اقرأ في هذا المقال
علاقة دولة الكويت بالقوى الأقليمية:
تميزت دولة الكويت بسياستها الخارجية وعلاقتها بالقوى الإقليمية والدولية بالسلم، فقد كانت حريصة كل الحرص على المحافظة عليه في علاقاتها، وكذلك اتبعت أسلوب الحياد وعدم دخولها في أي عداء مع القوى الإقليمية وكانت حريصة على عدم وقوفها ضد أي دولة، فلم تنخرط في الحروب إلا لتقوم بالدفاع عن نفسها، وكانت تسير على ذلك النهج لإيمانها بأنّ الحياد هو المرتكز الأساسي لضمان استمرار وجودها على الرغم من صغر مساحتها.
إنّ دولة الكويت كانت تهدف من النواة الأولى لبدايتها للحفاظة على التوازن في علاقتها مع القوى الإقليمية والقوى التي تحيط بها، وذلك يكون دون أن تحصل من تلك القوى على نص مكتوب، تتقيد من خلاله هذه القرى بضمان وجودها والمحافظة عليها إلا أنّ هذه السياسية نجحت في استمرارها وحافظت على وجودها بين القوى المتنازعة، فقد قامت دولة الكويت في ممارسة نوع من الاستقلال، في وقت كانت فيه محافظة على ولائها للدولة العثمانية ولابن خالد.
إنّ الازدهار والتطور الكبير الذي شهدته دولة الكويت أدى إلى انتباه القوى الإقليمية لها، حيث قامت دولة الكويت في تطوير اقتصادها بناءً على سياستها الخارجية، في وقت عانت فيه من قلة مواردها الطبيعية، فقد كانت الموارد المادية تنحصر في عملية التجارة وحركة النقل البحري والبري مع القوى المجاورة لها بشكل مباشر، وإنّ ذلك أدى إلى العديد من الآثار الإيجابية والسلبية في آن واحد.
وفي ذلك الوقت اتخذت العديد من القوى الإقليمية موقفاً معادياً من دولة الكويت، وكان ذلك بعد فشلها في منافسة موانئها التي أدت بشكل واضح إلى تطور وازدهار القرى فيها، مما أدى إلى تأثيرها على اقتصاد تلك الموانئ للقوى الإقليمية، لذلك اتجهت إلى مهاجمتها كلما سمحت لها الفرصة بذلك، كما استفادت الكويت مما أصاب بعض القوى الإقليمية، فقد سهلت الأوضاع الخارجية للكويت عملية النمو والتطور، وفي تلك الفترة ضعف الفرس والعثمانيين، مما أتاح الفرصة أمام القرى الصغيرة المتواجدة في سواحل الخليج العربي الشرقية والغربية ومنها الكويت أن تتطور دون خوف من خطر قوة أكبر منها.
لقد تواجدت دولة الكويت في منطقة النفوذ الخالدي في شرق الجزيرة العربية، فقد حرص بي خالد على نشر الأمن في جميع أرجاء المنطقة، حتى تعود بذلك على الدولة بالازدهار وتطور التجارة، حيث كانت التجارة هي المرتكز الأساسي لنهضة دولة الكويت وتطورها.
كما أسهم النشاط التجاري للشركات الأوربية في تطور عملية التجارة في الدولة، وكان ذلك في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، حيث تميز بقيام قوى إقليمية جديدة في شرق الجزيرة العربية مثل البوسعيد في عمان والقواسم وآل بوفلاح في كل من رأس الخيمة وأبو ظبي في ساحل عمان والخليفة في البحرين وآل صباح في الكويت إضافة الى وجود بني خالد في الأحساء، وكان ذلك في فترة ازدياد النشاط البريطاني وتدهور النشاط الهولندي.
علاقة دولة الكويت بالقوى الإقليمية في شرق الخليج العربي:
لم يكن للفرس قوة بحرية تستطيع من خلالها الوقوف ضد دولة الكويت، وفي ذلك الوقت كانت الحروب القائم بين القوميات المختلفة مستمرة بين وقت وآخر، فقد كانت كل قوة من تلك القوميات تستعرض ما تملكه من قوة في وجهه الجهة المعادية لها، وكان ذلك بسبب مطالبها أما للاستقلال الذاتي لها أو للانفصال بشكل فردي.
لقد استمرت العلاقة الرابطة بين الساحل الشرقي من الخليج العربي الذي كان مقراً للعرب الذين كانوا على تواصل مستمر بعرب شرق الجزيرة العربية، وفي ذلك الوقت رغب نادر شاه أن يبسط نفوذه على ساحل شرق الخليج العربي، فلم يكن أمامه إلا الاعتماد على قواته البرية من الفرس، فقد كان يرغب في بسط نفوذه خارج حدود إيران، فقد اعتمد على ضباط من الفرس لذلك، وهو بهذا قد عمل على استبعاد العرب من القوات البرية، بحيث أُسند إليهم أعمال أخرى، وكان ذلك السبب الأساسي لفشل سياسته التي كانت تهدف إلى السيطرة على مياه الخليج العربي.
وفي ذلك الوقت كان هناك ثلاث قبائل عربية، كانت لها طابع سياسي قوي في جنوب إيران في القرن الثامن عشر وهم عرب بوشهر وحاكمهم الشيخ نصر آل مذکور، يتنسب إلى عرب المطاریش العمانية، ثم عرب ميناء ريق الذين يسكنون في الشمال من بوشهر، ثم بني كعب ومقرهم الدوري.