كيفية تجديد الدراسات في التماس الثقافي

اقرأ في هذا المقال


كيفية تجديد الدراسات في التماس الثقافي:

كان فرض موضوع التثاقف لنفسه، سبباً رئيسياً في كافة الأبحاث الأنثروبولوجية بعض الوقت، وقد تطورت الأمور لاحقاً، ولكن استخدام المصطلح قد ابتذل وفقُر ونقص معناه.

لم يعد التثاقف في هذه الأيام ذو معنى مهم بالنسبة للكثيرين، بمن في ذلك عدد من الباحثين، إلا ظاهرة إلزام نموذج ثقافي معين على نموذج غيره، بما يؤدي إلى حدوث عملية خسارة ثقافية، وهذا ما يناسب تصوراً للتثاقف بعيداً كامل البُعد عن تعاليم الاختصاص الثقافي.

وجد الكثير من الكتاب معايير جديدة لتجديد التفكير في العلاقات ما بين الثقافة، كما يشهد مفهوم التمازج منذّ الزمن الماضي، انتشاراً كبيراً في كافة مجالات العلوم الاجتماعية، إذّ بات التمازج الثقافي الذي لطالما كان من قبل مذموماًعلى المستوى البيولوجي وعلى المستوى الثقافي سواء بسواء.

أصبح المصطلح مستخدماً باستمرار في كافة وسائل الإعلام والاتصال الإعلاني، كذلك إن التمازج الثقافي في العديد من المصنفات، ليس إلا تعبيراً جديداً أكثر فوضوية، للدلالة عما كان يعنيه التثاقف دلالة كاملة، ولكن بعض المؤلفين يجتهدون في إكساب هذا المصطلح محتوى مفهومي مخصوص.

أمر التثاقف عند العديد من الكتاب:

هكذا يكون التثاقف عند العديد من الكتاب، بشكل خاص من المزج الثقافي الذي يناقض التعارض الثقافي، إذّ تتم أيضاّ عملية توحيد الشكل الثقافي المتصاعد، والعمل على التأكيد الكبير على الخصوصيات، كذلك إن التمازج يكون على العكس من التآلف، وهذا التركيب تحتفظ فيه كامل مكوناتها على أكمل وجه.

فبعد أن تبنّى علماء الأنثروبولوجيا المفهوم الثقافي للأنباء عن تشكل ثقافات الكاراييبي التأليفية، يرى البعض وجوب عدم حصره في السياق الخاص بالمجتمعات المنحدرة من نظام الثقافة الأزلية، تلك الأمور على وجه الخصوص كانت من وجهة نظر العالم إدوارد غليسان، الذي يرى أن التماس الثقافي عبارة عن صيرورة ثقافية ذات بُعد قومي.

يمثل تعميم عمليات التماس الثقافي وتنويعها تحدياً كبيراً أمام الباحثين، وهذا ما يفسر جزئياً التكاثر المصطلحي الراهن والمضلل أحياناً، وخاصة أن تعريفات المصطلح الواحد لا تتطابق دائماً، وفي نهاية الأمر ليس المهم في الكلمة التي يحتفظ بها بقدر ما تهم الأشكالية المعتمدة.


شارك المقالة: