الدعوة العباسية وسقوط الدولة الأموية:
في عام 132 هجري سقط الحكم الأموي سقوطاً تاماً، واحتل بعدهم الخلافة بنو العباس، وكانت ثورة على بنو أمية خاصة وأن ينقلب الحكم الأموي إلى الحكم العباسي، وكان عام 98 هجري ذو أهمية في تاريخ الدولة الأموية وفي بدء الدولة العباسية، وبالرغم من أن محمد بن علي صاحب الدعوة العباسية في غاية من الذكاء والكفاءة، حيث كانت أعماله كفيلة للدلالة على ذكاءه.
حيث أن الوضع في الدولة الأموية، في ذلك الوقت كانت مليئاً بالثغرات، وكانت هذه التغرات كثيرة، وكان هذه المشاكل تجتمع باجتماع أعداء الدولة الأموية، وأن الدولة الأموية قد وجدت لأنفسها أعداءً كثيرين، ومنهم المهالبة اليمانيين، وقد جعلوا لأنفسهم أعداء منهم بعد أن تتبعوهم، وأيضاً من الموالي، حيث كانوا يدفعون مقداراً كبيراً من الضرائب، ولم يكونوا متساوون في التعامل مع العرب.
وكان مركز ضعف الدولة الأموية في خراسان والكوفة والحجاز، ولأن الحجاز كانت مركزاً للدعوة العلوية، ولكن لا يستطع العباسيون دخولها بسبب خوفهم من أن يعطل العلويين حركتهم، أما الكوفة كان ضعيفة نوعاً ما ولكنها مراقبة دائماً من العمال الأمويين، ولا يستطيعون المخاطرة بحركتهم قبل أن تشتد، وكان من الطبيعي أن يذهبوا لخراسان، حيث كانت الأوضاع غبر مستقرة بين اليمانيين والقيسيين.
وكان في خراسان الكثير من المضطهدين من الفرس والموالي ويريدون الحصول على حقوقهم، وأيضاً كان الأتراك يقومون بعمل غارات على المسلمين، وأخيراً كانت بعيدة عن الحكم الأموي ولا تصل إليها الأيادي الأموية، وكانت خراسان من أبرز المناطق اقتصادياً، وكان خراجها عالياً يقارب من خراج مصر، وكان أهلها من كثيرين الثوران، وكانت فكرة محمد بن علي ذكية وأن تكون أول حركة ضد الأمويين من خراسان.