ضبط عبد الملك بن مروان للحكم الأموي:
إذا كان معاوية بن أبي سفيان قد أسس الحكم الأموي ووضع سياساته فإن عبد الملك بن مروان هو من قام بضبطه وتنظيمه وشعبه وتسلسله، فكان هو رجل الدولة الذي عمل على إقامة الحكم الأموي، وكان ذلك على أسس تفصيلية منظمه.
الصفات التي أهلت عبد الملك بن مروان لضبط الحكم الأموي:
كان عبد الملك بن مروان شخصية غريبة فقد قام بتغيير حياته وقلبها رأس على عقب عندما استلم الحكم، فقد كان قبل الخلافة متعبداً متهجداً يؤدي صلاة الظهر مع الإمام ويبقى حتى صلاة العصر، كما كان فقيهاً من الفقهاء السبعة في المدينة المنورة، ولكنه بعد استلامه للخلافة كان يتخذ السيف نصيراً له كما خالف بعض الفروع الفقهية التي كان يعرفها.
وكانت شخصية عبد الملك بن مروان تعرف بأنها شخصية قوية وجبارة، ولم يقبل أن يكون له منافس أو شريك فكان سبّاقاً للسيادة والتفوق، وكان أيضاً لا يرضى أن يكون رجلاً عادياً بل هدفه أن يكون فذّاً في زمانه وبيئته، وكل هذه الصفات والمؤهلات جعلته يتخذ موقفه في العبادة في المدينة المنورة بالشكل الذي رأيناه، كما أنه أراد أن يتفوق على غيره في محيط متعلم متعبد فقيه في العلوم والفقه والعبادة.
كيفية إعادة عبد الملك بن مروان تنظيم الحكم الأموي على أسس جديدة:
استفاد عبد الملك بن من مروان من سياسة معاوية بن أبي سفيان ومن الأنظمة المبدئية التي قام بوضعها، ولكنه أيضاً قام بتجاوزها في مبدأ السلطان، فكان معاوية يعطي حرية التعبير والقول والنقد لقاداته وولاته على الأقطار، أما عبد الملك لم يفعل ذلك فكانوا بين أيديه ليسيروا على كل الذي يريده وينفذوا أوامره، ولم يكن يسمح لجلسائه أن يجتزئوا من سلطانه أي شيء.
وبهذا يكون عبد الملك قد نظم دولته الأموية على نظام السيادة والسلطان والاستبداد والانفراد، فالخليفة هو صاحب الأمر كله فلا يُرد كلامه، فأي شخص يخالف أوامره يكون السيف على رقبته، وأعطى نصيحة لابنه الوليد بن عبد الملك وهو على فراش الموت وقال: إذا مت فشمر وائتزر، والبس جلد النمر، وضع سيفك على عاتقك، فمن أبدى ذات نفسه فاضرب عنقه، ومن سكت مات بدائه، وهذه النصيحة لابنه بأن يستخدم السيف لأعدائه ومخالفيه وأن يموتوا حقداً إذا لم يظهروا الخلاف.
النواحي التي تشملها نظرة عبد الملك بن مروان نظرته في النظام:
- دواوين الدولة: وهي كالأسلاك التي تقوم بإدارة دفة الحكم والأمة.
- النقد: وهي التي تتحول إليه كل الخيرات ولهذا يجب أن يكون مطواعاً.
- الولاة: هم الذين بقومون بتنفيذ سياسة الدولة كما يقومون بضبط المُلك.
- البريد: وهو الذي يعمل على وصل أطراف الدولة.