يعتبر الملك الثاني لمملكة العراق من سنة 1933 حتى موته سنة 1939، وهو ابن فيصل الأول ملك العراق، حيث ولد في مكة وعاش في رعاية جده حسين بن علي شريف مكة زعيم الثورة العربية وداعية استقلال العرب عن الأتراك العثمانيين وعودة الخلافة إلى الدولة الإسلامية.
لمحة عن غازي الأول ملك العراق
تم تسميته ولياً للعهد في سنة 1924 وتولى منصبه عندما كان شاباً يبلغ من العمر 21 سنة، ثم ملكاً على عرش العراق سنة 1933، لذلك احتاج إلى خبرة سياسية وحل محله مجموعة من المستشارين من الضباط الوطنيين والسياسيين.
لقد كان للملك غازي ميول قومية عربية وعاش تجربة فريدة في طفولته، حيث كان شاهداً على وحدة المناطق العربية خلال الحكم العثماني قبل تطبيق اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت العالم العربي إلى دول تحت حكم النفوذ البريطاني أو الفرنسي.
حياة غازي الأول ملك العراق
لقد عارض النفوذ البريطاني في العراق واعتبره عقبة أمام بناء الدولة العراقية الفتية وتطويرها واعتبره مسؤولاً عن نهب ثروتها النفطية والأثرية المكتشفة حديثاً، حيث ظهرت بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية خلال فترة حكمه.
لقد شهد عهده صراعاً بين مدنيين وعسكريين ينتمون إلى تيارين متعارضين داخل الوزارة العراقية تيار داعم للنفوذ البريطاني وتيار وطني يدعو إلى التحرر من ذلك النفوذ، حيث سعى كل طرف للسيطرة على مقاليد السياسة في العراق.
لقد وقف الملك غازي إلى جانب الحركة المناهضة لبريطانيا وأيد انقلاب بكر صدقي أول انقلاب عسكري في العالم العربي، كما قام بجلب سياسيين وضباط وطنيين إلى الديوان الملكي وعين الشخصية الوطنية المعروفة رشيد علي الكيلاني باشا رئيساً للديوان الملكي.
لقد دعا إلى تحرير الأراضي العربية المحتلة والدول التي اتحدت في ظل حكم الدولة العثمانية ودعا إلى توحيدها في ظل دولة عربية واحدة، حيث جاءت دعوته لإخراج الكويت من الوصاية البريطانية وضمها مع العراق وإمارات نجد الشرقية وأنشأ محطته الإذاعية الخاصة في قصره الملكي.
أعد برامج لضم المناطق العربية من بينها ضم الكويت إلى العراق والوقوف إلى جانب فلسطين التي كانت تحت الاحتلال البريطاني وكانت في حالة حرب داخلية؛ بسبب تعرضها لهجرات كبيرة من المستوطنين اليهود من جميع أنحاء العالم ووقوف القوى الوطنية الفلسطينية في وجه هذه الهجرات فقد وقف إلى جانب قادة الثورة الفلسطينية.