التعريف بهشام بن عبد الملك:
هو هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرَّه بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وهو العاشر من خلفاء بنو أمية، وقد بلغت في عهده الإمبراطورية الإسلامية أقصى اتساع لها في تاريخ الدولة الأموية.
خلافة هشام بن عبد الملك:
توفي يزيد بن عبد الملك في شهر شعبان من عام 105هـ، وجاء بريدٌ إلى هشام بن عبد الملك يوجد فيه شارتي الخلافة العصا والخاتم، وكان حينها مقيماً في الرصافة، وما لبث هشام إلى أن ذهب إلى دمشق وبويع بالخلافة فيها، وكان ذلك في شهر رمضان من عام 105هـ، وكان عمره حينها أربع وثلاثون عاماً.
فرح الناس بخلافة هشام بن عبد الملك؛ لما عُرف عنه من عقل وحكمه، ولم يقيم في دمشق كغيره من خلفاء الدولة الأموية، وكانت إقامته في الرصافة من أرض قنسرين التي تقع في شمال شرق الشام، وكان قد سكنها لطيب هوائها وبعدها عن الوباء الذي حلَّ بدمشق وما حولها، كما أنها كانت جنَّات وبساتين مصغره عن بساتين دمشق، وعمل على بناء قصرين فيها سكن فيهما وظل حتى توفي.
بويع هشام بن عبد الملك للخلافة في الوقت الذي انتشرت فيه الفتن وكثرت الاضطرابات في داخل الدولة الأموية، كان الخوارج يشتعلون غضباً في أكثر من إقليم، كما أن دُعاة الدولة العباسية يعملون خفيةً للقضاء على الحكم الأموي، وفوق كل تلك الأحداث كان بعض الأمراء والولاة لم يكن همهم سوا المطامع الشخصية، وكان الوضع متدهوراً للغاية لذلك تطلَّب الأمر أن يستلم زمام الأمور رجل قويٌ ومتمكن.
حارب هشام بن عبد الملك البيزنطيين وقامت جيوشه بالاستيلاء على ناربونه، كما أنها وصلت إلى أبواب بواتيه وهو المكان الذي حدثت فيه معركة بلاط الشهداء، وفي عهده صارت للدولة الأموية عاصمةً صيفية غير دمشق وهي الرصافة، كما أنه اهتم كثيراً بتنظيم الدواوين، وتمت ترجمة العديد من المؤلفات في عهده، وكان له اهتمامات كبيرة في القطاع الزراعي؛ حيث جفف المستنقعات وعمل على زيادة الأراضي الزراعية.
