عادات وتقاليد عيد الأضحى في مصر

اقرأ في هذا المقال


يتفق عيد الأضحى المبارك في جميع الدول العربية والإسلامية بمظهر بارز ومعروف، وهو نحر الأضاحي، لكن ما يميز مصر عن الدول العربية والإسلامية عاداتها وتقاليدها الشعبية القديمة المتوارثة فيها، بينها أطباق قادمة من التاريخ العريق القديم، في صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك، المعروف بـ “العيد الكبير”.

زيارة المقابر في العيد في مصر:

هذه العادات والتقاليد التي أخذها الشعب المصري من آبائهم وأجدادهم القدماء، التي تحمل معها الفخروالاعتزاز.

وفي هذه العادة مرتبطة بحكايات أخرى مرتبطة بعيد الأضحى، حيث ورد في أحد القرى أن سكانها يذهبون يوم عرفة أو بعد العيد بيوم إلى المقبرة؛ لزيارة الموتى وتهئنتهم بالعيد، لكنهم يرفضون زيارتهم في صباح يوم العيد، كما كان يقوم الأجداد القدماء؛ لأن عدداً من العلماء المصريين قد حرَّموا هذا الأمر وقالوا إنه بدعة.

تلطيخ الأكفّ بدماء الأضحية في مصر:

هي إحدى عادات الشعب المصري في عيد الأضحى، وهي عبارة عن تعبئة كف اليد بدماء الأضحية وطباعتها على الجدران والسيارات المتواجدة في مكان الذبح، وهذه عادة قديمة توارثوها عن أجدادهم القدماء؛ اعتقاداً أنها تحمى من العين والحسد وتفدي السيارة وأصحاب المنزل من سوء القدر.

زيارة الأقارب في عيد الأضحى في مصر:

أما العادة الثالثة في مصر، فهي ترتبط بزيارة الأصدقاء المقربين في الصباح بعد صلاة العيد، وهذا يكون في ريف مصر وصعيده في الجنوب بشكل خاص.

يقوم الرجال والشباب من كل أسرة من الأسر المصرية، بعد الانتهاء من تأدية صلاة العيد، بالمرورعلى بيوت القرية جميعاً، والتي تكون قد فتحت أبوابها على مصرعيها لاستقبال المهنئين منذ الساعات الأولى للصباح، وتزيَّن أطفال كل بيت وارتدوا الملابس الجديدة؛ استعداداً لتلقي “العيدية”.

ولا تستغرق عملية المعايدة على كل بيت إلا بعض الدقائق، إذ يقدم فيها أصحاب البيت المستضيف للمهنئين الترمس المسلوق والمُملَّح، والفول السوداني وبعض الكعك الذي صُنع خصيصاً لهذه المناسبة. لكن تلك العادة لا تحدث في الغالب بالمدن الكبرى.

تعطير المصلين في عيد الأضحى في مصر:

وهناك عادة رابعة، تظهر بشكل كبير في القرى المصرية، وهي تعطير المصلين قبل ذهابهم لتأدية صلاة العيد جماعة، كنوع من أنواع الفرحة وتوثيق العلاقات الاجتماعية، وذلك بالوقوف أمام أماكن الصلاة والمساجد، وتعطير المصلين. ويقوم بعض الأشخاص باصطحاب زجاجات من العطور معهم قبل الصلاة أو بعد الانتهاء منها، ويقوم صاحب العطر بإهداء من هو بجواره بعض مَسحات من العطر على الأيدي.

العيدية لدى الشعب المصري:

أما العيدية فهي من العادات المعروفة في ريف مصر، حيث يقوم الرجال خلال وجودهم في المنازل للتهنئة بتقديم مبلغاً بسيطاً من المال للأطفال؛ ليتوفر معهم مال يمكنهم من التمتع في العيد بشراء الحلوى والألعاب، والاستمتاع مع الأصدقاء بركوب الدراجات أو الأرجوحة “المراجيح”. وفي بعض العادات، يقدم الأخوة الرجال لأخواتهم البنات، حتى لو كنَّ متزوجات العيدية كذلك، ويختلف قدر المال المقدَّم من أسرة لأخرى حسب مستوى الدخل.

الترمس والكعك والرقاق في أعياد مصر:

اعتادت النساء المصريات الاستعداد للعيد من خلال أنواع مميزة من التسالي، التي يتم تقديمها للضيوف يوم العيد، مثل الفول السوداني المُملَّح، ونقع الترمس الجاف في الملح والماء المغلي، ثم تصفيته وتقديمه، وكذلك خبز الكعك المحلَّى بالسكر والعجوة والملبن.

ويشترك كل من عيد الأضحى وعيد الفطر في الكثير من المأكولات السابقة التقليدية، بينما يتميز عيد الأضحى بخبز الرقاق، الذي يتم تحضيره خصيصاً ليؤكل مع شوربة لحم الأضحية، فيما يشبه الثريد.

تتبُّع دماء الأضاحي في مصر:

يظهر هذا التقليد لا سيما في المدن والقرى النائية، وهو تتبُّع الفقراء لعلامات الدماء وتجمُّعات الأضاحي، وعادةً ما يتجمع الفقراء والمحتاجون أمام منازل المدن التي اشتُهرت في أوساطهم بأنها اعتادت ذبح الأضاحي بشكل منتظم كل عيد أضحى، ويتجمع هؤلاء في وقت مبكر؛ لنيل لحوم تلك الأضاحي.

أما في القرى، فإن صاحب الأضحية يقوم بذبح الأضحية وتقطيعها إلى كميات صغيرة ما تقارب “كيلو” أو أكثر بحسب عدد أفراد عائلات الفقراء الذين يعرفهم ويعتزم توزيع الأضاحي عليهم، ويكتب على كيس من اللحم اسم العائلة التي سيقدَّم إليها، وينتشر أطفال وشباب عائلة المضحّي بين جنبات القرية؛ ليوزعوا لحوم الأضاحي على فقرائها في منازلهم يداً بيد مع التهنئة وتأكيد التعارف، قائلين: “هذه الأضحية من دار فلان الفلاني يا خالة.. وكل عام وأنتم بخير”، فيلهج لسان الفقراء بالدعاء للمضحّين.

كما لا يتوقف توزيع لحوم الأضاحي على المحتاجين والفقراء فقط، بل يتم توزيع ما يقارب نصفها على الأقارب والمعارف كذلك، ولكن غالباً يكون التوزيع خلال زيارات عائلية مباشرة.

الفتة والرقاق في عيد الأضحى في مصر:

في الصباح الأول من أيام عيد الأضحى المبارك، يجتمع أبناء الشعب المصري على مائدة لا تخلو من طبقين رئيسيَّين يعود أصلهما إلى العصر الفرعوني القديم.

الطبق الأول يطلق الآن عليه أسم “الفتة”، والثاني هو “الرقاق”، ولهما أثر في التاريخ المصري القديم، مع تزايد استعمال المصريين القدماء اللحم والخبز بأنواعه المختلفة في جميع أطباقه.

الفتة: هي طبق عبارة عن قطع الخبز المقطعة إلى فتات صغيرة مربعية الشكل، يكسوها أرز ومرق اللحم والصلصة الحمراء أحياناً.

الرقاق: هي طبق عبارة عن رقائق مصنوعة من دقيق القمح، تُغمر بمرق اللحم وتُحشى بلحم مفروم.

ويشار إلى أنها سُميت بهذا الاسم؛ لأنها تتكون من فتات الخبز والأرز وقطع اللحم المطبوخ، وكان يعتبرها ملوك الفراعنة أكلة رفيعة المستوى.


شارك المقالة: