ما هو أصل كلمة التاريخ في اللغات الأوروبية؟
يرى البعض أنّ الأصل التاريخي هو لفظة (Istoria) وهي لفظة إغريقيّة ذات دلالة كبيرة عن النشاط الفكري والسياسي، في الدويلات الأيوبيّة في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد.
لقد كان يُقصد من لفظة (Istoria) البحث عن الأشياء التي تكون جديرة بالمعرفة، أيّ تتمكن من معرفة البلاد والعادات بالإضافة إلى المؤسّسات السياسيّة وغيرها، وسرعان ما أصبحت الكلمة مُقتصرة على معرفة الأحداث التي رافقت نمو هذه الظواهر.
ومن هنا جاءت دلالة هذه الكلمة عند سقراط بمعنى المعرفة، وعند أرسطو بمعنى جمع الحقائق. وبعد ذلك أخذ الرومان هذه اللفظة ب”Historia” ثمّ طرأ عليها تحريفات في الشكل في اللغات الأوروبية فيها بعد مثل:Geschichti،Historie،History Histoire وأصبحت التاريخ ( History) منذ القرن التاسع عشر تطلق على كل شيء يُمكن إدراكه سواء كان حيّاً أم جامدًا.
وقد حاول عدد من الباحثين التميز بين دلالة الألفاظ السّابقة، فالفرنسيون حاولوا التفريق بين لفظي Histoire حرف Histoire H حرف h لتدل الأولى على الماضي والثانية على العالم
والألمان استخدموا لفظة Geschichti على الماضي، ولفظة Histoire على العالم.
وحاول هيجل أن يعود إلى اللاتينية ليميز بين هذه الألفاظ، إلّا أنّ اللبس لا زال قائمًا، ولم يتمكنوا من الوصول إلى رأي قاطع حول هذا الأمر.
ولعلّ ذلك ناشيء من شعور أصيل في الإنسان بالارتباط الدقيق بين معرفة الماضي، والماضي ذاتة، ويعود هذا الشعور بصفة خاصّة في الأدوار التي يزداد الإنسان فيها إحساسًا بماضيه، وتلفتًا إلية، وتأثرًا به.
ويرى هورنشو أنّ كلمة تاريخ، كلمة مُجرّدة لا معنى لها، ولكن يتعين أن نقرنها أو نضيف إليها وصفًا من الأوصاف.