كيف نتمسك بالعادات والتقاليد؟
تنتشر العادات والتقاليد الاجتماعية بين كافة أبناء المجتمعات التقليدية، ويرتبط أمر التمسك بها والتدقيق عليها بمستوى التعليم ووعي وثقافة جميع أفراد المجتمع، وبمدى كمية الترابط الاجتماعي، فالمجتمعات صاحبة المستوى التعليمي والثقافة العالية، أكثر جرأة وقوة على تجاوز العادات والتخلي عنها من المجتمعات النامية.
وتزداد الجرأة على تجاوزها كذلك كلما قلت كمية التماسك الاجتماعي؛ فمجتمعات المدن أقل تماسكاً بها من المجتمعات القبلية والبوادي، وحين تستقر هذه العادات والأوضاع لدى الناس ويتشربونها، يقع الخلط بينها وبين الأحكام الشرعية، وأبرز مثال على ذلك: العادات المرتبطة بقضية المرأة.
وفي بعض العادات قد يختلط الأمر على بعض الأشخاص ذو الطبع المنغلق على الذات، فيقومون بالدفاع عن بعض العادات، ويصرون على التمسك بها؛ يكون ذلك ظناً منهم بأنها جزء من الدين.
ومن الطرق الأكثر وضوحاً لتمسكهم في العادات والتقاليد، أنهم كانوا يعملون إلى أن يبتعدوا كامل البعد عن تقاليدهم في دخول أي صفة من صفات القصور والنقص إليها.
ومن بعد ذلك يعمل هؤلاء الأفراد على إقامة حرب تقليدية على مجموعة العادات والأوضاع الاجتماعية التقليدية، لأنها ليست من الدين، بل هي لدى هؤلاء تشوه الصفاء والنقاء، وكما أن حرص الطرف الذي يصر على التمسك بها والتشبث غير كاف في سلامة موقفه، فحرص هذا الطرف أيضاً على إبراز الدين بصورة صافية لدى الآخرين ليس كاف هو الآخر.
تعريف العادات والتقاليد:
العادات: هي عبارة عن مجموعة من الأفعال والسلوكيات والمبادىء والأخلاق يتم اقتباسها بصورة كاملة من داخل الجيل الواحد، حيث تنتقل العادات من مكان استحداثها إلى أماكن أخرى، ومع الزمن يقوم بها جميع أفراد القبيلة في المناسبة نفسها سواء بعد اقتناعهم بها أو لأنه من الواجب عليهم اتباع عادات قبيلتهم وبعـد ذلك يصبح اتباع هذه العادة أمراً مقبولاً بين الناس وبذلك تكون العادة. والتقاليد جزء من هذه العادات ومرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً ومتأصلاً، والفرق البسيط بينها أن التقاليد تكون متوارثة من جيل إلى أجيال مختلفة عبر الأزمان والأوقات المختلفة، وتخلف أيضاً في مدى مستوى الالتزام بها في المجتمعات. قد تكتيسب المجتمعات العادات والتقاليد بشكل شفهي أو على شكل سلوك نمطي.