علاقة علم الضحية في علم الإجرام

اقرأ في هذا المقال


يركز علماء الضحايا أو الإيذاء على مجموعة من القضايا المتعلقة بالضحايا بما في ذلك تقدير مدى الأنواع المختلفة من الإيذاء وشرح سبب حدوث الإيذاء لمن أو ماذا، وآثار وعواقب الإيذاء ودراسة حقوق الضحايا داخل النظام القانوني، ومجالات مختلفة من الإيذاء هي أيضا ذات أهمية، ويتميز علم الضحايا بأنّه مجال متعدد التخصصات ويركز الأكاديميون والممارسون والدعاة في جميع أنحاء العالم من مجالات علم الإجرام والاقتصاد وعلوم الطب الشرعي والقانون والعلوم السياسية والصحة العامة وعلم النفس والعمل الاجتماعي وعلم الاجتماع والتمريض والطب على محنة الضحايا.

ما هو علم الضحايا

علم الضحايا هو فرع من فروع علم الإجرام يدرس علميًا العلاقة بين الطرف المتضرر والجاني من خلال فحص أسباب وطبيعة المعاناة المترتبة على ذلك، وعلى وجه التحديد يركز علم الضحايا على ما إذا كان الجناة غرباء تمامًا أو مجرد معارف أو أصدقاء أو أفراد من العائلة أو حتى مقربين ولماذا تم استهداف شخص أو مكان معين، وقد يؤدي الإيذاء الجنائي إلى تكاليف اقتصادية وإصابات جسدية وأضرار نفسية، و الحقل نفسه هو مجال فرعي لعلم الإجرام ويستخدم البيانات سواء المراجع التجريبية أو النظرية لاستخلاص استنتاجات حول ضحايا الجرائم.

ويعد علم الضحايا بمثابة دراسة علمية للآثار النفسية للجريمة والعلاقة بين الضحايا والجاني، بحيث يفحص أنماط واتجاهات الضحية، كما يدرس كيفية تفاعل الضحايا مع الشرطة والنظام القانوني، ويحلل كيف تؤثر عوامل الطبقة والعرق والتوجه الجنسي على تصور الضحية من قبل مختلف المكونات بما في ذلك الجمهور ونظام المحاكم ووسائل الإعلام، وهناك أطراف في الجريمة بحيث تتمثل بالجاني والمرجم والمجني علية، ويكون الضحية المجني عليه ومن الممكن أن يكون الجاني والمجرم من ضحايا الجريمة.

ضحية الجريمة

يتم تعريف ضحية الجريمة قانونًا على أنّها الشخص الذي تعرض لأذى جسدي أو جنسي أو مالي أو عاطفي نتيجة لجريمة، ويُعرّف الجناة بموجب القانون على أنّهم الفرد الذي يرتكب جريمة أو يرتكبها، في حين يُعرّف المجرم بأنّه الفرد الذي تسبب في ارتكاب الجريمة، ومن الممكن أن يكون الجاني والمجرم نفس الشخص، ومع ذلك هناك حالات يكون فيها شخصان مختلفان.

يتعرض ضحايا الجريمة في كثير من الأحيان لمجموعة واسعة من المشاعر والقضايا التي تؤثر على قدرتهم على معالجة وضعهم الفريد لا سيما بعد ارتكاب جريمة ضدهم مباشرة، فقد يكون للضحية احتياجات مختلفة حسب طبيعة وشدة الجريمة المرتكبة ضده، وفي المجتمع كما هو الحال في تطبيق القانون لا يزال إلقاء اللوم على الضحية يمثل مشكلة، ويحدث مفهوم لوم الضحية عندما يكون الضحية مسؤولاً جزئياً أو كلياً عن الجريمة المرتكبة ضده، وفي مجال علم الضحايا يحاول المحللون والمتخصصون في إنفاذ القانون التخفيف من الآثار الضارة لإلقاء اللوم على ضحايا الجريمة.

علاقة علم الضحايا مقابل علم الجريمة

علم الإجرام بشكل عام هو دراسة الجريمة، وتطورت كمجال أكاديمي في القرن التاسع عشر وطوال معظم تاريخها درست كيف ولماذا ينخرط الناس في النشاط الإجرامي، ويقترح مجال علم الإجرام نظريات متعددة حول سبب ارتكاب الأشخاص للجرائم وكيف يمكن منعهم أو تثبيطهم عن القيام بذلك وتستمر هذه الأفكار في التطور مع تعمق فهمنا لعلم النفس والطبيعة البشرية.

لكن الذين يرتكبون الجريمة ليسوا سوى نصف المعادلة، فبالرغم من عدم وجود ضحية ملموسة لجميع الحوادث الإجرامية، إلّا أنّ العديد منها خاصة جرائم العنف تفعل ذلك، وعلم الضحايا هو مجموعة فرعية من علم الجريمة الذي يفحص النشاط الإجرامي من منظور آخر مع التركيز على تأثير الجريمة على الضحايا، ويقيس علم الضحايا الجريمة من خلال دراسة الإيذاء وأنماط العلاقات بين الضحية والجاني ودور الضحية في أنظمة العدالة الجنائية وقضاء الأحداث.

علم الضحايا لا يركز فقط على ضحايا الجرائم الفردية ولكن أيضًا على ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان على المستوى الدولي، ومن خلال التركيز على الضحية بدلاً من الجريمة ودعم الضحية يعتبر علم الضحايا عنصرًا أساسيًا للعدالة التصالحية، وفكرة أنّ الشفاء بدلاً من العقاب هو النهج الأفضل لمعالجة الجريمة.

الغرض من علم الضحايا

علم الضحايا مهم في مجال العدالة الجنائية لعدة أسباب:

1- يمكن أن يساعد فهم التأثير السلبي لإلقاء اللوم على ضحية الجريمة في عملية التعافي المؤلمة في كثير من الأحيان.

2- في مجال علم الإجرام يساعد منظمات إنفاذ القانون على مكافحة أنواع وفئات معينة من الجرائم بشكل استباقي، وذلك عن طريق فهم المعلومات الإحصائية للجريمة وتحليلها بعمق مع البيانات الديموغرافية.

لماذا يعتبر علم الضحايا مهمًا جدًا

علم الجريمة ليس مجرد مسعى أكاديمي، وله صلة وعواقب مباشرة في العالم الحقيقي، وغالبًا ما يتعامل علماء الجريمة مع المجتمعات المحلية المتأثرة بالجريمة، مما يجعل الاتصال مهارة أساسية لأي شخص يرغب في النجاح في مجال علم الجريمة، ويوفر علم الضحايا منظورًا يسمح للمهنيين بالتواصل بشكل أفضل مع الضحايا وكسب ثقة مجتمعاتهم.

إنّ إعطاء الأولوية لضحية الجريمة هو خيار رحيم يحترم إنسانية الأشخاص المتضررين، وأنّ أولئك الذين يتعاملون مع هذه الجرائم يعترفون ويستمعون إلى الضحايا، ويمكن أن يؤدي الاهتمام بشكل خاص بمراعاة احتياجات ضحايا هذه الجرائم إلى نتائج أفضل للضحايا وزيادة الثقة داخل المجتمعات وشبكات الدعم القوية بين أجهزة إنفاذ القانون والملاجئ والموارد الأخرى.

تسعى دراسة علم الضحايا أيضًا إلى فهم سبب استهداف المجرمين لضحايا معينين، ويمكن اعتبار علم الضحايا نهجًا أكثر شمولية من علم الإجرام، مع الاعتراف بالظلم النظامي الذي قد يؤدي بالضحايا السابقين إلى أن يصبحوا هم أنفسهم جناة، كما أنّه يساعد في تقليل احتمالية ارتكاب الجناة جرائم إضافية لأنّه يمكن أن يساعدهم في إعادة صياغة طريقة تفكيرهم في الأفراد الذين قد يقعون ضحية لهم.

كيف يمكن أن يتورط المرء ويرتكب جريمة

نما مجال علم الضحايا على مدى العقود العديدة الماضية ولكن مكتب الولايات المتحدة لضحايا الجريمة يشدد على ضرورة استمرار الابتكار في هذا المجال، ويبدو أنّ هناك فجوة كبيرة في المعرفة عندما يتعلق الأمر بفهم الآثار واسعة النطاق وبعيدة المدى للعنف والجريمة المباشرة وغير المباشرة على حد سواء بالنسبة لأولئك الذين وقعوا ضحية.

في حين أنّه من الأهمية بمكان مقاضاة المجرمين وإدانتهم لارتكابهم مخالفات، فإنّ الاهتمام المتزايد بصحة الضحايا ورفاههم قد غذى الحاجة إلى برامج تعليمية تركز على علم الضحايا لدعم أولئك الذين يعملون في مجال المناصرة وخدمات الضحايا الأخرى، ويتم تمكين المدافعين من توجيه الضحايا من خلال الإجراءات القانونية وإبلاغهم بحقوقهم ودعم علاجهم.


شارك المقالة: