أين وقعت غزوة خيبر؟
معركة خيبر (باللغة العربية: غَزْوَة خَيْبَر) حدثت في عام (628 م) بين المسلمين واليهود الذين يعيشون في واحة خيبر، الواقعة على بعد (150) كيلومترًا (93 ميل) من المدينة المنورة في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربيّة، في المملكة العربيّة السعوديّة اليوم، وعُرفت خيبر بحصونها وكثرة ماءها واموالها، وقد حدثت هذه الغزوة بعد عشرين يومًا من صلح الحديبية.
وبحسب المؤرخ هاجاي مازوز، “كانت الجالية اليهوديّة في شمال شبه الجزيرة العربيّة واحدة من أكبر الجاليات اليهوديّة القديمة في تاريخ الشعب اليهودي” منذ ما يقرب من ألف عام، عاش اليهود في واحات تيما وخيبر( ويثرب والتي عُرفت فيما بعد باسم المدينة المنورة) في شمال شبه الجزيرة العربيّة.
ذكرت المصادر الإسلاميّة ، قام المسلمون بمهاجمة اليهود الأصليين الذين تحصّنوا في الحصون، اليهود الذين يعيشون في خيبر، لأنّهم قاموا بعقد خطة مع جماعات يهوديّة أُخرى من بني وادي قرة وتيماء وفدك وقبيلة غطفان العربيّة لمُهاجمة المدينة.
يشير المؤرخ الاسكتلندي وليام مونتغمري وات، إلى وجود يهود بنو النضير في خيبر، الذين كانوا يعملون مع القبائل العربيّة المجاورة لحماية أنفسهم من الدولة الإسلاميّة في المدينة المنورة، والتي قامت من قبل بإرسال القبائل اليهوديّة إلى المنفى، بسبب انتهاكهم شروط ميثاق المدينة المنورة و للتآمر لقتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
تدعي المستشرقة الإيطالية لورا فيكيا فاجليري أنّ الدوافع الأخرى لحقد اليهود على المسلمين، تضمنت هيبة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بين أتباعه، وكذلك الغنيمة التي يُمكن استخدامها لتكملة حملات الفتوحات المستقبليّة.
استسلم يهود خيبر أخيرًا بعد أنّ لم يروا مخرجًا وسمح لهم بالعيش في الواحة بشرط أنّ يعطوا نصف إنتاجهم للمسلمين، استمر اليهود في العيش في الواحة لعدّة سنوات أخرى حتى طردهم الخليفة عمربن الخطاب.
كان فرض الجزيّة على اليهود، نظام معروف في أحكام في الشريعة الإسلاميّة، والذي يتطلب إجبار الرعايا من أهل الذمة في المناطق الخاضعة للحكم الإسلامي، بدفعها ومصادرة الأراضي المملوكة لغير المسلمين، وتسجيلها في الملكية الجماعية للمجتمع الأسلامي.
وبحسب الرأي السني السائد، فإنّ المعركة مذكورة في صحيح البخاري، حيث ورد أنّ سيدنا محمد قال: ” لأعطين الراية غداً رجلاً يحبُ الله ورسوله ويُحبُّه الله ورسوله يفتح الله عليه وليس بفرار” بعد ذلك أعطى الراية لعلي بن أبي طالب.
استمرت غزوة خيبر ما يقارب اليومين وثلاثة أيام وذلك لصعوبة مداهمة المعقل وقد امتحن الله تعالى المسلمين بأمر آخر غير صعوبة المداهمة، وهو الجوع فعندما اشتد الجوع بالمسلمين قام المسلمون بذبح بعض من الحمير لأكلهم وفي ذلك الوقت لم يكن أكل الحمير محرمًا، وعندما أشعل المسلمون النار لطهو الحمير سألهم رسول الله على ماذا توقدون فعندما علم بالأمر قام ونهاهم عن أكل الحمير وقال”لاَ تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا وَأَهْرِقُوهَا”.
لجأ المسلمون لله تعالى بالدعاء من أجل رزقهم بشيءٍ يأكلوه فاستجاب الله لدعوتهم ولكن عن طريق تسهيل فتح قلاع خيبر ففتح المسلمون كل القلاع عدا قلعتين وأخذوا الطعام من اليهود، فتح المسلمون في هذه المعركة حصن الصعب وقلعة الزبير وقلعة أبي وحصن النَّزَار.
معجزات الرسول في غزوة خيبر:
وقد بينت هذه الغزوة معجزتين من رسول الله كان علي بن أبي طالب يعاني ألمًا في عينه فوضع الرسول يده عليها ودعى له بالشفاء، فشافاه الله، والمعجزة الثانية أنّ الله تعالى قد أوحى للرسول محمد أنّ هناك شاة مسمومة يريد الصحابة أكلها فقال لهم أنّها مسمومة كان هناك صحابي اسمه البشر ابن البراء، كان قد أكل لقمته قبل أنّ ينطق الرسول الشريف أنّها مسمومة فكان قضاؤه في ذلك وتنفيذاً لوعده جل جلاله: “والله يعصمك من الناس”.
غنائم غزوة خيبر:
وبذلك حقق المسلمون النصر في خيبر بفضل إيمانهم بالله تعالى ويقينهم التام به وكان من نتائج المعركة استشهاد ستة عشر رجلًا من المسلمين وقتل ثلاث وتسعون رجلًا من اليهود.
قُسمت أرض خيبر إلى ستة وثلاثين سهمًا، حيث كان لكل سهم مائة سهم، فقد كان عدد هذه الأسهم ثلاثة آلاف وستمائة سهم، كان لسيدنا محمد والمسلمين النصف من هذه الأسهم ونصفها هوألف وثمانمائة سهم، كان للرسول محمد سهم كباقي المسلمين لا يختلف عنهم بشيء، وبقي النصف الآخ، وقد كان ألف وثمانمائة سهم، وكانت هذه الأسهم لنوائب الرسول ولمن يتنزل به من أجل أمور المسلمين في ذلك الوقت.