عانت بولندا في بداية تاريخها من الصراعات الروسية والبروسية وغيرها من الدول الأوربية التي كانت تسعى في السيطرة عليها، كانت روسيا في تلك الفترة تكن العداء بشكل كبير لبولندا وسعت للسيطرة عليها وأخذها من الاستعمار البروسي الي كان واقعاً عليها.
تقسيم بولندا:
تم إصدار قانون يقضي بإعلان بولندا كدولة جديدة ومستقلة، إلا أن ذلك القرار لم يرضي روسيا والتي أخذت تكن كل العِداء لبولندا وخاصة بعد قيام بولندا بطرد الجيوش الروسية من أراضيها وقيامها بتسليم إدارة أمورها إلى بروسيا، قامت روسيا في تلك الفترة بإنهاء حربها مع تركيا وقامت بحل تحالفها مع بروسيا والنمسا في حربهما ضد فرنسا، فأخذت حينها بتجهيز غزوها على بولندا، في تلك الفترة قامت إنجلترا بهزيمة روسيا في حربهما، في تلك الفترة قامت الإمبراطورة الروسية “كاترين” بالتحدث مع طبقة النبلاء و تحثهم على مساعدتهم في إصدار الدستور القديم.
في تلك الفترة كانت بولندا تسعى في الدفاع عن دستورها الجديد ولو اضطرت لاستخدام السلاح في ذلك الأمر، فقامت بولندا حينها بالتحالف مع بروسيا لكي تقوم بمساعدتها في حماية الدستور البولندي القديم، إلا أن أقلية بولندية كانت رافضة التحالف بين بولندا وبروسيا والذين أطلقوا على أنفسهم اسم الجمهوريين وقاموا بشكر الإمبراطورة “كاترين” لوقوفها إلى جانبهم وطلبوا منها بأن تقوم بمساندتهم بالجيوش، قامت روسيا بإرسال معظم جيوشها للمقاتلة في بولندا، في ذلك الوقت كانت تقوم بولندا بتجهيز جيوشها والذين كانوا يفتقرون كثيراً إلى التدريب.
التقت بعد ذلك القوات البولندية والقوات الروسية في معركة حاسمة، وقد تمكنت القوات البولندية من هزيمة القوات الروسية في بداية تلك المعركة؛ ممّا دفع ذلك الانتصار إلى تراجع القوات الروسية، وفي ليتوانيا كانت تدور معركة أيضاً بين القوات الروسية والقوات البروسية المساندة لبولندا، إلا أنّ القوات البروسية قامت بالفرار من تلك المعركة؛ ممّا فتح المجال للقوات الروسية في السيطرة على ليتوانيا، في تلك الأثناء أصبحت القوات البولندية ضعيفة وخاصةً بعد خسارتها الكثير من أسلحتها وجنودها في تلك المعركة وتخلي بروسيا عنها في تلك الحرب.
قام ملك بولندا بإرسال رسالة استرحام إلى الإمبراطورة “كاترين” يطلب منها أن يكون هزيمته في تلك المعركة هزيمة مشرفة، فقامت الإمبراطورة “كاترين” بمطالبتهم في الاستسلام وتسليم أراضيهم، كما اكتشفت بروسيا من خلال تلك الحرب بأنّ بروسيا قامت بخيانتها وتحالفت مع روسيا في تلك الحرب ضدها.
كما قامت بروسيا خلال انشغال بولندا بحربها مع روسيا بالاستيلاء على بعض المدن البولندية، فحدث حينها غزو مشترك بين روسيا وبروسيا وبمساعدة النمسا وقاموا بالاستيلاء على الأراضي البولندية وقاموا بتقسيمها فيما بينهم؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب الدول الأوروبية الأخرى والتي كانت حينها منشغلة في حربها ضد فرنسا، وقد قامت بوصف عملية استعمار بولندا وتقسيمها بعملية السرقة، إلا أنّ روسيا قامت بأنّ العملية التي قامت فيها في بولندا كانت عملية شرعية وبموافقة النبلاء والبرلمان البولندي والتي قامت حينها روسيا بدفع لهم الأموال لكي يقوموا بالتوقيع على عملية تقسيم بولندا.
بعد عملية التقسيم التي تعرضت لها بولندان قامت بطلب الاستعطاف من فرنسا لمساعدتها في ذلك التقسيم، وقالت لها بأنّها سوف تقوم بالوقوف إلى جانبها في الثورة الفرنسية وفي حربها ضد فرنسا، كما وعدت بولندا فرنسا بأنّها سوف تقوم بإرسال الفلاحين البولنديين للوقوف إلى جانب فرنسا في جميع حروبها، رحبت فرنسا بالفكرة البولندية ووعدتها في مساعدتها، إلا انّ كل تلك الآمال البولندية قد خابت بعد تعرض فرنسا لغزو دول الحلفاء، فلم تتمكن حينها فرنسا من الوقوف إلى جانب بولندا.
رأت بولندا بعد ذلك بأنّه لا بد لها بأن تقوم بتجهيز جنودها بنفسها للتصدي لذلك الهجوم الذي تعرضت له، فتمكنت حينها من تجهي جنودها والذين كان معظمهم من الفلاحين البولنديين، والذين تمكنوا حينها من هزيمة الثوار الروسيين، عندما وصل خبر انتصار القوات البولندية في جميع أنحاء بولندا، شجع ذلك الطبقات الوسطى في بولندا في تجهيز أنفسهم والتصدي للثوار الروسيين، وتمكنت تلك الانتفاضة البولندية من هزيمة القوات الروسية والبروسية واسترجاع بعض المدن منهم، لكن سرعان ما تمكنت كلاً من روسيا وبروسيا من هزيمة القوات البولندية واسترجاع المدن البولندية.
بعد الهزيمة التي تعرضت لها بولندا، قامت كلاً من روسيا وبروسيا والنمسا بتوقيع اتفاقية تم من خلالها تقسيم بولندا بين تلك الدول الثلاث، وقام الكثير من المواطنين البولندين بالفرار من بولندا؛ بسبب الاضطهاد والظلم الذي تعرضوا له وقد استولت الدول المعادية على ممتلكات الدولة حينها.
