اقرأ في هذا المقال
- علاقة هشام بن عبد الملك مع أولاده
- علاقة هشام بن عبد الملك مع ولي عهده الوليد بن يزيد
- علاقة هشام بن عبد الملك مع أعضاء الأسرة المروانية
علاقة هشام بن عبد الملك مع أولاده:
يقول ابن عبد ربه: إن هشام بن عبد الملك خلَّف ستة عشر ولداً وهم: مسلمة، معاوية، سليمان، خلف، محمد، عبد الله، سعيد، مروان، يزيد، منذر، إبراهيم، يحيى، قريش، الوليد، عبد الملك، عبد الرحمن، أما قول الأيوبي وابن قتيبة أنهم عشرة أولاد فقط، فاختلفت الروايات في عدد أبنائه؛ وذلك لأن البعض منهم كان مغموراً وليس لهم شأن كبير في الدولة الأموية.
وقد عمل هشام على تربية أولاده تربية حسنة طيبة، وقام بإحضار الأساتذة والمؤدبين ليعلموهم، وكان يقتص من أولاده عندما يخطئون ويعتدون على أحد، ويعاقبهم في حال تركوا صلاتهم أو عندما يقومون بأ يفعل خاطئ، وكان يريد من تربية أولاده وتدريبهم وإعدادهم للحياة ليكونوا قادرين على حمل المسؤولية، وكان يقوم بإسناد بعض الواجبات إليهم كإمارة الحج، فقد قام بإسناد الحج لكل من سليمان ويزيد ومسلمة ومحمد.
كما كان هشام بن عبد الملك يجعل أولاده يشتركون في الحروب، ويجعلهم قادة لبعض الجيوش، فكان معاوية بن هشام قائداً للصوائف عشر مراة متصلة، كما أن العديد من أولاده اشتركوا في قيادة الحروب والغزوات، ومنهم مسلمة ومحمد ووسعيد وإبراهيم وسليمان، ولم يسجل التاريخ أي شيء لأبناء هشام وأحفاده بعد سقوط الدولة الأموية، ما عدا حفيده عبد الرحمن بن معاوية بن هشام وهو المسمى بعبد الله الداخل.
علاقة هشام بن عبد الملك مع ولي عهده الوليد بن يزيد:
كانت العلاقة بين هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد الملك تسير بشكل حسن، وكان الوليد شخصاً مكرماً ومعظماً ومقرباً كثيراً من هشام، ولكن بعد أن ظهرت بعض التصرفات السيئة والتي تدل على سوء الأخلاق من الوليد، بدأت الفجوة تبرز بينهما، فبدأ هشام يتغير عليه وحاول أن يخلعه عن ولاية العهد، وأن يجعل مسلمة بن هشام ولياً للعهد، ولكن رفض الوليد أن يخلع نفسه، كما رفض مسلمة ولاية العهد.
ولم يكن الوليد بن يزيد من الأشخاص ذوي الأخلاق العالية، كما أنه لم يكن مؤهلاً لأن يكون ولياً للعهد، ألا أنه هو ولي العهد الشرعي إذ كانت ولاية العهد في الدولة الأموية لا تستند للكفاءة والقدرة على تحمل المسؤوليات، أو أن يكون ولي العهد مضطلعاً على كافة الأمور، فقد كان خلفاء الدولة الأموية يسعون لجعل أوادهم ولاةً للعهد بأي طريقة؛ بغض النظر عن مؤهلاتهم وقدرتهم لتولي هذا المنصب المهم.
أثر ذلك على مستقبل الدولة الأموية، فقد كان الوليد بن يزيد بن عبد الملك لا يتورع في تعاطي بعض المحرمات، وكان هشام بن عبد الملك ينكر عليه ذلك، وكان ذلك لمصلحة الدولة الأموية واستمرار المحافظة عليها وعلى قوتها، ولهذا عمل على خلعه حتى يضع من هو أكفأ منه ويستطيع تدبير شؤون الدولة.
وصلت العلاقة بين هشام بن عبد الملك وابن أخيه الوليد أن يعنفه أمام الناس، وعندما اشتد الجفاء خرج الوليد مع البعض من ذويه وخاصته ونزل بالأزرق على ماء له في الأردن، وجعل كاتبه عياض بن مسلم عند هشام؛ حتى ينقل له الأخبار أولاً بأول، فغضب هشام من عياض وضربه وسجنهوقطع الأرزاق عن الوليد، وبعد أن استقر وضعه في الأزرق أرسل لهشام بأن يرد ما قطع عنه من مخصصات لكن هشام لم يجبه.
كما أن الوليد سأل هشام بأن يخرج مؤدبه عبد الصمد بن الأعلى الذي اتهمه هشام بأنه أفسد أخلاق الوليد فأخرجه، كما كتب الوليد لهشام يعاتبه على تصرفاته وطلب منه أن يوفد عياض بن مسلم إليه، ولكن هشام لم يسمع قوله فظلَّ الوليد مقيماً في البرية حتى وفاة هشام بن عبد الملك.
علاقة هشام بن عبد الملك مع أعضاء الأسرة المروانية:
كان الخليفة هشام بن عبد املك يعتمد على أفراد أسرته كثيراً، ويولي البعض منهم أموراً خطيرة مثل قيادة الجيوش أو ولاية الأقاليم، فقد قاد مسلمة بن عبد الملك العديد من الجيوش، كما أنه قد أعطاه ولاية أرمينيا وأذربيجان في عام 113هـ، أما ابن عمه مروان بن محمد قاد العديد من الجيوش المهمة وكانت له انتصارات رائعة في ميادين القتال، بالإضافة أنه أعطاه ولاية أرمينيا وأذربيجان والجزيرة بعد أن تم عزل مسلمة، كما أنه كان والياً على مصر أيضاً.
كما أنه أعطى قيادة إحدى الحملات ضد البيزنطيين لأخيه سعيد بن عبد الملك، وكان من علو مكانة مسلمة بن عبد الملك وجلال قدره عند هشام أنه إذا مشى يمشي بموكب، كما كان هشام يفرض الغزو والجهاد على من يأخذ العطاء من بني مروان، وكان منهم يخرج للجهاد والبعض الآخر يُخرج بدلاً.