الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الثاني:
سليم الثاني، بالاسم ساري (“الأشقر”)، (مواليد مايو (1524)- توفي في ديسمبر (1574)، (القسطنطينيّة)، الإمبراطوريّة العثمانيّة (الآن اسطنبول ، تركيا)، السلطان العثماني من عام (1566)، والذي شهد عهده السلام في أوروبا وآسيا، وفي عهده سيطر العثمانيّون على البحر الأبيض المتوسط، لكنّهم شهدوا بداية تراجع قوة السلاطين، لم يكن قادرًا على فرض سلطته على الإنكشاريّين ونقضته نساء حريمه.
جاء السلطان سليم، ابن السلطان سليمان الأول، إلى العرش في أعقاب مؤامرات القصر وحرب أهليّة مريرة مع إخوته، كان يميل إلى حياة المتعة أكثر من المهمّة الصعبة المُتمثلة في الحكم، وعهد بشؤون الدولة إلى وزيره الأعلى القدير (رئيس الوزراء) وصهره، الوزير الأعظم محمد صقللي.
نتيجة لتوقيع معاهدة سلام مع النمسا (معاهدة زيتفاتوروك) عام (1568)، عزّز العثمانيّون حكمهم في مولدافيا وفالاتشيا في الشرق، كانت هناك علاقات ودية بين السلطان سليم الثاني وحماس الأول، حاكم إيران الصفوي، وتمّ قمع ثورة في اليمن بنجاح (1569-1570).
في البحر الأبيض المتوسط، أدى الاستيلاء العثماني على قبرص من البندقية (1570-1571) إلى تشكيل تحالف مناهض للعثمانيين من البابا والدول الإيطاليّة وإسبانيا، على الرغم من نجاح التحالف في تدمير البحريّة العثمانيّة في معركة ليبانتو (7 أكتوبر 1571)، إلا أنّه لم يتمكن من مواجهة البحريّة العثمانيّة الجديدة التي تشكلت في العام التالي.
ونتيجة لذلك، اعترفت البندقيّة بالهيمنة العثمانيّة على البحر الأبيض المتوسط (1573)، واستعاد العثمانيّون تونس (أغسطس 1574) من الإسبان، الذين استولوا عليها عام (1572).