ولد سنة 1258 في نفس اليوم الذي غزت فيه جحافل المغول مدينة بغداد وقتلت أهلها ودمرت معالم التحضر والحضارة فيها، حيث لا تتوفر الكثير من المصادر حول حياته المبكرة، لكن القليل منها المتاح ويشير معظمها إلى ولادته في مدينة سكود التي اتخذها والده عاصمة لإمارته، كما أن عدم توفر معلومات عن هذه المرحلة من حياته هو أن أقدم مصدر معروف عنها كتب بعد موته بنحو 100 سنة.
لمحة عن عثمان الأول
أطلق أرطغرل على ابنه الأصغر اسم عثمان على اسم الخليفة الراشد عثمان بن عفان أحد الصحابة المقربين للنبي محمد وأحد دعاة الجنة العشرة حسب العقيدة الإسلامية السنية، حيث إن الاسم الأصلي لمؤسس السلالة العثمانية كان في الواقع عتمان بناءً على كتابات المؤرخ الرومي جرجس، والذي كان معاصراً لعهد عثمان الأول.
كان أدنى أبناء أرطغرل عمراً وولادته كانت في بلدة سكود التي استولى عليها أباه، لكنه قال إن والادته هي حليمة خاتون، حيث نشأ مع شباب القبائل التركية الرحل فتعلم المصارعة والمبارزة في طفولته، وكذلك ركوب الخيل والرماية والصيد بالنسور لذلك كان أمهر إخوانه في ذلك مجال.
حياة عثمان الأول
تعلم مبادئ الدين الإسلامي وأصبح قريباً من مشايخ الصوفية وتأثر بهم، وفي مقدمتهم مُعلمه الشيخ إديبالي وانعكس ذلك في شخصيته وأسلوب حياته، حيث البعض يقول أنه ابن سليمان شاه ويُطلق على أرطغرل اسم غوندوز بي، ويضيف أنه من المرجح أن سليمان شاه هو ذكرى باقية لاسم فاتح الأناضول سليمان شاه بن قُتلُمُش الذي أسس سلالة السلاجقة في روما.
بعد الانتهاء من احتلال قلعة قراجة سار هو مع جنوده باتجاه شمال صقريا وداهم حصون جوينوك وعاد مع الغنائم، حيث في تلك الفترة كان قد تلقى تحذيراً من صديقه الروماني من أن مؤامرة سرية تحيك ضده من قبل أصحاب قلعتي بيلجاك ويار الذي دعا لاعتقاله وقتله في زفاف ابنه.
أرسل 40 من جنوده إلى الحفلة متنكرين بزي النساء وبمجرد أن هؤلاء دخلوا حتى كشفوا عن هويتهم وتمكنوا من أسر جميع المدعوين بمن فيهم العروسين وفتحوا القلعة علانية، حيث سعى عثمان للقضاء على صاحب إنجول من أجل منع إبرام أي تحالف آخر بين بقايا الإمارات البيزنطية في الأناضول، حيث أرسل أحد قادة جيشه لمحاصرة قلعة إنجول ثم انضم إليه وتمكن من احتلالها.