التعاقب الدوري للحضارات في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التعاقب الدوري للحضارات عند جيامباتيستا فيكو:

يعد من الفلاسفة الذين كتبوا عن التعاقب الدوري للحضارات، وقد تأثر فيكو بفلسفة ابن خلدون، وتأثر شبنغلر بهما، ويعتبر فيكو المكوّن الحقيقي لفلسفة التاريخ في القرن الثامن عشر، وعندما بدأ مشواره وجد أمامه فلسفة ديكارت حيث طعن بها.

وقبل كل شيء كان مفكر اجتماعي وقال فيكو أن العناية الإلهية تتدخل في الأزمات وحالات الفوضى بظهور بطل، وقال أن التعاقب الدوري يتماشى وفق مخطط حتى يصل إلى الأعلى، وإن العناية الإلهية أرادت أن يكون التاريخ البشري المجتمعات على نحو ما هو عليه، وسمحت بظهور الأبطال، وكان لفيكو فلسفة عميقة اتخذها بعض الفلاسفة مثل شبنلغر وتويني أساساً لدراساتهم.

وقد عدل في كتابه مبادئ علم جديد، تاريخ نمو المجتمعات البشرية فجزئها إلى ثلاث مراحل متتالية.

مراحل تاريخ نمو المجتمعات البشرية عند فيكو في علم الاجتماع:

1- المرحلة الإلهية:

وهي المرحلة التي يحدث فيها الرعب من غير سبب معروف ويتجبر فيها رجال الدين والكهنة.

2- المرحلة البطولية:

التي يتحكم فيها الأشخاص وتتضمن بالعائلات الرومانية الأبوية الكبيرة، التي تتضمن بدايات نمو الفلسفة والمذاهب الأدبية والفنية.

3- المرحلة البشرية:

وهي المرحلة العليا في النمو الحضاري، حيث تحدث فيها الحرية والأفكار الديمقراطية، وفي هذه المرحلة نمت الحقوق المدنية والسياسية، التي أنهت على الاختلافات الطبقية فيها.

الدراسات الاجتماعية التاريخية عند أوزولد شبنغلر:

مثل العالم الألماني اوزولد شبنغلر اتجاهاً خاصاً في الدراسات الاجتماعية التاريخية، وفي نظرية التحول الدوري الجزئي ضمن إطار النظريات الكلاسيكية في التغير الاجتماعي وقد أحدث كتابه تدهور الغرب الذي وضعه عام 1918 ضجة كبيرة في عشرينات وثلاثينات هذا القرن، وكذلك كتاب الدولة الذي نشره عام 1933، يشرح فيه حقيقة الدولة، وتطورها التاريخي، وأنها ذات ثقافة تنصهر فيها تجربة المجتمع.

يفترض شبنغلر أن التاريخ ليس إلا حضارات لا اتصال بينها ولا أسباب لقيامها، وإنما تستجيب كل حضارة بمجرد نهوضها لدورة حياة بيولوجية.

وقد ركز بإنشاء الثقافة وأنواعها ونموها، ونظريته في التحول الدوري مبنية على أن الثقافة خاصية للمجتمعات، وأن لكل مجتمع ثقافته المنفردة به، وبالتالي فإن عملية التحول لا تكون واحدة في المجتمعات كافة، وإنما لكل مجتمع نمطه الخاص في الغير وفق ثقافته، ومؤكداً أن العلاقات المتبادلة بين الثقافات ليس لها أهمية تذكر في عملية التغير، وأن لكل ثقافة طابعها المميز في الشكل والجوهر.


شارك المقالة: