علاقة علم العلامات والدلالة بعلم الآداب والاستعارة والكناية

اقرأ في هذا المقال


يستند علم العلامات والدلالة والرموز على علم الآداب والاستعارة والكناية بشكل كبير، فحساب السير لايبنيز للمعرفة يشير إلى افتراض وجود تطابق طبيعي بين المعرفة والعلامات والفكر والآداب والاستعارة والكناية بشكل واسع.

علاقة علم العلامات والدلالة والرموز بعلم الآداب والاستعارة والكناية

ضمن هذه الافتراضات تصور السير لايبنيز البحث عن لغة أو خاصية عالمية تستند إلى نماذج رمزية رياضية وإمكانياتها التي لا تنتهي للاستبدال والتحولات الرسمية، بمعنى ما صاغه السير لايبنيز من وجهة نظر ثقافية وفكرية واسعة الانتشار للقرن السابع عشر، كما يلاحظ علماء الاجتماع في عام 1951 في مقدمة كتاب السير لايبنيز التحديدات.

إنه على الرغم من أن الهياكل المجتمعية في زمن السير لايبنتز ظلت مدعومة بالتقاليد الأدبية والاستعارة والكناية والقانونية والسياسية فإن تطوير طرق أكثر دقة لقياس الوقت وخط العرض وخط الطول ومعدلات الفائدة والتأمين والتقنيات الجديدة ونقل وجهة نظر تفكير رياضي أصبحت الرمزية تحظى بتقدير كبير، وليس من المستغرب أن يتم إيجاد السير ليبنيز منخرطًا في البحث عن أتمتة الإجراءات البشرية مثل اختراع إضافة آلات للبنوك وحسابات جاهزة للتجارة، ويظهر السير لايبنيز كمفكر حديث حقًا قدم نظرة ثاقبة للتعقيدات التي تكمن وراء العلاقات بين العلامات والفكر والواقع والآداب والاستعارة والكناية.

وعلى الرغم من أن التزامات السير لايبنيز المعرفية والأنطولوجية قد تكون مثيرة للجدل أو إشكالية اليوم إلا أن عمله يساعد على رؤية أن السيميائية لا يمكن أن تكون مجرد محاذاة مقابل نظرية المعرفة، حيث تصبح السيميائية مرتبطة بشكل حتمي بالافتراضات المعرفية والأنطولوجية للنظرية من خلال مساعدتها على طرح هذه الافتراضات من خلال المفاهيم والتراكيب الأدبية والاستعارة والكناية.

ومع تطور أشكال المشاريع الجديدة للإنتاج المعرفي والتوسع في النشاط الأدبي قد نشأ شكلاً جديداً من أشكال الاستعارة والكناية التي تدريجياً أكدت نفسها كأساس للمعنى والمعرفة وقتها، بينما في العصور الوسطى كان أن تعرف شيئًا ما هو أن تراه ويُنظر إليه على إنه موجود فقط.

ومنذ القرن السابع عشر يشير السير آرندت أن يُعرف شيئًا ما أصبح أكثر ارتباطًا بمعرفة عملية تشكيلها، وأصبح التلفيق استعارة للنموذج المعرفي الجديد، ومثل هذا التحول لم يتحقق بسهولة حيث كان السير لايبنيز بالتأكيد في وضع جيد ليشعر بالتوتر الهائل وأهميته.

ولقد حاول التوفيق بين بقايا النموذج القديم ومتطلبات النموذج الجديد من خلال القول بأن الرأيين ترقى إلى نفس الشيء أي أن معرفة شيء ما هو إنتاج أفكار المرء الخاصة ورؤيتها في العالم، وفيما يتعلق بما إذا كان المرء يرى كل الأشياء في العالم أو ما إذا كانت كل الأفكار تخصه، يجب أن يدرك إنه حتى لو رأى كل الأشياء في العالم فلا يزال من الضروري للأفكار التي يتم الرؤية من خلالها أن تكون ملكه في نفس الوقت؛ أي أن أفكاره ليست نسخًا متماثلة صغيرة، إذا جاز التعبير ولكنها عواطف أو تعديلات تتوافق مع ما يتم أدراكه في العالم.

سيميائية السير بياجيه حول السيميائية والاستعارة

في زمن السير بياجيه تقدمت علمنة المعرفة السيميائية بشكل أكبر وأصبحت المعرفة السيميائية شيئًا فشيئًا تُفهم على أنها تلك التي أنتجها الأفراد بأنفسهم، حيث المعرفة هي أن يبني الفرد شيئاً، وهكذا يقول مشيرًا إلى الرياضيات، فالمعرفة الرياضية هي المعرفة المكتسبة عن طريق العقل من بناء المفاهيم.

وإن بناء مفهوم يعني إظهار بداهة أي قبل التجربة والاستعارة أو التمثيل الذي يتوافق مع المفهوم، ولبناء مفهوم هناك حاجة إلى حدس غير تجريبي ويجب أن يكون هذا الأخير كبديهية موضوعًا واحدًا، ومع ذلك لا أقل من ذلك باعتباره بناء لمفهوم تمثيل عالمي، ويجب أن يعبر في تمثيله عن الصلاحية العالمية لجميع العلامات الممكنة التي تندرج تحت نفس المفهوم.

ويفسر هذا المقطع القصير من نقد علماء الاجتماع للعقل الخالص نافذة أنيقة يمكن من خلالها ملاحظة إنجاز التحول الذي رأى السير بياجيه إنه قادم في وقته، فمن خلال التحقيق في حدود العقل البشري هز السير بياجيه الاعتقاد المفترض للتوافق المتناغم بين الفكر والواقع.

وإن تركيزه على الموضوع باعتباره الفاعل لمعرفته الخاصة كشف النقاب في نفس الوقت عن حدود محدودية الإنسان وحدود التجربة الممكنة، وإمكانية معرفة الكناية أو استعارة الأشياء في ذاتها، ولم يعد من الممكن التأكد منه، وهناك بالتالي تغيير على المستوى الوجودي، فلا يقلل التغيير الأنطولوجي من احتمالية معرفة شيء ما.

وما يقوله السير بياجيه هو أن البشر في مساعيهم البشرية يعلمون لكن ما يعرفوه في النهاية ليس نتيجة ما يعرفوه بل هو منتجات تجربتهم الخاصة، وبذلك يضيف السير بياجيه طبقة وجودية جديدة، حيث يقيم الفرد منشآته الخاصة، وتظل علاقة علم العلامات والدلالة والرموز بعلم الآداب والاستعارة والكناية الخاصة به للأشياء في ذاتها، كما يلاحظ أنها تقليدية للغاية وأفلاطونية في الواقع.

وإن الشيء المبتكر حقًا في نظرية المعرفة لدى بياجيه هو نظريته المعرفية، إلى جانب جيامباتيستا فيكو الذي يعبّر عن وجهة نظر بقيت في حضانة بطيئة لمدة قرنين أو نحو ذلك وهي نظرة للفرد في قلب الساحة المعرفية وهنا يأتي دور السير بياجيه.

ففي الواقع في نظرية المعرفة السيميائية للسير بياجيه تُنظَر المعرفة السيميائية على أنها شيء ينبثق من أفعال الفرد وينتج بشكل أساسي من قبل الفرد نفسه، وكان منزعج من التركيز المفرط على اللغة من قبل أنصار الوضعية المنطقية الذين ليسوا بعيدين حقًا عن وجهات نظر السير لايبنيز، واعتبروا منطق التفكير البشري قابلاً للتعبير من خلال لغة عملية رمزية، كما جادل السير بياجيه مرارًا وتكرارًا أن أصول علم العلامات والدلالة والرموز ليست يمكن العثور عليها من الناحية الآدبية والاستعارة والكناية في جانب اللغة، ولكن في جانب الأفعال الحسية الحركية.

كما قدم البلغاري تسفيتان تودوروف مثل السير بياجيه قواعد للسرد في هذه الحالة استنادًا إلى القصص، وبالنسبة لتسفيتان تودوروف يتكون علم العلامات والدلالة والرموز من الوحدات النحوية الأساسية للسرد أي الآدب والاستعارة والكناية.

ومن الافتراضات التي يمكن تنظيمها في متواليات يتم تشكيل الاقتراح عن طريق الجمع بين العلامات والآدب والدلالة والاستعارة والرموز والكناية والطابع مع السمة أو العمل في ديكاميرون، والصفات تتألف من الدول والخصائص الداخلية والظروف الخارجية، وكانت هناك ثلاثة إجراءات أساسية ورئيسية لتعديل الموقف للتجاوز والمعاقب، والتسلسل يستند ويرتكز إلى العلاقات الزمانية والعلاقات المنطقية والعلاقات المكانية.


شارك المقالة: