عادات وتقاليد عيد الأضحى في أفغانستان:
تتميز دولة أفغانستان بمجموعة من العادات والتقاليد العريقة التي حرص مواطنيها على المحافظة عليها جيلًا بعد جيل.
تتسابق السيدات الأفغانستانيات مع الوقت استعداداً للعيد، فإلى جانب جميع الأمور المعتادة من تنظيف المنزل وشراء الحلويات اللذيذة والفواكه المتنوعة لاستقبال المهنئين بحلول العيد، وإنما عليهم في هذا اليوم اقتناء الهدايا وأضحية العيد أيضاً.
ولا ننسى أنه هنالك عادات قديمة في أفغانستان في عيد الأضحى للمتزوجة حديثاً، حيث يتم شراء الخروف والملابس والحلويات المتنوعة لها، وفي عيد الفطر تشترى الحلويات والملابس، أما في منطقة النيروز الأفغانستانية يؤخذ لها السمك وكعكة النيروز والجلبي، وهذه الحلويات هي حلويات محلية.
قبل عدة أيام من حلول العيد يتجمع جميع الأقارب والأصدقاء في بيت الجد الأكبر، إذّ يتولى شخص أو شخصان مسؤولية تجهيز الخروف التي عادة ما يتم تغطية جزء منه بأقمشة ملونة ومزركشة، فيما يأخذ البقية أطباق الحلويات والملابس وكل ذلك يتم على إيقاع الدف والأغاني الفلكلورية من قبل النسوة والفتيات المرافقات.
ويستقبل الشعب الأفغاني الضيوف يوم العيد بتقديم الشاي الأخضر مع الكعك والكيك، وعند خروجهم يتم إهداؤهم “الأوشحة والمناديل” عرفانًا وشكراً منها لهم لزيارتهم كما جرت العادة.
ومع اختلاف القوميات والقبائل التي تعيش معاً في دولة أفغانستان، تختلف العادات وطقوس العيد من مكان إلى آخر، ففي القرى والأرياف تكون هذه العادات أقل تعقيدًا مما تكون عليه في المدن، وتتميز بالبساطة لكنها محكمة بضوابط اجتماعية يسعى الجميع لتطبيقها كلًا حسب طاقته وإمكاناته.
عندما يزور الضيوف منزل الأقارب والأصدقاء والأصحاب في كل من مدينة بلخ وفارياب وجوزجان وقندوز وتخار وغيرها من المدن يغسلون يد الزائر بداية ثم يقومون بتقديم الحساء المصنوع من اللحم أو مأكولات أخرى معدة من لحم الأضحية.
ولكن مهما تباينت وتعددت التقاليد بين الولايات الأفغانية، فإنها تتكرز جميعًا عند نقطة واحدة مشتركة بينها، كما في سائر البلدان الإسلامية الأخرى، إذ يكون ذلك عبر الارتكاز على تبادل الزيارات الودية بين الأهل والأقارب، وعيادة المرضى وكبار السن والأحباب سواء المقربين أو البعيدين، وزيارة الأموات والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة عند القبور.