الأكثر اختلافاً المعيبة في وسط سكان التشادي، فلا يجوز أن يتفاخر أخ بأن أخته سوف تتزوج أو يدعو أصحابه على حفل الزواج، كما لا يجوز أن يقوم بزيارة أخته بعد الزواج بشكل مستمر، إلا في الحالات الطارئة فقط، وعلى فترات متباعدة.
وأيضاً من أبرز العادات والتقاليد الغريبة أيضاً في الزواج أن العروس بعد انتهاء كل طقوس الفرح وعقد القران، لا تنزل من سيارة موكب الزفاف إلا بعد دفع ما يطلقون عليه “رسوم النزلة”، حيث يجب أن يسدد العريس لأهلها أي مبلغ قاموا بدفعه، ولا تستمر داخل السيارة ولا تدخل بيت الزوجية، وفي هذه الحالة يدفع أهل العروس بأجمل فتيات العائلة ليكونوا عامل إحراج للعريس أو أهله، فيدفع أكبر مبلغ ممكن حتى ترضى العروس وتنزل من السيارة.
وإذا كان هذا هو الحال في عادات الزواج والمصاهرة، فان أمر الطعام في طقوس الزواج يطغى عليه الكثير من نواحي الطرافة والغرابة، ويبرز اللحم بشكل كبير، من غنم أو جمل ” كطعام لا يغيب عن مائدة التشاديين، رغم عدم وجود تنوع واضح في الأطعمة.
بينما يبرز إسمان للطعام الذي يقدم في حفلات ومراسم الزواج في تشاد منها سبايرز وقذفان، وهما أحد أهم الأطعمة على المائدة التشادية، النوع الأول يصنع من نوع الأشجار على هيئة “عصيدة” وتقدم معه النوع الثاني وهو شرائح من اللحم تتم صناعتها بطريقة محلية وتكون مجففة وتحتفظ بجودتها وصحتها عدة أيام، وهي أطعمة موجودة على مائدة الغني والفقير.
أما طبق الطعام الذي يبدو تناوله حدثاً مهماً في جميع مراسم مالزواج في تشاد، فهو طبق الجراد المقلي، حيث يكون الطلب عليه من قبل التشاديون بشكل كبير جداً، وتنتشر البقالات التي تقوم بتحظيره وتقديمه في الكثير من المناطق، حيث يتم تسويته في الماء المغلي ثم يتم قليه في الزيت النباتي، ويفضله التشاديون كوجبة ليلية، وهناك مقولة مشهورة عن الجراد أن ” تناول الجراد يعتبر نزاهة ” حيث يعتبره التشاديون بديلاً عن الجمبري.