اقرأ في هذا المقال
- حياة السلطانة ماه دوران
- حياة السلطانة ماه دوران مع السلطان سليمان القانوني
- السلطانة ماه دوران ومنافستها مع السلطانة خرم
- شخصية السلطانة ماه دوران
- أهم أدوار السلطانة ماه في الدولة العثمانية
- أسباب نفوذ السلطانة ماه في الدولة العثمانية
تعتبر قصة حياة السلطانة ماه دوران واحدة من أبرز قصص الحب والصراع في التاريخ العثماني، فمن كونها الزوجة الأولى للسلطان سليمان القانوني وأم ولي العهد، إلى نفيها من القصر وفقدان ابنها، مرت ماه دوران بتجربة عاطفية وسياسية معقدة.
حياة السلطانة ماه دوران
عندما بلغت ماه دوران الحادية عشر، قامت السلطانة الأم عائشة حفصة، بالاهتمام بها ورعايتها وتعليمها، عندما كانت في القصر، وتذكر بعض المصادر أنّ السلطان سليمان تزوجها شرعيًا في عام (15129)، لكن لم يتمّ إعلان زواجهما، وكان ذلك بسبب الحادثة المشؤومة مع السلطان بايزيد الأول عندما هزمه تيمورلنك في أحد المعارك، وتمّ أسره هو وزوجته، وكان يُشاهدها تخدم عدوه؛ ممّا جعله يموت قهرًا، فبعد هذه الحادثة، أصبح زواج السلاطين سرًا.
حياة السلطانة ماه دوران مع السلطان سليمان القانوني
أدرجت ضمن سبع عشرة امرأة من حريم السلطان سليمان القانوني عندما كان حاكما لمانيسا، أنجبت ماهيدفران طفلها الوحيد مصطفى الذي وُلد عام (1515) عندما كانا في مانيسا حيث كان السلطان سليمان القانوني حاكم السنجق، أطلق عليها السلطان سليمان اسم (كلبهار) وهذا الأسم يعني باللغة التركيّة العثمانيّة وردة الربيع، وذلك لشدة جمالها، ونضارة بشرتها، واسم ماه دورا يُعني الجمال الأبدي؟
عندما توفي السلطان سليم الأول عام (1520)، انتقل السلطان سليمان القانوني إلى اسطنبول، عاصمة الإمبراطوريّة العثمانيّة، مع عائلته لتولي العرش، في عام (1521)، فقد سليمان ولديه الآخرين محمود البالغ من العمر تسع سنوات والطفل الصغير مراد، أصبح الأمير مصطفى الأكبر بين أبناءه وريثًا للعرش.
السلطانة ماه دوران ومنافستها مع السلطانة خرم
بعد أنّ أصبح الأمير مصطفى ولي عهد السلطان سليمان، أعطى ذلك ماه دوران منصبًا رفيعًا، ولكن في وقت مبكر من حكم السلطان سليمان القانوني، واجه ماهيدفران منافسًا جديدًا، السلطانة خرم، التي سرعان ما أصبحت المفضلة لدى السلطان سليمان ولاحقًا زوجته وأم وريثه السلطان سليم الثاني، ذكر المؤرخ برناردو نافاجيرو، أنّ سليمان كان يحب السلطانة ماه دوران في توبكابي جنبًا إلى جنب مع السلطانة خرم.
ولكن بحلول عام (1526)، توقف عن الاهتمام بـماه دوران وكرس عاطفته الكاملة للسلطانة هُرم، أنجبت السلطانة هُرم ابنها الأول محمد عام (1521) ثم سليم (السلطان سليم الثاني فيما بعد) عام (1524)؛ ممّا أدى إلى تدمير مكانة ماهيدفران باعتبارها والدة الابن الوحيد للسلطان.
تمّ قمع التنافس بين المرأتين جزئيًا من قبل السلطانة حفصة سلطان، والدة سليمان، وفقًا لتقرير نافاجيرو، نتيجة التنافس المرير اندلع قتال بين المرأتين، حيث تغلبت ماه دوران على خرم، مما أغضب السلطان سليمان، وبحسب المؤرخ التركي نجدت ساكا أوغلو، فإن هذه الاتهامات لم تكن صادقة.
غادرت ماه دوران اسطنبول مع ابنها مصطفى بسبب تعيينه حاكماً لإقليم مانيسا وعند وفاته عام (1553)، لجأت إلى بورصة، حيث توفيت في النهاية، على العكس من ذلك، بقيت السلطانة خرم في القصر بينما تمّ إرسال أبنائها لحكم المقاطعات مثل سنجق باي.
شخصية السلطانة ماه دوران
تعتبر ماه دوران شخصية معقدة ومثيرة للجدل. فهي من جهة امرأة قوية وشجاعة، دافعت عن حقوق ابنها حتى النهاية. ومن جهة أخرى، كانت ضحية للمؤامرات والحسابات السياسية. وقد أظهرت شخصية ماه دوران قدرة المرأة على التأثير في مجريات الأحداث، حتى في ظل نظام اجتماعي ذكوري.
تعد قصة حياة ماه دوران مثالاً حياً على الصراعات التي كانت تدور داخل الحريم السلطاني، وعلى التنافس الشديد على السلطة والنفوذ. ورغم النهاية المأساوية التي تعرضت لها ماه دوران، إلا أن قصتها لا تزال تثير اهتمام المؤرخين والباحثين، وتعتبر مصدر إلهام للعديد من الأعمال الأدبية والفنية.
أهم أدوار السلطانة ماه في الدولة العثمانية
- الزوجة الأولى والأم: بصفتها الزوجة الأولى، كانت ماه دوران تتمتع بمكانة مرموقة في الحريم. وقد أنجبت لسلطان سليمان ولي عهده الأول، الأمير مصطفى، مما زاد من مكانتها وأعطاها نفوذاً كبيراً.
- مرجعية للجواري: كانت ماه دوران بمثابة القدوة والمرجعية للجواري الأخريات في الحريم. فقد كانت مثالاً على الزوجة الأم الصالحة، مما جعلها محبوبة من قبل الجواري والخدم.
- صاحبة نفوذ: بفضل علاقتها القوية بالسلطان وكونها أم ولي العهد، كانت ماه دوران تتمتع بنفوذ كبير في اتخاذ بعض القرارات داخل الحريم.
- رمز للاستقرار: خلال فترة حكمها، تميز الحريم السلطاني بالاستقرار والنظام، وذلك بفضل شخصية ماه دوران الرزينة والحكيمة.
أسباب نفوذ السلطانة ماه في الدولة العثمانية
- حب السلطان: كانت ماه دوران تتمتع بحب واحترام السلطان سليمان في بداية علاقتهما، مما منحها مكانة خاصة.
- ولادة ولي العهد: أنجبت ماه دوران الأمير مصطفى، وهو الوريث الشرعي للعرش، مما زاد من مكانتها بشكل كبير.
- شخصيتها: كانت ماه دوران شخصية قوية وواثقة من نفسها، مما جعلها قادرة على إدارة شؤون الحريم بيد من حديد.
باختصار، كانت ماه دوران قبل ظهور خرم تمثل رمزاً للاستقرار والقوة في الحريم السلطاني، وقد كانت تتمتع بنفوذ كبير بفضل علاقتها بالسلطان وكونها أم ولي العهد. إلا أن ظهور خرم قلب الموازين، وأدى إلى صراع مرير بينهما على النفوذ والحب.