علاقة الطبقة الاجتماعية بالخدمة الصحية في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


علاقة الطبقة الاجتماعية بالخدمة الصحية في علم الاجتماع الطبي:

تتكون الطبقة الاجتماعية من المواطنين الذين يمثلون عالماً منفرداً بهم، منشأ إما على الجوانب المادية أو العوامل المعنوية، وتربطهم سمات وعادات وأخلاق وأعراف وغايات كل طبقة عن الأخرى، حتى في طريقة حياتها وثقافتها المجتمعية تتفوق كل طبقة عن الأخرى.

فالترتيب أو السلم الطبقي للمجتمع اختلف من حضارة لأخرى في نفس الوقت، وفي الحضارة الواحدة باختلاف الزمن، فكانت أحياناً تصنف الطبقات نظراً للاعتبارات الموضوعة أو المعنوية وأيهما تغلب كالتالي:

1- في بعض الحضارات قسمت الطبقات من خلال مرجعية دينية أو عقائدية أو روحانية، باعتبار رجال الدعوى هم الطبقات الأولى.

2- في بعض الحضارات قسّمت الطبقات من خلال مرجعية اقتصادية مادية بحتة، كما هو الحال الآن في مجتمعاتنا المعاصرة، باعتبار الأشخاص الذين يمتلكون الأموال والتجار والصناعيين هم الطبقة الأولى.

3- في بعض الحضارات قسّمت الطبقات من خلال مرجعية أكاديمية علمية، كون المخترعين والأدباء والعلماء والأطباء هم الطبقة الأولى.

4- في بعض الحضارات قسّمت الطبقات من خلال مرجعية القائد المستبد والرهبة المحيطة بالقائد ومن يلحقهم من الوزراء ورجال الجيش والمسؤولين، وهذا كان في زمن الحضارات المسيطرة مثل الحضارة الفرعونية والرومانية.

تأثير الطبقة الاجتماعية على قضيتي الصحة والمرض:

معرفتنا بأسلوب وميزات واتجاهات وثقافة الطبقة الاجتماعية لكل أفراد المجتمع يجعل التخطيط لبرامج الصحة العامة ناجحة تحقق الهدف وتتعامل مع المعيقات بعلمية وبدراسة مستفيضة، وبالتالي المعرفة الأكيدة لثقافة كل طبقة ومن ضمنها الثقافة الصحية، لأنه بذلك يتم التخطيط لفائدة وأسلوب وكمية ونوع الخدمات الصحية التي تحتاجها أو تنقص عند كل طبقة، وبذلك تتوزع الخدمات مع توفير الجهد والمال والوقت.

والإصرار والثبات على أن الخدمة الصحية هي وقائية أو علاجية أو إنشائية، أو ثقافة صحية وعادات صحية، وإعطاء الخدمة مع إثباتنا من وصول الخدمة الصحية لمستحقيها وفي المدة الملائمة بأقل التكاليف، وبتحقيق غايات وطموحات المجتمع ككل.

من هذا الشيء نلاحظ أن البيئة الاجتماعية لطبقتي الريف والبادية والتي تنخرط تحتها أغلبية طبقات المجتمع واحدة ومشتركة في عاداتها وتقاليدها واتجاهاتها، بينما الطبقة الثالثة الحضرية متنوعة نوعاً ما في ثقافتها وعاداتها وتقاليدها واتجاهاتها والخدمات الصحية التي تحتاجها ومدى تحقيق غايات الصحة العامة.

المصدر: فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.


شارك المقالة: