خلف أباه فريدريك الثامن ملك الدنمارك سنة 1912 وظل في السلطة حتى موته سنة 1947 كما أصبح ملكاً على آيسلندا بصورة منفصلة عندما أصبحت مملكة مستقلة بعد استقلالها عن الدنمارك؛ لتشكيل اتحاد شخصي بين البلدين في تلك الفترة.
لمحة عن كريستيان العاشر ملك الدنمارك
ولد كريستيان في سنة 1870 في بيت أبويه الريفي قصر شارلوتينلوند في زمن جده لأبيه الملك كريستيان التاسع، حيث كان يعتبر الطفل الأول لولي عهد الدنمارك فريدريك وزوجته لويز السويدية وترعرع الأمير كريستيان مع إخوته في العائلة المالكة في كوبنهاغن.
بعد اجتياز امتحان القبول بالجامعة كأول ملك دنماركي بدأ التعليم العسكري كما كان معتاداً للأمراء في ذلك الوقت، حيث خدم لاحقاً في فوج التنين الخامس ودرس في أكاديمية الضباط.
منح بلاده دستوراً جديداً في سنة 1915 نالت فيه المرأة حريتها السياسية وتقاعد من السلطة أثناء الاحتلال الألماني لبلاده في الحرب العالمية الثانية ولم يستسلم للألمان ثم أصبح رمزاً للمقاومة الوطنية، حيث قرر الآيسلنديون إنهاء النظام الملكي خلال فترة حكمه لبلدهم بعد تصويت شعبي سنة 1944 ليكون الملك الوحيد في تاريخ البلاد بعد الاستقلال وخلفه عند موته ابنه الأكبر فريدريك التاسع.
في سنة 1912 مات الملك فريدريك الثامن بسبب ضيق مفاجئ في التنفس خلال سيره في هامبورغ بألمانيا في طريق رجوعه من نيس، حيث كان كريستيان في كوبنهاغن عندما تلقى نبأ موت أباه بالتالي اعتلى العرش تحت مسمى كريستيان العاشر.
في سنة 1920 أثار كريستيان أزمة عيد الفصح التي ربما كانت أهم موقف في تقدم الملكية الدنماركية في القرن ال 20، حيث كان العامل الأساسي هو الصراع بين الملك ومجلس الوزراء حول إعادة توحيد الدنماركي شليسفيغ إقطاعية دنماركية سابقة التي أصبحت تابعة لبروسيا خلال حرب شليسفيغ الثانية.
مع ذلك استمرت المطالبات الدنماركية بالمنطقة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وفي ذلك الوقت جعلت هزيمة الألمان حلاً لهذا الصراع ممكناً، حيث بموجب شروط معاهدة فرساي كان من المقرر أن يتحدد التصرف في شليسفيغ من خلال استفتائين.
لم يكن من المقرر إجراء استفتاء في جنوب شليسفيغ، حيث سيطرت عليها أغلبية عرقية ألمانية وكما سادت الظروف في ذلك الوقت ظلت جزءاً من الدولة الألمانية حتى فترة ما بعد الحرب، حيث في شمال شليسفيغ لقد صوت 75٪ لصالح إعادة توحيد ألمانيا الدنماركية و 5٪ لصالح البقاء مع ألمانيا.
في هذا التصويت اعتبرت المنطقة بأكملها وحدة كاملة وغير قابلة للتجزئة وتم تسليم المنطقة في النهاية إلى الدنمارك، حيث في وسط شليسفيغ انعكس الوضع وصوت 80% لألمانيا و20% للدنمارك، وفي هذا التصويت قررت كل بلدية مستقبلها وسادت الأغلبية الألمانية ككل.
في ضوء هذه النتائج فقد قررت حكومة رئيس الوزراء كارل تيودور سال أن عملية إعادة التوحيد مع شمال شليسفيغ يمكن أن تمضي قدماً، حيث في حين أن منطقة وسط شليسفيغ سوف تبقى تحت السيطرة الألمانية.
رأى العديد من القوميين الدنماركيين أنه يجب على منطقة فلنسبورغ في وسط شليسفيغ العودة إلى الدنمارك بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، حيث يرجع ذلك إلى الأقلية الدنماركية الكبيرة هناك والرغبة العامة في رؤية ألمانيا تتقلص في المستقبل.
لقد وافق كريستيان إكس على هذه المقترحات وأمر رئيس الوزراء سال بإدراج منطقة فلنسبورغ في عملية إعادة التوحيد، حيث منذ أن عملت الدنمارك كدولة ديمقراطية برلمانية منذ ولاية مجلس وزراء دوتزر في سنة 1901 شعر زال بأنه غير ملزم بالامتثال للأمر ورفضه واستقال بعد عدة أيام من النقاش الساخن مع الملك.
بعد ذلك أبعد كريستيان العاشر الأفراد الباقين في مجلس الوزراء واستبدل المجلس بمجلس محافظ أخر بحكم الواقع، حيث أدى هذا الفصل إلى مظاهرات ووضع شبه ثوري في الدنمارك بدا فيه مستقبل النظام الملكي موضع شك لعدة أيام وعلى ضوء هذه الأحداث بدأت المفاوضات بين الملك وأعضاء الاشتراكيين الديمقراطيين.
في مواجهة احتمال الإطاحة بالتاج الدنماركي تنحى كريستيان العاشر عن منصبه وأزال حكومته وقام بتشكيل حكومة تسوية حتى يمكن إجراء الانتخابات في وقت لاحق من تلك السنة، حتى الآن لقد كانت هذه هي المرة الأخيرة التي حاول فيها ملك دنماركي في السلطة القيام بعمل سياسي دون دعم كامل من البرلمان.
في أعقاب هذه الأزمة لقد تضاءلت مكانة كريستيان العاشر إلى حد كبير وقضى ربع القرن الأخير من حكمه كملك دستوري مثالي.