علاقة دولة الكويت مع عرب بوشهر:
في عام 1753 استولى عرب بوشهر على البحرين، وفي تلك الفترة قدم العتوب إلى منطقة الزبارة في عام 1766، فقد كان الشيخ نصر ينتمي إلى قبيلة المطاريش، التي حكمت بوشهر في أثناء قدومها من عمان، فقد كان يملك أسطول يتمتع بالقوة الكبيرة، والذي تمكن من خلاله المحافظة على بقاء البحرين تحت نفوذه.
تعددت الأسباب التي دفعت عرب بوشهر للوقوف بوجه العتوب، فكانت هناك مجموعة من الأسباب التي جمعت لدى حلفائهم من بني كعب، وذلك أنّ عرب بوشهر من المطاريش كانوا الأكثر تأثراً في فترة الازدهار التجاري الذي حققته مدينة البصرة، بعد انتقال نشاط شرکه الهند الشرقية البريطانية، بالإضافة إلى تأثرهم بازدهار التجارة في دولة الكويت التي شكلت أحد أبرز منافسيهم.
وبذلك الوقت انهارت تجارة بوشهر، لذلك بدأت بوشهر تقلق من دولة الكويت، وكانت تنتظر سماح الفرصة لتقوم بالهجوم عليها، وكان ذلك الدافع الأساسي لمخالفتها إیران وعربستان ضد الكويت، وقيامها في الوقوف بجانب الأخرين في هجومهم على دولة الكويت أثناء معركة الرقة.
وفي ذلك الوقت لجأ الشيخ نصر إلى العتوب في دولة الكويت، وقام بطلب المساعدة منهم في فتح البحرين عام 1753، بالمقابل قيامه في مساعدتهم في دفع الضرائب، ولكنّ الحكام في دولة الكويت قاموا برفض ذلك، وذلك أدى إلى زيادة عداء عرب بوشهر للكويت، وعلى الرغم من إنّ بوشهر لم تقم بأيّ هجوم بشكل مباشر على دولة الكويت، إلّا أنّها ساعدت حلفاءها عربستان في هجومها على السفن الكويتية، التي كانت تتواجد في الخليج العربي، تعمل على نقل التجارة والأفراد.
وفي تلك الفترة كانوا حكام دولة الكويت ملتزمين في البعد عن المعركة التي وقعت بين الزبارة والبحرين، ويعود ذلك السبب إلى أنّهم كانوا ينتظرون الهجوم عليهم من قبل بوشهر، وذلك بسبب قربهم من عربستان وبوشهر، بالإضافة إلى إنّ خبر هجوم بوشهر على الزبارة قد وصلتهم متأخرة؛ لأنّهم ألقوا القبض على مركب تابع لبوشهر.
وفي تلك الفترة تلقى ابن الشيخ نصر المسؤول عن التصرف بشؤون البحرين، أن يقوم بالدفاع عن الجزيرة حتى يتمكن والده أن يساعده بذلك. ويبدو أنّ اسطول الكويت كان يتكون من مراكب كبيرة وبعض المراكب الصغيرة التي كانت مسيرة في طريقها إلى الزبارة لتقوم بمساعدتها.
علاقة دولة الكويت بعرب ريق:
ظهرت عرب ريق في الشمال من بوشهر، حيث کان شیخها يتمتع بنفوذ كبيرة تمتد إلى خارج إطار حدود مشيخته، بالإضافة إلى القرى المجاورة لها، والبعض ذكر إنّ نفوذه يمتد إلى أماكن أخرى، وفي عام 1753 قام شيخ ريق بمساعدة شيخ بوشهر في عملية احتلاله البحرين، وكان يرى العديد أنّ سبب تلك المساعدة ترجع إلى أنهم ينتميان إلى أصول واحدة مشتركة من القبائل العربية التي قدمت من عمان.
لقد قام الشيخ بدور وطني كبير في أثناء وقوفه ضد الاستعمار الأوربي وتحرير أقسام من مشيخته من الاحتلال الهولندي والبريطاني والقرى المتعاونة معهم مثل الإيرانيين والعثمانين، وبعد مدّة قصيرة من اقامة الهولنديين في جزيرة خرج حدث خلاف بين رئيسها البارون کنبهارزن والشيخ ناصر، بعد أن رفض الأول أن يزيد الإبحار حسب ما نصت عليه اتفاقية تأجير الجزيرة للشركة الهند الشرقية الهولندية، ممّا أحدث عداوة بينهم استمرت حتى عام 1758.