عادات وتقاليد الزواج في رومانيا

اقرأ في هذا المقال


عادات وتقاليد الزواج في رومانيا:

عملية التهيئة للزواج تبدأ قبل تحديد موعد الزفاف بكثير، فيجب على عائلتي العروس والعريس القيام ببعض التقاليد والعادات القديمة، علينا أن نقول في البداية إن أمسيات الأشغال اليدوية المنظمة في القرى الرومانية طيلة موسم الشتاء، وكذلك الأسواق الشعبية المقامة في مطلع الربيع كانت تفتح للفتيات والفتيان الفرصة للتعارف والشروع في علاقة صداقة قوية، قد تتيح الفرصة لجعلها فرصة للزواج، وإذا اتفق أولياء أمري الشابين على الزواج، تحتم عليهم أن الحضور سوية أول حفل راقص يقام في القرية، وسرعان ما يعلم الناس أن العائلتين اتفقتا على زواج نجليهما.

في الزمن الماضي كان من الواجب على الشاب أن يلجأ إلى الرجل الخاطب، فكان يعهد إليه زيارة والدة الفتاة نيابة عنه وجسّ نبضها لمعرفة ما إذا كانت توافق من حيث المبدأ على تزويج ابنتها منه، فإذا وافقت كان يتوجب على عائلة الشاب أن تزور عائلة الفتاة للاتفاق معها على تفاصيل عقد الزواج، وكان الخاطب يأتي إلى بيت عائلة الفتاة حاملاً معه وعاءً مليئا بمشروب، فإذا قبلت عائلة الفتاة الشرب منه فسرها الخاطب إشارة إلى أن العائلة تقبل تزويج ابنتها من الشاب الذي يمثله أما إن رفضت فيعلم الخاطب أن العائلة لا تقبل تزويج ابنته منه.
وجدير بالتوضيح الأدق أن الوعاء الذي كان الخاطب يحمله بين يديه لم يكن وعاء عادياً فحسب، إنما هو وعاء زفاف كما أطلق عليه في الأرياف الحقيقة أن وعاء الزفاف يختلف عن سائر الأوعية الفخارية الشعبية شكلاً ولوناً وزخرفة، وهو الوعاء الفخاري الوحيد المزين بعناصر زخرفية ناتئة وبارزة مصنوعة من الفخار أيضاً، وملصقة به علما أن الأوعية المعتادة مزينة بعناصر محفورة أو مرسومة.

ومراسم الزفاف متعددة وتقليد الوعاء الذي يحتل مركزاً هاماُ في تلك المراسيم، وعناصره الزخرفية ذات النقوش الجميلة، تعتبر مغزىً رمزياً، فزخرفة الثعبان كانت عبارة عن عنصر زخرفي رئيسي في وعاء الزفاف وهو عبارة عن حزام فخاري ملصق به يرمز إلى الحماية التي يوفرها الثعبان للبيت والعائلة حسب المعتقدات الشعبية.

ونلاحظ إلى جانبه عناصر حيوانية أخرى، كنقوشات الديك والنسر والطاووس والأسد والكلب، ولكلها مغزى رمزي، ولا تنقصه الزهور والنباتات على أشكالها وأنواعها والنجوم أما الألوان التي تصبغ بها زخارف وعاء الزفاف فهي الأحمر والبني المائل إلى الأسود والأخضر و الأصفر.

نعود إلى عادات وتقاليد الزواج في دولة رومانيا، فبعد موافقة الأهل على طلب الزواج تبدأ التجهيزات لعقد الزواج وتنظيم الحفل، فيتفق أهل العروسين على جميع تفاصيلها أثناء وليمة تقام في بيت عائلة الفتاة، ويحضرها الأقارب والأصدقاء المقربون، فيتبادل أثناءها العريسان الخامتين والهدايا.

أما أولياء الأمور فيتفقوا أثناء الوليمة على تحديد مهر العروس، إذ كان المطلوب في الأرياف أن يكون للعريس منزل فتقوم عائلة العروس بملئه بالأثاث والمفروشات اللازمة التي كانت عائلتها قد جمعتها في غضون عدة سنوات ماضية، وفي النهاية كان الشاب يختار من بين أصدقائه موكباً ويكلفهم بالتجول في القرية وإبلاغ الناس بموعد الزفاف وسائر تفاصيله، وكان شباب الموكب يحملون في أيديهم أثناء الجولة وعاء زفاف إشارة إلى أن النبأ الذي يوافونه لأفراد القرية يتعلق بحفل زفاف.

في الأسابيع المتعددة بين فترة الخطوبة ويوم الزواج يختار العريسان وأولياء أمورهما الشهود ويتفقون على أنواع المأكولات والأطباق التي ستقدم للضيوف في وليمة الزفاف، وتقوم العروس بإعداد الأزياء التي سترتديها يوم زفافها والتي هي عادة من صنع والدتها وبعض منها موروث من جدتها وقماشها منسوج في البيت ومطرز يدوياً.

أما عن يوم الزفاف فهو حافل باللحظات العاطفية المثيرة، فتشرع العروس منذ ساعات الصباح الأولى الإعداد للحفل في منزلها، حيث تساعدها قريباتها وصديقاتها على ارتداء أزيائها وتجهيز شعرها وتزيين رأسها بالتاج المرصع بلأحجار الكريمة.

والشائع في دولة رومانيا أن زيَ العروس التقليدي في الأرياف يينفرد بخاصيته تماماً عما هو شائع في أيامنا هذه في المدن وحتى في القرى، فهو عبارة عن فستان أبيض طويل فائض بالزخرفة فعلى صدره وكمّيه والجزء الأسفل للتنورة أشرطة من العناصر المطرزة يسدوها أشكال الزهور والنباتات باللونين الأصفر والأحمر، ولكن القطعة الرئيسية لزي العروس هي التاج الذي يثبت بشعرها المضفر ويصنع من سلاسل من النقود المزينة بخيوط صوفية ملونة وقطع صغيرة من الزجاج الملون.


شارك المقالة: