عبد الملك بن مروان

اقرأ في هذا المقال


التعريف بعبد الملك بن مروان:

هو عبد الملك بن مروان بن أبي العاص بن أمية، يُكنَّى بأبو الوليد، أمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، ولد عبد الملك في سنة 24هـ في المدينة المنورة، وكان هو أول من سُمّي باسم عبد الملك، وكانت نشأته منذ ولادته إسلامية، إذ كان من عباد الله الزاهدين والفقهاء الحافظين القرآن والملازمين للمسجد، وكان أيضاً طالباً للعلم.

خلافة عبد الملك بن مروان:

في سنة 65هـ أقبل زعماء بني أمية وأمراء الجنود ورؤوس القوم، حيث سلَّموا عليه الخلافة في (دار الخلافة) في دمشق، حيث جاء بنفس اليوم نبأ وفاة مروان بن الحكم قبل أن يُكمل عامه الأول في الخلافة، وكانت بيعة عبد الملك مقررة، إذ قرر مروان بن الحكم الخلافة بعده لابنيه عبد الملك ثُمَّ من بعده لعبد العزيز، وذلك قبل وفاته بشهرين.

عبد الملك ووقعة الحُرَّة:

عندما أصبحت الخلافة ليزيد من بعد أبيه معاوية بن أبي سفيان، حدثت الكثير من الأحداث المحزنة، حيث كان عبد الملك في وقتها مقيماً بالمدينة المنورة، حيث أصاب الضرر أسرته بسبب تلك الأحداث؛ إذ ثار أهل المدينة وحاصروا بنو أمية في دار مروان، وأُخرجوا من المدينة ليعودوا مع الجيش، وحدثت حينها وقعة الحُرَّة.

حركة التوابين:

بعد واقعة كربلاء كانت كربلاء أكثر من تحسس وأحسَّ بمرارة الذنب بعد مقتل الحسين بن علي، فهم من ألحّوا عليه للخروج إلى العراق، وحين تولَّى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث لعبيدالله بن زياد يقرُّره على ما ولَّاه به مروان بن الحكم، وذهب عبيد الله للعراق وكان هدفه هو إجلاء ولاة عبدالله بن الزبير، لكن اضطر لتغيير خطته بسبب ظهور أعداء جدد وهم التوابون.
حيث كانوا يعقدون الاجتماعات بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي لبحثوا عن دراسة للموقف، وكان الغالب في هذه الجلسات هو التوبة والغفران، ثُمَّ قاموا بتجييش الناس وخرجوا من معسكرهم في النخيلة سنة 65هـ، وبعدها قرروا الذهاب للشام لمحاربة عبيد الله بن زياد باعتباره الرجل الذي أمر بقتل الحسين بن علي.

حركة الخوارج:

كان أول موقف سياسي للخوارج في العهد الأموي هو التحالف مع ابن الزبير في مكة المكرمة، لكن عندما اكتشفوا أنه مخالفٌ لهم بالفكر قرروا مغادرة مكة المكرمة، وبسبب الصراعات الداخلية التي حدثت بينهم انقسم الخوارج لأقسام:

  • الخوارج الأزارقة: بعد مقتل مصعب بن الزبير وحكم عبد الملك بن مروان احتلوا الأهواز وأخذوا يهددون البصرة والمناطق المجاورة.
  • الخوارج الصفرية: هددوا الكوفة منطلقين من الموصل في عام 76هـ، واحتلوا الكوفة والمدن بعد أن انتصروا على الجيش الأموي.
  • خوارج اليمامة: هاجموا البحرين وكان قائدهم نجدة بن عامر الحنفي سنة 65هـ ومناطق ساحلية أخرى للبحرين.

فتوحات الشمال الأفريقي في عهد عبد الملك بن مروان:

كانت الجبهة الأفريقية محوراً جدياً لسياسة الفتوح بعهد عبد الملك، حيث خاض المسلمين عدة حروب لتصفية البيزنطيين واخضاع البرابرة لسلطة الدولة الأموية، فبعد أن استقرت الأوضاع وجد عبد الملك وقتاً كافياً ليقوم بعمل في أفريقيا؛ حيث خشي من انعكاس نتائج التحالف بين البربر والبيزنطيين وما يمكن من أن يسبب هذا التحالف من تهديد لحدود الدولة الغربية.
وعهد عبد الملك لزهير بن قيس البلوي لقيادة الأمور العسكرية وأمره بالانتقام من كسيلة، وليستعيد الأراضي التي أخرج منها المسلمون بعد مقتل عقبة بن نافع، وبهذا تكون قد بدأت المرحلة الخامسة من الفتوحات الأفريقية. وبعد أن سمع كسيلة بن ملزم زعيم قبيلة أوربة البرنسية عن تقدُّم الجيش الإسلامي بقيادة زهير باتجاه القيروان، فاجتمع بجيشه واتفق معهم أن يذهبوا إلى ممش في جنوب شرقي جبال الأوراس، ولأنها على الماء؛ فإن هزموا المسلمين يذهبوا إلى طرابلس وتبقى لهم وإن انهزموا يتحصنوا بالجبال، وعندما علم قيس بخطة كسيلة، بقي لمدة ثلاثة أيام معسكراً بالقرب من القيروان؛ ليستريح الجيش ويستعد.
وبدأت المعركة بين المسلمين والبربر واشتدَّ القتال بينهم، ودارت الدائرة على البربر وحلفائهم الروم وسقط كسيلة قتيلاً، وعادت هيبة الإسلام في المغرب وقُضي على آمال الروم بالعودة إلى المغرب، وكانت هذه الواقعة نهاية المقاومة.

ولاية العهد ووفاة عبد الملك بن مروان:

في عام 85هـ أراد عبد الملك عزل أخوه عبد العزيز عن الخلافة ليعّين مكانه ابنه الوليد بن عبد الملك، على الرغم من أن مروان بن الحكم قد أعطى الخلافة لابنيه عبد الملك ثم عبد العزيز، لكن القدر قدد أراحه من هذا التعب بوفاة عبد العزيز، فأعطى الخلافة لابنه الوليد ثمَّ لسليمان من بعده، وفي سنة 86هـ توفي عبد الملك عن عمر يناهز 60 عاماً وكانت خلافته لمدة إحدى وعشرين سنة.


شارك المقالة: