اقرأ في هذا المقال
كيفية تمييز ثقافة الأصل وعلاقتها بثقافة المهاجرين:
إن ثقافة الأصل لا تمكّن من تفسير الاختلافات في أنماط اندماج الأشخاص المهاجرين في البلاد الواحدة، مقارنة مع ثقافتهم في مجتمع الاستقبال، وعلى هذا النحو يختلف مسار اندماج الأشخاص أصحاب الثقافة الأصلية اختلافاً بيناً مقارنة مع الأشخاص ذو الثقافات الجديدة.
يكون ذلك الاختلاف تبعاً لقدوم الأشخاص من جماعات تقليدية أو من مجموعات اجتماعية حظرية، كما توصلت إلى أمر كيفية تمييز ثقافة الأصل من قبل ماريا بياتريز روشا في حالة الأفراد البرتغاليين في فرنسا، ففي البرتغال لا يشترك كافة الافراد في نمط واحد من القيم أو أنساق واحدة من التصرف.
يسعى المنتمون منهم إلى جماعات فلاحية مبنية بقوة في الشمال أو في الوسط، ذلك إثر حلولهم في فرنسا، إلى الابتعاد أقل ما يمكن عن نمط الحياة القروي، وإلى الحفاظ على الصلة القوية بالثقافة الأصلية.
ثقافة الأصل والنظرة التحليلية للمهاجرين:
هكذا نرى أن ثقافة الأصل لا تفسر شيئاً بذاتها في حالة أن الأشخاص المهاجرين، فلا اعتبار من وجهة نظر تحليلية إلا للعلاقة التي يقيمها الأشخاص الأشخاص المهاجرين مع هذه الثقافة، على أن هذه العلاقة تختلف تبعاً للمجموعات المهاجرة، ومع ذلك فإن هذه العلاقة تتغير تبعاً لمجموعات المهاجرين، وتبعاً للوضعيات ما بين الإثنية التي يشهدها هؤلاء في مجرى تاريخ ثقافاتهم.
إنها محددة بعمق بطبيعة العلاقات القائمة أو التي كانت قائمة، في استقلالها، حتى عن كل هجرة بين ثقافة بلد الأصل وثقافة بلد الاستقبال، خاصة إذّ تعلق الأمر بعلاقات ثقافية استعمارية.
كانت عملية التمحيض تكشف عن أن مفهوم ثقافة الأصل عسير الاستخدام، وفي نهاية المطاف ضعيف الإجرائية في ما يخص المهاجرين ذاتهم، فالأنسب هنا أن الأصل المحال عليه ليس أصل المهاجرين الرئيسي.
وفضلاً عن ذلك وبغاية تحليل التحولات التي تشهدها ثقافة المهاجرين، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار خاصيات الإطار القومي الذي تتم ضمنه المبادلات الثقافية، كذلك إن الإطار القومي يوجه المبادلات الثقافية، وبالنتيجة يوجّه التغيرات الثقافية.
لا يعني الطعن في الاستخدام المعمم في الاستخدام المعمم لمفهوم ثقافة الأصل، حدوث عملية التغاضي عن مرجعية الأصل التي تتواتر لدى عدد هام من المهاجرين، كذلك إن استحضار الأصول هدف أساسي عن إعلان هوية الفرد الأصلية والتعريف فيها.