أنواع ضحايا الجريمة

اقرأ في هذا المقال


علم الضحايا هو دراسة خصائص الضحايا وعلاقتهم بالجاني ونظام العدالة الجنائية والآثار التي تحدثها الأفعال غير القانونية عليهم، وعادة يتم تصنيف دراسة علم الضحايا كفرع من علم الإجرام، ومع ذلك هناك تمييز ضروري بين مجالين الدراسة، وبدلاً من دراسة الضحايا يركز علم الجريمة على دراسة الجريمة والمجرمين والسلوك الإجرامي، وهذا التمييز مهم لأنّ علماء الإجرام يميلون إلى دفع الضحايا إلى جانب الطريق على الرغم من أنّهم على نفس القدر من الأهمية في وقوع جريمة ما، وهذا هو المكان الذي تدخل فيه أنواع مختلفة من علم الضحايا ودراسة دور الضحية في ارتكاب جريمة.

من هي الضحية في علم الجريمة

يمكن تعريف الضحية بأنّه دراسة ضحايا الجريمة وعلاقتها بالجاني، وعندما يكون علم الإجرام هو دراسة الجريمة نفسها فإنّ أفضل وصف لعلم الضحايا هو دراسة ضحية الجريمة، وبشكل عام يفحص مجال علم الضحايا بشكل نقدي ضحية الجريمة ومرتكب الجريمة والجاني، فقد جادل العلماء حول دقة النهج الأولي في تعريف الضحية حيث تقدم مجال علم الضحايا وفصل نفسه عن علم الإجرام، وأفسح خلافهم حول أسباب الإيذاء المجال لأنواع مختلفة من الإيذاء.

تشرح الأنواع المختلفة للإيذاء سبب تمتع أفراد معينين بفرص أكبر في أن يتم استهدافهم من قبل مجرم، وتحلل الأنواع عوامل مختلفة مثل سلوك الضحية والتفاعل والعلاقة مع الجاني ووضعهم الاجتماعي لتحديد معدلات الإيذاء، حتى أنّ علم الضحايا العام ينص على أنّ دراسات علم الضحايا يجب ألّا تقتصر على ضحايا الجريمة ويجب أن يكون لها نطاق أوسع، وتخلق أنواع علم الضحايا مجالًا متنوعًا للدراسة يفحص الضحايا من وجهات نظر مختلفة لاستخلاص الحقيقة حول أسباب ومخاطر الإيذاء.

أنواع علم الضحايا

يأخذ علم الضحايا أشكالًا مختلفة من الدراسة بما في ذلك علم الضحية الجنائي والعام والنظري والنقدي، وكل نوع يدرس الضحايا من منظور مختلف في محاولة لفهم سبب وقوع الناس ضحايا، وتميل معظم أنواع علم الضحايا إلى التركيز على ضحايا الجريمة وخصائصهم وعلاقتهم بالجاني وتأثيرهم على حدث الجريمة ودورهم في نظام العدالة الجنائية.

الضحية الجزائية

يتماشى علم الضحية الجنائي الذي يُطلق عليه أيضًا النهج التفاعلي مع عمل فون هنتيج ومندلسون، فهي تنظر إلى الضحايا بصرامة من منظور قانوني والإيذاء محدد في القانون الجنائي، ودور الضحية في نظام العدالة الجنائية وكيفية تفاعل الضحية والجاني في ارتكاب جريمة.

يفحص النهج التفاعلي الزوجين العقابيين المتورطين في حالة ارتكاب جريمة، ويعرّف المتفاعلون الزوجين الجنائيين على أنّهما الفاعلان المتورطان في جريمة وهما الجاني والضحية، كما إنّهم يعتقدون أنّه يجب أن يكون هناك طرفان كلاهما ضروري لحدوث جريمة.

كما يختلف العديد من علماء الضحايا المعاصرين مع هذا المنظور ويرفضونه لإلقاء اللوم على الضحية، وعلى وجه التحديد يعتقدون أنّه من غير الأخلاقي القول بأنّ الضحايا في قضايا الاعتداء الجنسي لعبوا دورًا في الاعتداء، مما يجعل هذا النهج في التعامل مع علم الضحايا مثيرًا للجدل إلى حد كبير، ومع ذلك يمكن دائمًا اعتبار علم الضحية الجنائي نقطة البداية في المجال حيث طور علماء آخرون أساليب محسنة بمرور الوقت.

علم الضحايا العام

يعتقد العديد من علماء الضحايا أنّ تعريف الضحية الجنائي للضحية ضيق للغاية، ويعتقدون أنّ الإيذاء لا يقتصر على الأحداث الإجرامية، ويأخذ علم الضحايا أو الانتصار بشكل عام نهجًا أوسع لدراسة الضحايا وخارج نطاق نظام العدالة الجنائية.

دراسة الانتصار هي دراسة جميع الضحايا، ويعتقد العلماء الذين يؤيدون هذا النهج أنّه لا ينبغي قصر مصطلح الضحية على ضحايا الجريمة لأنّ المجرمين ليسوا الكيانات الوحيدة التي يمكنها استهداف الأفراد، ويدرس علم الضحايا العام خمس فئات من الإيذاء: الكوارث الذاتية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية والطبيعية، وتفتح هذه الفئات دراسات علم الضحية للضحايا خارج نظام العدالة الجنائية وأنواع الضحايا التي يكون البحث فيها ضئيلًا بدون إدراجها.

يسعى المصير إلى فهم الضحية العامة وهو الفرد الذي أصيب جسديًا أو عاطفيًا أو ماليًا من قبل فرد أو حدث أو منظمة أو حدث طبيعي، ومن خلال دراسة وفهم الضحية العامة ويمكن لعلماء الضحايا تطوير طرق العلاج والوقاية والتخفيف من آثار الجريمة بغض النظر عن السبب.

علم الضحايا النظري

علم الضحية النظري هو امتداد لعلم الضحية الجنائي، ويحاول شرح تأثير الضحية على الجريمة من خلال التحليل وجمع البيانات وتطوير النظريات، ويعتقد علماء الضحايا النظريون أنّ سلوك الضحية والدور الذي تلعبه في الجريمة ديناميكي، ولذلك لا يمكن للأفكار التي عفا عليها الزمن والتي كانت موجودة في هذا المجال لعقود من الزمن أن تفسر.

ابتكر الخبراء العديد من النماذج النظرية من خلال هذا النهج، فتحاول النماذج شرح الاختلاف في المخاطر والتوازيات بين سلوكيات الضحية وسبب تكرار الإيذاء، وتركز النماذج النظرية المطورة على التركيبة السكانية المختلفة للضحايا والتفاعلات والعلاقات بين الضحية والجاني.

تندرج النماذج النظرية للإيذاء عادة في واحدة من فئتين عامتين، وتركز نماذج الفرصة على فرص ارتكاب الجرائم بدلاً من الدافع الإجرامي عند شرح سبب وقوع الأفراد ضحايا، وبعد ذلك تنظر نماذج التفاعل إلى العلاقة بين الضحية والجاني والتفاعل عند محاولة شرح سبب الأحداث الإجرامية.

علم الضحايا الحرج

علم الضحايا الحرج هو أحدث نوع من علم الضحايا، ويحاول هذا النهج فهم البيئة الاجتماعية واسعة النطاق التي تحدث فيها الجريمة بدلاً من الأنواع الأخرى من علم الضحايا التي تركز بشكل أساسي على العلاقة بين الضحية والجاني، ويدرس علماء الضحايا الناقدون كيف أنّ بعض المجموعات مثل النساء والطبقة الدنيا والأقليات العرقية معرضة بشكل أكبر لخطر الإيذاء.

يعتقد علماء الضحايا الذين يتبعون هذا النهج أنّ المجتمع منظم بحيث يعرض مجموعات معينة لخطر أكبر بدلاً من الضحية التي تؤثر على السلوك الإجرامي، فالرجل المتشرد على سبيل المثال لديه فرصة أكبر للوقوع ضحية من عامة الناس، بينما يمكن القول أنّ المشرد يعرض نفسه للخطر بالنوم في الشارع فليس من المنطقي أن نأخذ أفعاله فقط في الحسبان، ويأخذ علماء الضحايا الناقدون الصورة الكبيرة في الحسبان عند تحليل سبب تعرض الفرد للإيذاء، كما إنّهم ينظرون إلى العوامل الهيكلية التي ساهمت في وجود الفرد في هذا الموقف وكيف تتسبب في زيادة فرصة أن تصبح مجموعات معينة ضحية.

يحاول علم الضحايا الناقد الابتعاد عن ميول إلقاء اللوم على الضحية في الأساليب الأخرى من خلال شرح كيفية مساهمة القوى الاجتماعية في احتمالية تعرض الفرد للإيذاء، ومن خلال الابتعاد عن النظريات القائلة بأنّ ضحايا الدولة يشاركون المسؤولية عن جريمة ما فإنّ هذا النهج يعترف بالحاجة إلى حقوق الضحية في نظام العدالة الجنائية إذا كان مجتمعنا يريد أن يرى تحسنًا في معدلات الإيذاء.


شارك المقالة: