علم الاجتماع عند انطونيان كوندرسيه

اقرأ في هذا المقال


علم الاجتماع عند انطونيان كوندرسيه:

شرح كوندرسيه مسيرة تقدم الإنسانية في كتابه الشهير شكل تاريخي لتقدم العقل البشري عام 1774م، موضحاً تطور الإنسانية في خط ثابت نحو الأمثل والأحسن والتمام، من خلال مراحل محددة، ويعتقد أن الثقافة والتربية والتعليم هي القاعدة الأساسية في تحقيق التقدم والنهوض بالمجتمع مع الاهتمام بدراسة المواضيع الأخلاقية والطبيعية.

والتقدم عنده عبارة عن تجميع للمعارف العلمية وتطبيقها، وهي تساعد على التعجيل بتحسين مستوى الإنسانية، وما دامت الاكتشافات مستمرة فإن صفة الكمال للجنس البشري ستبلغ حداً كبيراً.

ودافع كوندرسيه عن مبدأ تكافؤ الفرص وهاجم الرق والتعصب العنصري، وهو فيلسوف الثورة الفرنسية ودعا للحرية في كتابه الملخص لتقدم العقل البشري، وله نظريات في الحرية والمساواة ونظرية في التقدم الإنساني وأن العقل الإنساني هو أساس التقدم كما نادى بأن التطور حتمي.

وقسم التاريخ البشري إلى عدة مراحل ابتداء من الجماعات الإنسانية الأولى ثم مرحلة الرعي والحيوانات ثم مرحلة الاستقرار والزراعة والصيد، ثم اختراع الكتابة وما تلاها من مرحلة الاختراعات وانتشار العلوم كالطب والفلك والتشريح ثم مرحلة التقدم عند اليونان والرومان.

مراحل التاريخ البشري عند انطونيان كوندرسيه في علم الاجتماع:

1- المرحلة الطبيعية، وهي المرحلة التي عاشتها الإنسانية في البداية والتي تقوم على الصناعات البدائية.

2- مرحلة الرعي واستئناس الحيوان.

3- مرحلة الزارعة وفيها بدأ الإنسان يستقر ويتأمل في مظاهر الحياة.

4- مرحلة الحضارة اليونانية وقد تم ظهور المدينة فيها عند اليونان كوحدة سياسية، وقد وصلوا إلى الرقي الحضاري وتحري الديمقراطية.

5- مرحلة الحضارة الرومانية وقد ظهرت فكرة الإمبراطورية والنزعة الرومانية العلمية، وفكرة الوحدة القانونية التي ألزمها الرومان على الشعوب الواقعة تحت سيطرتهم.

6- مرحلة العصور الوسطى المسيحية، وهي تبتدئ من سقوط الإمبراطورية الرومانية عام 476م، وتنتهي بنهوض الحروب الصليبية وقد بين فيها حدة الصراع بين السلطتين.

7- مرحلة الإقطاع في النصف الثاني من العصور الوسطى، وقد بيّن فيها الظلم من جانب الحكام والمحاربين بين رجال الدين، وبيان طبقة غنية على حساب الطبقة الفقيرة.

8- مرحلة اختراع الطباعة، وتصل من القرن الخامس عشر حتى بداية القرن السابع عشر وقد تميزت هذه المرحلة بالنهضة الفكرية نتيجة لاختراع الطباعة التي سهلت انتشار الكتب والأفكار عموماً وقد انتشرت الحركات النقدية والفلسفية وصاحب ذلك قيام حركة الإصلاح الديني التي ساهمت بتدعيم الديمقراطية، وانتشار الآراء الاشتراكية الخيالية التي أدت في النهاية إلى قيام الحركات الاجتماعية ضد استبداد الحكام والكنيسة.

9- مرحلة الثورة الفرنسية، وكان كوندرسيه يقوم لاعتبارها بأنها عصر الحرية وإعلان حقوق الإنسان.

10- مرحلة الآمال أو مستقبل البشرية، ويستدل عليها كوندرسيه من دراسة الماضي والحاضر للبشرية، لهذا يمكن التوقع بما تؤدي إليه هذه البشرية، ويتحقق تطور وارتقاء ذاتي للفرد، وتعم فيها المساواة بين الأمم وفي هذه المرحلة تكون الإنسانية قد حققت أفضل مراحل التقدم بتحقيق الغايات التي تسعى إليها.

ويلاحظ من تقسيم كوندرسيه بأنه تاريخ اجتماعي للمجتمعات الأوروبية بصفة خاصة محاولاً تعميم ما حدث في أوروبا على العالم بأسره، وقد انفرد غيره من فلاسفة التاريخ ببحثه في مستقبل الإنسانية، واستقراء ما ستكون عليه، وقد كان متفائلاً في نظرته لهذا المستقبل.


شارك المقالة: