اقرأ في هذا المقال
علاقة الطبيب بالمريض في علم الاجتماع الطبي:
يزداد الارتباط والعلاقة المنسجمة بين الطبيب والمريض مع مرور الوقت، حيث أنها تعد فقد جزء من عملية مركبة ساعدت إلى مدى بعيد في تحويل ذلك الارتباط.
ففي الشكل الكلاسيكي كان الطبيب لا يتلقى المريضين في البيئة الطبية للوصول إلى غايات علاجية فقط، بل كان يذهب إليهم إلى منازلهم وفي محيط عائلتهم، ولذلك فقد امتلك الخبرة والمهارة بمتنوع العلاقات والظروف البشرية، فهو يعرف اسلوب كيفية حياتهم وأخلاقهم واحتياجاتهم وماذا ينقصهم، وبإمكانه التصرف كما لو كان جزءاً من عائلتهم.
ففي وقتنا هذا يزور الطبيب المريض في منزله، مما يترتب عليه تحوّل مفهوم ومبيّن في المكانة الاجتماعية الذي يتصل بينهما خارج البيئة الطبية، كذلك فقد ازداد الاختلاف الاجتماعي وغموض المجتمع، فإن نرى الطبيب ينتسب إلى بيئة والمريض ينتسب إلى بيئات أخرى متنوعة، لا يكاد لديه مهارة مباشرة بهم، وربما كانت لديهم خلفياتهم الدراسية المتفاويته، أو يتعايشون في ظروف اقتصادية متفاوته، أو ينتسبون إلى أصول ثقافية غير ملائمة، لقد اختصر إدراك الطبيب إذن على شخصية المصاب، وأفرز التطوير العلمي والتكنولوجي في سوق الخدمات الطبية اختصاصات وتنوعات متفاوته لعمل الهيئات الطبية.
وتدل الدراسات في علم الاجتماع إلى المكانة التبادلية بين الطبيب والمريض، فيجب على المريض أن يثق ويصدق الطبيب وأن يلتزم بكافة تعليماته، وعلى الطبيب أيضاً أن يسخر ويرسخ كل معرفته الاختصاصية، وخبرته المتوفرة لعلاج المريض، وقد ساهمت مسؤولية الطبيب إلى التقلص من المعيقات والمشكلات المحتملة والموروثة في الدور الطبي، والتأكيد علا القيم المهنية، والمستويات الأدائية السوية.
أسلوب العلاقة بين الطبيب والمريض عند تالكوت بارسونز:
1- أسلوب الإيجابية السلبية:
وفيها يتعين على دور الطبيب بعمل موقف ما للمريض ﻹنقاذ حياته ومساعدته على تخطي الأزمة (الإيجابية)، بينما يتلخص دور المريض على الاستجابة، فهو لا يتمكن من الرد (السلبية)، ويتجسد هذا الأسلوب في حالات فقدان الحس، أو الغيبوبة أو الجرح الحاد.
2- أسلوب المساعدة والتعاون:
وفيه يشمل الطبيب المريض علماً بما يفعله من أجله في علاج المريض (المساعدة)، ويتعين دور المريض في استجاجة الأوامر وتنفيذ التعليمات الطبية، وذلم من أجل السيطرى على حالات العدوى والأمراض الحادة المزمنة.
3- أسلوب المشاركة المتبادلة:
ويشمل دور الطبيب في مساعدة المصاب على أن يساعد ذاته (المشاركة)، ويفسر المريض دوره في صورة مساهمة في عملية المشاركة (التبادل)، وغالباً يكون هذا الأسلوب في أغلبية حالات التحليل النفسي والأمراض الخطيرة.